كشف الرئيس الفلسطيني لأول مرة أنه تعرض لضغوط وتهديدات أمريكية حتي لا توقع حركة فتح علي وثيقة المصالحة المصرية مع حماس. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة مع رؤساء تحرير الصحف المصرية مساء أمس الأول إنه تم إبلاغنا أنه سيتم فرض حصار علي الفلسطينيين مثل الحصار الذي جري بعد اتفاق مكة, ومع ذلك فضلنا الوحدة الوطنية ورفضنا التهديد وقمنا بالتوقيع علي الوثيقة المصرية تحقيقا لمصالح شعبنا, ونحن نعلم ماذا يمكن أن ينتظرنا, وبعد ذلك فوجئنا بأن حماس رفضت التوقيع. وأضاف, لكن موقفنا الواضح والصريح الذي أعلناه وسنقوله في القمة العربية المقبلة في ليبيا, إن ملف المصالحة في أيدي مصر والتوقيع في القاهرة, فمصر هي الأجدر والأقوي, وهي الأساس وهي الجار تعلم وتلم بكل التفاصيل, وهي التي عانت وتعاني وتعتبر هذا الموضوع جزءا من أمنها القومي ومن مصلحتها حل المشكلة وعدم تدهور الوضع في غزة. نصوص.. ونفوس وأكد أبومازن أن مصر لم تضغط يوما علي الفلسطينيين, وأن الخلافات مع حماس ليست في النصوص بقدر ما هي في النفوس, مشيرا الي أن قادة حماس لا يريدون الوصول الي إجراء الانتخابات وأنها عرضت أكثر من مرة علي حركة فتح تمديد ولاية الرئيس والمجلس التشريعي لفترة تصل لخمس سنوات أو عشر سنوات, وذلك خلال مفاوضات القاهرة, وطالب أبومازن حماس بضرورة الالتزام بموعد إجراء الانتخابات المحدد لها يوم28 يونيو المقبل بدلا من24 يناير الماضي. 5 خطوات لبناء الثقة وحول تطورات العملية السياسية, كشف الرئيس الفلسطيني لأول مرة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اقترح علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن يتخذ خمس خطوات محددة من أجل بناء الثقة والتشجيع علي المضي في خريطة الطريق. وقال إن هذه الخطوات هي: وقف الاقتحامات للمناطق الفلسطينية وإزالة الحواجز وإطلاق سراح بعض المعتقلين وإرسال إمدادات الي غزة لإعادة إعمارها وتغير تصنيف بعض الأراضي الفلسطينية المصنفة من المنطقة ج الي المنطقة ب ومن المنطقة ب الي المنطقة أ. وقال إن السلطة الفلسطينية لم تتلق حتي الآن جوابا من الولاياتالمتحدة حول المرجعية والإطار الزمني للمفاوضات, وأنه بالرغم من كل الاحباطات إلا أنه مايزال متفائلا بإمكان أن تحقق إدارة أوباما انجازا في عملية السلام. وأكد أن الإنشاءات الهندسية التي تقيمها مصر علي حدودها الشرقية ليست تجويعا للشعب الفلسطيني, وقال إن الانفاق الموجودة تستخدم الآن لتهريب الويسكي والمخدرات والسيارات المرسيدس وأما المواد الإنسانية بآلاف الأطنان تدخل عبر المعابر ولا يعني بناء الجدار أن مصر تريد تجويع الشعب الفلسطيني أبدا. وحول صفقة شاليط, قال إننا كنا مع هذه الصفقة ونؤيدها وكنا نتمني نجاحها. وقال إن سوريا لا تعارض المصالحة الفلسطينية ولكن إيران هي التي تقف ضدها مع الأسف. التزامات متبادلة وأكد أبومازن التزام السلطة الفلسطينية الكامل بخطة خريطة الطريق من بدايتها الي نهايتها بشهادة الجميع, وأن السلطة لا تضع شروطا مسبقة ولكنها تطالب بالتزامات وردت في خطة خريطة الطريق, مشيرا الي أن هناك عشرة التزامات كانت علي السلطة الفلسطينية طبقا للخطة نفذتها بالكامل, وعشرة التزامات علي إسرائيل لم تنفذ منها شيئا ولم تلب طلبا واحدا من هذه الالتزامات. كفاح.. باتفاق عربي وقال أبومازن إنني ضد الكفاح المسلح.. واننا دخلنا في مفاوضات مع الإسرائيليين ونحن مؤمنون أن المفاوضات هي طريق السلام.. وقال إنه لا يوجد أحد الآن في فلسطين يقاوم, بدليل أن حماس تقمع الآن الذين يطلقون الصواريخ, وأنا مع منع ضرب الصواريخ, مشيرا الي أن الفلسطينيين قد جربوا الكفاح المسلح في الضفة الغربيةوغزة وأن الانتفاضة دمرت حياتنا بالكامل, إلا أنه استطرد قائلا إنني مع الكفاح المسلح باتفاق عربي, كما انني مع