بين الهدف والوسيلة قد يحدث انحراف في المسار ولابد من التصحيح, لا شك في ان الهدف الرئيسي للشباب هو الخير لمصر والكل يعشق تراب هذا الوطن شبابه وشيبته فيه ولدنا ومن نيلة شربنا وعلي أرضه نموت في أقل من شهر شهدت مصر احداثا لم تشهدها علي مدي عقود مضت ولقد عاصرت ثلاث رؤساء والكثير من الحكومات المتعاقبة ولكن مايحدث اليوم لامثيل له في التاريخ الحديث بكل ايجابياته وسلبياته تابعت الكثير من التغطيات الاعلامية للاحداث وقرأت العديد من التحليلات وانتابني شعور متناقض بين الفرح والحزن وفي بعض الاحيان اشعر وقد اصابني الاكتئاب, فرحت بالشباب ومبادرته غير المسبوقة في التعبير عن الرأي ورغبته في المشاركة واعلان وجوده في الوقت الذي اعتبره الكثير منا غير موجود بل عبء علينا فهو يريد وظيفة وهو غير مؤهل..! ويريد سكنا ليتزوج ويريد ويريد ولا امكانيات لكل مايريد.. تخيلوا معي لو اننا استطعنا استثمار كل الطاقات المستنفذة في الاحتجاجات وحولناها الي مشروع قومي عملاق يعود عليهم وعلي وطنهم بالخير والنماء اعتقدنا في وقت من الاوقات ألا وجود لهم همشناهم سياسيا واهملناهم اجتماعيا وتجاهلناهم اعلاميا ومن الاجحاف ان نقول ذلك علي اطلاقه والحق يقال نعم كانت هناك مشاريع لاسكان الشباب, نعم مازال التعليم مجانيا ولكن الفرق كبير بين المأمول والمحقق وايضا لابد ان نأخذ في اعتبارنا سقف طموح وتطلعات الشباب الذي اتسع كثيرا عما كنا نحلم به من عقود مضت يوم اننا كنا شبابا فنافذتنا علي العالم كانت برنامج نافذة علي العالم الذي كانت تقدمه الاعلامية اماني ناشد رحمها الله علي التليفزيون المصري وكان التليفزيون في ذلك الوقت لا يتعدي قناتين هي الاولي والثانية فقط, لا ندري شيئا عن الاحزاب هي فقط في كتاب التاريخ مثال بغيض في العهد الملكي البغيض هكذا تعلمنا, كان فقط حزب واحد قائم هو الاتحاد الاشتراكي ورجل واحد بكينا وانتحبنا ونزلنا الي الشوارع مهرولين فزعين يوم اعلن استعداده لتحمل المسئولية ورغبته في التنحي عن الحكم وكان ذلك بعد هزيمة مصر امام اسرائيل7691, يوم فقد الشعب المصري أكثر من مائة ألف شهيد يوم احتلت اسرائيل شبه جزيرة سيناء ثلث مساحة مصر سامحوني قد يظن بعض الشباب ان هزيمة مصر امام اسرائيل كانت من خلال مباراة في كرة القدم واقول ذلك لاننا لم نخض حربا بكل اهوالها منذ73 عاما منذ انتصار اكتوبر عام.3791 سامحونا لم نعرف طريقا الي سيناء او البحر الاحمر كلها كانت مناطق عسكرية لا تجتاز إلا بتصاريح المصيف الوحيد المتاح في ذلك الوقت هو الاسكندرية او رأس البر أما عن شرم الشيخ ورأس محمد وطابا ودهب ونويبع والعريش والغردقة لانعرف لها سبيلا اذ لا طرق صالحة ولا شواطئ آمنة ولا بنية تحتية حتي في رأس البر كانت العشش في الصيف فقط. فرص العمل المتاحة كانت من خلال التعيين في الحكومة وهذا مانحصد ثماره ونعاني منه اليوم فأصبح الجهاز الاداري للدولة6 ملايين موظف والقطاع الخاص كان محدودا للغاية فلم يكن سوي بعض مكاتب التصدير والاستيراد والمصانع تتركز في شبرا الخيمة والمحلة الكبري, ولا وجود للمدن الجديدة كالعاشر من رمضان او السادس من اكتوبر.. اذ في ذلك الوقت لا يأتي الي مصر مستثمرون من الخارج فكلنا يعرف أن رأس المال جبان فمن من المستثمرين يأتي ليستثمر في بلد الصوت فيها لا يعلو علي صوت المعركة بلد يحارب وغير مستقر, سامحونا لم نكن نستطيع ان نغادر خارج مصر إلا بتصاريح, وكانت المراسلة وتلقي اخبار ابنائنا المبعوثين في الخارج او ابائنا المعارين من اطباء ومدرسين بالدول العربية عن طريق كتابة الرسائل الورقية عبر البريد وعندما تتلقي رسالة من قريب لك في الخارج تجد مكتوب علي الظرف من الخارج عبارة( فتح بمعرفة الرقابة).لم يكن لدينا مئات بل آلاف من القنوات الفضائية والسموات المفتوحة لم يكن لدينا الموبايل اتذكر يوم تقدمنا للحصول علي خط تليفون ارضي انتظرنا سنوات حتي تم تركيبه بعد ثلاث سنوات وكانت الفرحة كبيرة لم يكن لدينا انترنت ولا كمبيوتر ولاكنا نسمع عنه ولا مواقع للتواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل والدردشة. اردت فقط ان اذكر بما كنا فيه وما نحن عليه الآن, فأنتم افضل منا حالا ولا وجه للمقارنة, ارجوكم لا تتشرذموا واتحدوا وتعالوا علي الفردية والانانية واختاروا من يمثلكم واعلموا جيدا كيف تتفاوضون فالتفاوض علم وللمفاوضين مهارات وان اردتم الديمقراطية فيجب ان تتعلموا كيفية الممارسة السياسية والسياسة هي( فن الممكن) تجنبوا الفضائيات واسواق الكلام وتجار الكلمة والمغرضين ومحاكم وحكام وجلادين علي الفضائيات ومواجهات وتصفية حسابات, حافظوا عليها ثورة نقية نظيفة تبتغون بها وجه الله ورفعة شأن هذا الوطن مصر فأنتم شباب الدولة وأمن الوطن.