استأنفت الشركة القائمة علي تشغيل محطة فوكوشيما النووية اليابانية، المضارة جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في 11 مارس الجاري، العمل أمس علي استعادة الطاقة وعمليات التبريد، وذلك بعد أن توقفت بسبب الدخان الكثيف المنبعث من مبني المفاعل أمس الأول. وكان العمال في المبنيين 3 و 4 في المفاعل علاوة علي طواقم عربات الإطفاء قد غادروا الموقع بعدما شوهد الدخان ينبعث من مبني المفاعل 3 الذي ترتفع درجة الحرارة به بشكل مفرط في محطة فوكوشيما 1 النووية، التي دمرها الزلزال وما تبعه من موجات مد عاتية (تسونامي). وذكرت وكالة "كيودو" اليابانية للأنباء أن لجنة السلامة النووية التابعة للحكومة أكدت أن انبعاث الدخان توقف في ساعة مبكرة من صباح أمس وعاد العمل بالمحطة وأنه لم يتسن التعرف علي سبب انبعاث الدخان. كما تواصل الحكومة اليابانية جهودها لإعادة التيار الكهربائي وتبريد مفاعلات المحطة التي تضررت جراء زلزال اليابان الأخير وما أعقبه من موجات مد بحري مدمرة "تسونامي". وقال نوريو تسزومي نائب رئيس شركة طوكيو للطاقة الكهربائية المشغلة لمفاعل فوكوشيما دايتشي أمس إن عشرات الآلاف من المنازل لا تزال دون طاقة كهربائية ويعاني أكثر من مليوني شخص من فقدان الماء الجاري. علي صعيد متصل، تجاوزت نسب اليود المشع في محطات تنقية المياه قرب طوكيو أمس المستويات الموصي بها بالنسبة للأطفال مما دفع السلطات إلي التحذير من شرب الأطفال في المنطقة من مياه الصنابير، ويرجح أن يكون التلوث الإشعاعي قد انطلق من المفاعلات النووية المنكوبة. وقال مسئولون في مدينة ماتسودو، التي تبعد 210 كيلومترا جنوب غرب محطة فوكوشيما 1 للطاقة النووية إنهم سجلوا نحو 200 بيكريل من اليود المشع في اللتر الواحد من المياه في المدينة، حيث إن أقصي نسبة يوصي بها للاطفال اقل من عام هي 100 بيكريل لكل لتر، و300 بيكريل لكل لتر بالنسبة للبالغين. وفي ظل تفشي المخاوف من التلوث الإشعاعي، بدأت الحكومة اليابانية فحص التربة ومياه البحر والهواء حول المحطة المنكوبة لتقييم معدل التلوث وتأثيره علي المنتجات الزراعية والأسماك، وحث كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو إيدانو علي زيادة إنتاج المياه المعدنية. من ناحيه أخري، ضرب زلزال بلغت قوته 4.9 درجة علي مقياس رختر منطقة كانتو المحيطة بالعاصمة اليابانية طوكيو في الجزء الجنوبي من مقاطعة ايباراكي، وذكرت وكالة "كيودو" اليابانية انه لم يتم اصدار تحذير من موجات مد بحرية عالية تسونامي عقب الزلزال. من جانبها ،علقت سنغافورة أمس واردات الأغذية من المقاطعات اليابانية القريبة من منشأة نووية منكوبة تسرب منها إشعاعات، وتأتي هذه الخطوة بعدما أمرت اليابان بوقف مبيعات بعض المنتجات من المناطق المتضررة من بينها الألبان والخضروات لأن السلطات اكتشفت مواد إشعاعية في الطعام. وفي موسكو، أعلن رئيس جهاز الخدمات الصحية الروسية جينادي اونيشتشينكو أمس ان بلاده منعت استيراد مواد غذائية من4 مناطق يابانية خوفا من تلوث اشعاعي. في الوقت نفسه، قالت اللجنة الحكومية للسلامة النووية في اليابان إن ثلاثة عمال تعرضوا للإشعاع في محطة الطاقة النووية المنكوبة أمس، ونقل اثنان منهما إلي المستشفي. وقالت اللجنة إن العمال الثلاثة تعرضوا لإشعاع بنسبة تتراوح بين 170 و180 مليسيفيرت خلال عملهم في أنظمة الكابل في مبني المفاعل 3 في محطة فوكوشيما 1 للطاقة النووية، الذي تعطلت به أنظمة التبريد جراء الزلزال. وقالت تقارير إخبارية إن العاملين اللذين نقلا إلي المستشفي أصيبا بجروح في ساقيهما جراء الإشعاع.