المقاومة الشعبية, ووصف مبادرة السلام العربية بأنها الخيار الأهم وأثمن ما قدمه العرب ويجب أن نعرف كيف نسوقها. جهود مصرية وأكد أبومازن أن الفلسطينيين لم يختلفوا مع مصر علي قضية واحدة, فمصر تساعدنا في الملف السياسي ومعنية بإنجاز المصالحة لأنها تعتبر هذا الموضوع جزءا من أمنها القومي ومن مصلحتها حل المشكلة لعدم تدهور الوضع في غزة, وقال إن مصر تبذل مساعي جادة للمصالحة واستضافت الفصائل الفلسطينية في جلسات علي مدي عامين وأجملت مصر ما تم التوافق عليه في وثيقة وافقنا عليها كما وافق عليها وقتها كل من خالد مشعل ومحمود الزهار من حماس. وأضاف أن حماس قد تهربت بعد ذلك وبدأت تختلق الذرائع ولم توقع ثم طلبت الحركة التوقيع علي الوثيقة خارج مصر وإيجاد مرجعية عربية. وحول عملية المفاوضات, قال الرئيس محمود عباس أبومازن إن المفاوضات مع الإسرائيليين انقطعت في الفترة ما بين محادثات طابا عام2000, وإبان انتفاضة الأقصي واستمر الانقطاع حتي العام2005, وانطلقت بعد مؤتمر أنابوليس وجري بحث جميع الملفات( القدس والحدود واللاجئين والأمن والمياه والأسري), واستمر النقاش طويلا, وعرضنا موقفنا منها, وكذلك الاسرائيليون واتفقنا علي حدود1967 بتعديل طفيف علي اساس القيمة والمثل. وقال لقد جرت المفاوضات في حينها علي أرضية ومرجعية واضحة وهي حدود الرابع من يونيو عام1967, بما يتضمن الضفة الغربية بما فيها القدسالشرقية, والمنطقة المحرمة ونهر الأردن والبحر الميت وقطاع غزة. قوافل المساعدات وأضاف أبومازن أن قوافل المساعدات تدخل لغزة سواء عن طريق الأردن أو مصر أو السلع والتجارة المستمرة مع إسرائيل دون انقطاع, ونحن كسلطة وطنية نصرف58% من الموازنة علي القطاع لتغطية تكاليف الماء والكهرباء والعلاج, والتعليم وصرف مرتبات77 ألف موظف في قطاع غزة, وسنستمر في ذلك, ولن نقصر مع المواطنين هناك, فهذا ليس منة بل من الواجب أن نساعد أهلنا هناك ونقف معهم. وحول تقرير جولدستون قال الرئيس عباس, إنه تعرض لحملة ظالمة هو وعائلته بسبب تأجيل التقرير الذي تم بموافقة جميع الأطراف العربية والإسلامية والإفريقية وعدم الانحياز, وأعلنه سفير باكستان باسم كل هذه المجموعات وليس بطلب منا نظرا لعدم وجود توافق مع الجانب الأمريكي, وعدم وجود عدد من الأصوات الكافية لتمرير التقرير في مجلس حقوق الإنسان, ولكن للأسف تهربوا, ولم يدافع عنا أحد وبرغم ذلك أعدنا التقرير وذهب الي الأممالمتحدة ونتابعه وتوقفت كل الأصوات التي كانت تهاجمنا. وقال إنني انتقد بشدة الإعلام العربي الذي تعاطي مع الأكاذيب التي نشرتها الصحف الإسرائيلية واتهمتني بأنني وافقت علي تأجيل التقرير خوفا من الإعلان عن انني طلبت ضرب غزة أو الإعلان عن أن شركة الخلوي الجديدة تعود لأبنائي وهذا كذب وافتراء فأنا لا يمكن أن أفعل ذلك وليس لأبنائي صلة بها وهي مملوكة لقطريين. وحول مواقف الشيخ يوسف القرضاوي قال أبومازن إن الشيخ القرضاوي أفتي بأن أبومازن يجب رجمه في الكعبة لأنه سمع خلال تقرير جولدستون أنني طلبت من الإسرائيليين مهاجمة غزة, فكيف يقول هذا دون أن يتحقق, فالآية الكريمة تقول يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا فأنا لا أقبل وأتحدي إسرائيل اذا كان لديها شيء ضدي أن تعلنه وبعد أن اعتذرت اسرائيل وظهرت الحقيقة لم يتراجع عن فتواه ويجب أن يخرج ويعلن تراجعه, فهو أساء لي دون وجه حق. وقال إن الشيخ القرضاوي للأسف كان منحازا ودفعه بذلك ليس علمه, وانما الحزبية, فالقرضاوي أفتي ببقاء أصنام بوذا, وأباح تدمير مسجد ابن تيمية في مدينة رفح الفلسطينية وهوجم في الصحف القطرية وهاجمه الشيخ د. عبدالحميد الأنصاري أحد عمداء الشريعة المعروفين رد عليه, وهاجمه في صحيفة الوطن القطرية, لأنه أخطأ وأنا لا أنكر أن القرضاوي عالم, وانما عندما يتدخل بالسياسة لا يصبح عالما.