حثت وزارة الخارجية الامريكية أمس الجيش المصري علي الاستمرار في إظهارضبط النفس الذي أبداه في تعامله مع الاحتجاجات المستمرة في البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فيليب كراولي نحترم الدور الذي لعبه الجيش المصري حتي الان. , و نشجعه علي الاستمرار في ضبط النفس الذي اظهره خلال الايام الماضية. وفي سياق متصل,انتقد البيت الابيض أمس خطوات الحكومة المصرية تجاه عملية الاصلاح, قائلا انها لم تف بالحد الادني من مطالب الشعب. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الابيض في تصريحات صحفية ان الحكومة المصرية لم تتخذ الخطوات الضرورية التي يحتاجها الشعب, وحذر من ان الاحتجاجات الحاشدة ستستمر اذا لم يتحقق التغيير المطلوب, وقال اذا كان بعض القادة المصريين قد حاولوا تهدئة المحتجين من خلال تقديم بعض التنازلات,فان الحشود الهائلة في الشوارع اثبتت انهاوعلي الارجح ستستمر حتي تتخذ الحكومة الخطوات الجدية علي حد قوله. وأكد جيبس في الوقت نفسه ان واشنطن لا يمكنها ان تملي علي مصر ما يجب ان تفعله. وفي الوقت نفسه, أعلن البيت الابيض أمس في بيان أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل هاتفيا بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لبحث الوضع الحالي في مصر.وقال البيان ان أوباما اكد خلال حديثه الهاتفي أهمية اتخاذ خطوات فورية تجاه انتقال منظم للسلطة يتسم بالجدية والاستمرارية والشرعية ويفي بتطلعات الشعب المصري. واضاف البيان ان الرئيس الامريكي أكد ايضا التزام الولاياتالمتحدة طويل الامد تجاه السلام و الاستقرار في المنطقة. وفي غضون ذلك,كشفت صحيفة تايمز البريطانية امس أن الملك عبد الله قال للرئيس أوباما في مكالمة هاتفية يوم29 يناير الماضي, إن بلاده ستدعم الرئيس حسني مبارك إذا ما أوقفت الولاياتالمتحدة المساعدات التي تقدمها لمصر. ونقلت الصحيفة عن مصادر سعودية رفيعة المستوي قولها ان الملك عبد الله ابلغ اوباما انه في حالة لجوء الولاياتالمتحدة الي سحب المعونات التي تقدر بمليار ونصف مليار دولار سنويا لمصر فان السعودية سوف تتدخل لدعم مصر ماليا. وقالت المصادر ان العاهل السعودي أكد لأوباما أهمية بقاء مبارك في الرئاسة للاشراف علي الانتقال الي ديمقراطية سلمية ثم المغادرة بكرامة. واشار مصدر سعودي بارز في الرياض الي ان مبارك ليس مجرد حليف للملك عبد الله و لكنه صديق شخصي ولن يكون الملك مستعدا لرؤيته يتنحي. وفي سياق متصل, قال بن رودز نائب مستشار الأمن القومي الامريكي لشئون الاتصالات إن موقف الإدارة الأمريكية من الوضع في مصر يقوم علي ثلاث نقاط أساسية وهي الالتزام بعدم العنف, واحترام الحقوق العامة للشعب المصري, وضرورة التغيير السياسي من خلال فترة للانتقال السلس للسلطة الذي يجب أن يتم دون تأخير ويحقق تقدما لا رجعة فيه ويشعر به الشعب في مصر بما يلبي مطالبه. وقال رودز ان ادارة الرئيس اوباما تراقب عن كثب التأثيرات الاقتصادية الناجمة للأزمة السياسية في مصر وتعتقد أن التقدم تجاه الإصلاحات الديمقراطية سيسهم في إنهاء عدم الاستقرار الاقتصادي. وقال رودز إن الخطوات غير الكافية من جانب الحكومة المصرية للوفاء بمطالب المحتجين تزيد الصعوبات الاقتصادية. وجاء ذلك في الوقت الذي شهد الكونجرس الامريكي امس جلسة عاصفة حيث وجه النواب الامريكيون انتقادات عنيفة ضد طريقة تعامل ادارة الرئيس اوباما مع الوضع في مصر متهمين اوباما بانه لم يفعل ما يكفي لدعم الاصلاحات الديمقراطية في مصر. وقالت ليانا روس ليتنين رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب اننا فشلنا في تقديم المساعدة الامريكية لدعم القوي الديمقراطية السلمية وقالت ليتنين النائبة الجمهورية بالنسبة للوضع في مصر فان الادارة فشلت في اغتنام الفرصة من اجل الضغط لاجراء الاصلاحات للتعبير عن غضب المتظاهرين و منع احداث العنف و الفوضي. كما وجهت ليتنين وعدد من اعضاء لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب انتقادات لتصريحات مسئوليين في البيت الابيض بشأن الترحيب بمشاركة الاخوان المسلمين في الحوار الوطني. وأبدوا تخوفهم من مشاركة الاخوان ومدي التزامهم العملية الديمقراطية.