عقد الرئيس حسني مبارك جلسة مباحثات صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. تناولت اخر المستجدات في جهود إحياء عملية السلام, في إطار الاتصالات التي تقوم بها مصر لدفع عملية التفاوض في المسار الفلسطيني الاسرائيلي, والجولة التي يقوم بها أبو مازن في عدد من دول العالم لعرض وجهة النظر الفلسطينية إزاء عودة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلي طاولة المفاوضات. كما تناولت المباحثات جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية لتوحيد الموقف الفلسطيني قبل بدء مفاوضات جادة وصولا الي هدف تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة, إلي جانب جهود مصر لرفع المعاناة والحصار عن الشعب الفلسطيني. حضر جلسة المباحثات من الجانب المصري السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان, ومن الجانب الفلسطيني عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية, والدكتور رياض المالكي وزير الخارجية, ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية وبركات الفرا السفير الفلسطيني بالقاهرة. وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أكد الرئيس الفلسطيني أنه لابديل عن مصر فيما يخص المصالحة الفلسطينية. وقال أبو مازن إن المصالحة الفلسطينية بدأت في مصر, ووقعنا في مصر وسيستمر الأمر في مصر والتوقيع النهائي بين الفصائل الفلسطينية سيكون في مصر, والمتابعة والتطبيق سيكون في مصر, وهذا هو موقفنا في السلطة الوطنية وحركة فتح. وأضاف ان مباحثاته ومشاوراته مع الرئيس مبارك تأتي في إطار الجهود المستمرة بين الجانبين حول اخر التطورات والأفكار المطروحة بشأن عملية السلام والمصالحة الفلسطينية. وأشار إلي انه التقي أمس الأول وفدا لأمريكا حيث جري مناقشة فكرة استمرار المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل في مساعيه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كما كان في الماضي ووفق الطلب الأمريكي. وقال أبو مازن: إن هذا الموضوع هو جوهر الحوار والتنسيق خلال الفترة الحالية, مشيرا الي انه تم عقد لقاء ثلاثي مصري وأردني وفلسطيني لهذا الغرض, ونحن في انتظار الرد الأمريكي علي عدد من الأسئلة التي طرحناها في اللقاء.. وعندما يأتي الرد الأمريكي سيتم مناقشته في إطار عربي.. وسنعلن موقفنا. وردا علي سؤال حول: هل المصالحة أولا أم بدء المفاوضات قال أبو مازن: كل الأمور تسير في اتجاه واحد معا, فلدينا بناء الدولة, وبناء الاقتصاد والأمن والمصالحة والمقترحات الأمريكية لاستئناف المفاوضات: مع اسرائيل وليس هناك أولوية لجانب مع آخر مضيفا انه لا ارتباط بين المصالحة واستئناف مفاوضات عملية السلام, وعن زيارة نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الي غزة ولقاءاته مع قادة حركة حماس قال أبو مازن ان الزيارة تمت بقرار من السلطة الفلسطينية كما طلبنا من كثيرين ان يذهبوا الي غزة للقاء كل الناس. وبالتالي سنري ماذا ستسفر عنه لقاءات شعث. ووصف الزيارة بأنها أمر طبيعي.. ومن حق أي فلسطيني ان يذهب الي غزة أو الضفة الغربية. وأضاف: سنتعامل مع الأمر في ضوء النتائج التي يتم الوصول إليها. وعن إمكانية لقائه مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لتذويب الجليد بين فتح وحماس أكد أبو مازن أن اللقاء مع مشعل وباقي قادة الفصائل الأخري سيتم فورا عقب التوقيع علي ورقة المصالحة المصرية, وأضاف ان اللقاء ضروري لبحث تطبيق ما ورد في وثيقة المصالحة. وأضاف ان الوثيقة المصرية للمصالحة لايوجد ما يمكن ان تضيفه اليها أو ما يعدل.. ولابد أن تقبل بكاملها لانه سبق أن تم تعديلها تلبية لمطالب حركة حماس من قبل. ونفي عباس وجود أي تغيير في الموقف الفلسطيني بشأن بدء المفاوضات مع اسرائيل خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف الاستيطان أولا. وقال: وإذا أرادت اسرائيل ان تتفاوض معنا لابد أن توقف الاستيطان بالكامل لفترة وهو أمر مطلوب منذ البداية وان تكون مرجعية المفاوضات واضحة أيضا.