الديمقراطية وصولا الي تأسيس دولة مدنية, عبر انتخابات حرة, صارت قضية مبدئية اجمع عليها الشعب في سياق ثورته الظافرة, ثورة25 يناير.. والمطلوب الآن هو كشف الفساد وجرائمه حتي يتطهر الوطن من الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا في مصر تضليلا وتخريبا طوال عقود. وما يتعين ادراكه ان فتح ملفات الفساد ومحاكمة الفاسدين مسألة اساسية وحيوية لتصحيح المسار نحو بناء المستقبل الجديد عبر اشاعة وترسيخ اركان دولة القانون, ذلك ان الفساد تفشي في ظل التلاعب بالقانون. ومن هنا بدأت ظاهرة مجتمعية خطيرة تتمثل في استياء القاعدة الشعبية وغضبها علي نحو ما ظهر بوضوح في ثورة شباب25 يناير.. ومما لاجدال فيه ان منظومة الفساد السلطوي والاداري كانت تسلب ثروة الامة, وتهدر امكانات تقدمها عبر حجب هذه الثروة عن بناء اقتصاد قومي يفتح بمشروعاته ومؤسساته آفاق المستقبل لابناء الشعب وفي طليعتهم الشباب الذي عاني طويلا وكثيرا من جراء محنة البطالة. وثمة اجماع قومي مصري علي ان النظام الذي اسقطته ثورة25 يناير قد صادر حقوق الشباب والشعب باسره من خلال مناصرته زواج السلطة والثروة. وذلك كان واضحا كل الوضوح في تشكيل حكومة احمد نظيف التي كون نفر من رجال الاعمال اعمدتها., وهنا تتعين الاشارة الي اهمية وضرورة فتح ملفين مهمين هما: ملف الخصخصة, وملف بيع الاراضي. ويعني فتح هذين الملفين بداية حقيقية لتنظيف مصر من الفساد وجرائمه. وما ينبغي ان نفطن اليه, في هذا السياق, ان الاستقرار الاجتماعي الذي ننشده يرتكز اساسا علي بلورة العدل الاجتماعي وترسيخ ابعاده. وهذا ما كان يفتقر اليه النظام الذي اسقطته ثورة25 يناير, ان مصر تبدأ عصرا جديدا, وزمنا جديدا لافساد فيه ولا قهر ولا قمع.. انه زمن الديمقراطية..