رغم أن الأولوية في الاهتمام المحلي والعربي والدولي تضع التطورات المتسارعة في مصر علي سدة الاهتمامات فان الفيتو الامريكي الأخير في مجلس الأمن لإبطال مشروع قرار يدين سياسات الاستيطان الإسرائيلية يستحق التوقف أمامه بالتأمل والتحليل خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تتوالي فيها العديد من الإشارات التي تعكس ارتباك السياسة الأمريكية تجاه قضايا الشرق الأوسط باستثناء التزام وحيد يستفز كل دول المنطقة وهو الالتزام بدعم إسرائيل بالباطل وبكل سفور! إن الفيتو الامريكي الأخير يجدد التساؤلات المطروحة منذ سنوات عن جدوي ادعاء الولاياتالمتحدةالأمريكية برغبتها في تحقيق السلام... بل أنه يؤكد أن واشنطون تتظاهر بالعمل علي إنهاء الصراع العربي الاسرائيلي بينما هي تستهدف بقراراتها وخطواتها كل ما يمكن أن يؤدي إلي استمرار هذا الصراع وتأجيجه وبشكل يكاد يوحي لأي مراقب محايد بأن بقاء القضية الفلسطينية دون حل يناسب الأهداف والمقاصد الأمريكية في المنطقة أكثر مما يناسبها تحقيق السلام. والحقيقة أن مسارعة بنيامين نيتانياهو رئيس حكومة إسرائيل بتوجيه الشكر العميق أمس إلي الرئيس الامريكي أوباما لدعمه المباشر لاستخدام حق الفيتو ومنع إدانة مجلس الأمن لإسرائيل يؤكد صحة ما ذهب إليه الكثيرون من أن الفورة الدبلوماسية الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية عقب وصول أوباما إلي سدة الحكم في البيت الأبيض لم تكن أكثر من حملة علاقات دولية عامة لتحسين صورة أمريكا القبيحة لدي شعوب المنطقة. بوضوح شديد أقول أن المداولات التي سبقت استخدام أمريكا حق الفيتو والمحاولات الخبيثة التي بذلتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لإقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لسحب مشروع القرار من مجلس الأمن هو خير دليل علي عمق التواطؤ بين الموقفين الامريكي والاسرائيلي بشأن الاستيطان بشكل خاص وعملية السلام بشكل عام! خير الكلام: من يضع نفسه مواضع الاتهام فلا يلومن من أساء الظن به! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله