أ.د.عاطف العراقي استاذ الفلسفة العربية هو رجل في غاية الحيوية ولذلك فهو يتابع كل ما يحدث في المجالات الثقافية والفلسفة الاسلامية والوجودية. وله مساهمات صحفية تحتم عليه أن يكون سهل العبارة مفهوما لأقل الناس ثقافة. وقد صدرت له أخيرا دراسة عن كتاب الشيخ محمد عبده الذي عنوانه( الاسلام دين العلم والمدنية) وقد أهدي هذه الدراسة: إلي كل المهتمين بالاصلاح الفكري والديني والاجتماعي.. إلي كل من يبحثون عن التنوير والضياء وسبل التقدم إلي الأمام.. كل من يقدسون العقل ويجعلونه الدليل والمرشد.. إلي من يؤمنون بربهم ويؤمنون بوطنهم.. نهدي هذا الكتاب ودراستنا التحليلية والنقدية ونحن نقترب من مرور قرن من الزمان علي وفاة رائد من رواد الاصلاح الديني. طبيعي جدا ان كل دراسة عن التنوير في مصر لابد أن تلتفت إلي ما كتبه الشيخ الامام(9481 5091) ففي كتاباته فلسفة وان لم يكن هو فيلسوفا بالمعني التقليدي للفيلسوف. ويري د.العراقي ان الشيخ محمد عبده أقل قدرا من استاذه.. جمال الدين الافغاني ولكن لابد من قراءة الشيخ الامام واستعارة شجاعته في الرد علي الملحدين. ولكن ليس للامام برنامج للاصلاح.. فبرمجة الفكر تجيء في مرحلة متأخرة ولكن استطاع العقاد وطه حسين ان يتفوقا علي الامام في كثير من أفكاره.. وطه حسين عندما يتحدث عن مستقبل الثقافة في مصر كان مصلحا وفيلسوفا تربويا. وطه حسين ابن الفلسفة الفرنسية كما أن العقاد ابن الفلسفة الانجليزية والشيخ الامام خرج من عباءة الشيخ الافغاني. أ.د.عاطف العراقي ربما أراد أن يجري علي التقاليد في حركة التنوير وهي الالتفات إلي الوراء إلي الشيخ الامام.. ودراسة د.العراقي شاملة ومشجعة أيضا. ولاتزال افكار العقاد وطه حسين والحكيم( طازة) لأنهم بعيدو النظر.. ولذلك فأفكارهم طويلة العمر ماضيا ومستقبلا.. وكذلك الاستاذ الامام! المزيد من أعمدة أنيس منصور