متابعة: محمد عبداللطيف : بعد نجاح ثورة الشباب كشفت الأيام عن أبطال ضحوا بأرواحهم ليكونوا شهداء الواجب والوطن سواء من خيرة شبابنا أو ضباط الشرطة الذين كانوا يقومون بتأدية واجبهم الوطني لحراسة منشآتهم الحيوية ومن بين هؤلاء الأبطال اللواء محمد البطران رئيس مباحث سجن الفيوم الذي دفع حياته ثمنا لشهامته عندما حاول المساجين الهرب من سجن الفيوم فتصدي لهم الي أن استشهد, كذلك الشهيد الرائد طارق اسامة أنور رئيس مباحث التموين, حيث دفع حياته علي ايدي البلطجية الذين قاموا باشعال النيران بقسم شرطة شبرا اثناء قيامه بتأمين مبني المحافظة بشبرا الخيمة.. التقينا بأسرة الشهيدين الذين رووا لنا لحظات الصدمة التي نزلت عليهم كالفاجعة عندما سمعوا نبأ استشهادهما, وكانت الدموع تنساب من وجوههم قبل عيونهم. وفي نبرة حزن شديدة.. قال الأبن الوحيد للواء محمد البطران.. انه فخور جدا باستشهاد والده من أجل واجبه رغم الحزن الشديد الذي انتابه بعد فقدانه لوالده هو ووالدته كان الله معهما, وقال إبراهيم محمد البطران الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة إن والده دفع حياته ثمنا لشجاعته وشهامته وعدم السماح للسجناء بالهروب من أجل زعزعة المواطنين, وهو الوحيد الذي قال لا.. ورفض فتح الأبواب بسجن الفيوم لجموع المساجين الذين هربوا. موضحا انه شهيد الواجب, لأنه ظل يقاوم حتي النهاية. واشار إلي انه كان أخر اتصال تليفوني هاتفي مع والده قبل الحادث بالليل.. حيث وصاني بالاهتمام بوالدتي ودراستي. وكان يتمني أن يشاهدني مهندسا ناجحا في عملي. وأوضح أنه تلقي نبأ استشهاد والده من هاتف أحد المواطنين الذي لا يعرفه لأنه نسي اسمه من الفجيعة.. حيث قال له انت إبراهيم البطران.. البقاء لله.. والدك استشهد علي ايدي السجناء الذين تم تهريبهم خارج السجن بالفيوم. وأكد إبراهيم محمد البطران انه فخور باستشهاد والده اثناء تأدية واجبه, وسوف يفخر طوال العمر وأسرته بالكامل. وقد التقينا أم الشهيد طارق أسامة نور الحاجة نجوي بدر الدين 62 سنة والتي لم تتمالك أعصابها.. وتدفقت الدموع من مقلتيها.. وقالت رغم أنه ابني الوحيد لكنها هي دموع شرف استشهاده علي أيدي البلطجية أثناء قيامه بأداء واجبه الوطني, حيث كان الشهيد طارق اسامة نور رائد الشرطة رئيس مباحث مرور القليوبية السابق ورئيس مباحث التموين. يقوم بتأمين مبني أمن الدولة والمحافظة وقسم شبرا بعد قيامه بتسليم سلاحه الميري إلي مسئول نادي ضباط القوات المسلحة المقابلة إلي عمله حتي لا يظهره في وجه المتظاهرين ولم يقم بالانسحاب من موقعه وفقا لتوجيهات وزير الداخلية الأسبق علي حد قول أم الشهيد.. وقالت والدة الشهيد نجوي بدرالدين أنها تحتسبه عند الله.. رغم انها تعيش بمفردها بعد وفاة والده اسامة نور المدير العام السابق باعلانات الأهرام التجارية. وأضافت أن الشهيد رفض دخول كليات القمة والطيران من اجل دخول كلية الشرطة. حيث كان من أوائل الثانوية العامة وحصل علي98%, وحصل علي العديد من الجوائز والأوسمة خلال عمله بالشرطة. وأشار إلي أنها قبل الحادث بيوم واحد أجري معها أربعة أتصالات تليفونيه للاطمئنان عليها, وطلب منها عدم فتح الأبواب لأحد, وعدم خروج طفلته ملك6 سنوات التي كانت تعيش معها بعد طلاق زوجته منذ3 سنوات وزواجها بآخر. وأكدت أنها علمت بمقتل ابنها الوحيد عن طريق سائقه الخاص الذي اتصل بها الساعة الخامسة فجر يوم الأحد بعد يوم جمعة الغضب, وأنها خرجت سيرا علي الأقدام في الساعة الخامسة لمسافة طويلة في الظلام الدامس وهي تبكي, حيث انها لم تتمكن من قيادة سيارتها بعد تعرضها لحادث منذ شهور, حتي وصلت إلي مستشفي معهد ناصر فوجدته جثة هامدة في المشرحة.. وفي البداية لم تتمكن من التعرف عليه اثر اصابته بطلق ناري في رأسه.. وقالت إنها لم تشعر بنفسها بعد ذلك حتي تمت افاقتها. وطالبت الأم وهي تبكي اعادة طفلة ابنها الشهيد من والدتها المتزوجة من شخص آخر يعمل في جهاز أمني لوجود ابن زوج طليقة ابنها المقيم مع والده في الشقة, وانها لها الحق في حضانة حفيدتها لأنها تعيش بمفردها. واكدت انها سوف تقوم برفع قضية حضانة لأن والدة الطفلة قامت بخطفها يوم جنازة الشهيد من شقتهما بالتجمع الخامس. كما قامت اسرة طليقة ابنها بالحصول علي10 شهادات وفاة لأبنها عن طريق المسئول الأمني وانها تخشي ان يقوموا بعمل ما يضرها هي وحفيدتها بهذه الأوراق, مؤكدة انها تقدمت بتلك الأوراق إلي المستشار الدكتور النائب العام عبدالمجيد محمود, بعد مقابلة استمرت لمدة ساعة مع المستشار عادل السعيد مدير المكتب الفني للنائب العام الذي وعدني باتخاذ جميع الاجراءات القانونية, وكذلك التقت باللواء محمود وجدي وزير الداخلية الذي أجري اتصالا هاتفيا مع المسئول الأمني زوج أم طليقة ابنها وطلب منه عدم التعرض لأم الشهيد.