الرئيس الأمريكى أوباما يتشاور مع وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون حول الأزمة فى مصر تطور الموقف الامريكي من الأزمة في مصر بشكل كبير تماشيا مع تطور الاحداث علي الارض. ففي بداية الأزمة ، أكدت واشنطن أن حكومة الرئيس حسني مبارك مستقرة ووصل هذا الموقف الأمريكي أخيرا إلي الدعوة لبدء انتقال السلطة علي الفور. اليوم الاول بدأت الاحتجاجات في مصر في اليوم الذي ألقي فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما خطاب الاتحاد أمام الكونجرس. أدلت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأول رد من مسئول أمريكي كبير وقالت »تقييمنا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل لتلبية الاحتياجات المشروعة ومصالح الشعب المصري«. وركزت التصريحات الامريكية علي الدعوة لضبط النفس وعدم اللجوء إلي العنف بعدما اشتبك الاف المصريين مع الشرطة وطالبوا بانهاء حكم مبارك. لم يذكر أوباما مصر في خطاب حالة الاتحاد لكنه أشار إلي الاحداث في تونس وقال إن الولاياتالمتحدة »تدعم التطلعات الديمقراطية لكل الشعوب«. وصفق أعضاء الكونجرس لاوباما. وبعد كلمة أوباما قال روبرت جيتس المتحدث الصحفي باسم البيت الابيض »ندعم الحقوق العالمية للشعب المصري ومن بينها حق حرية التعبير وحرية التجمع، أما الحكومة المصرية فرصة مهمة لتستجيب إلي تطلعات الشعب المصري وتنفذ اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن أن تحسن حياته وتساعد علي رخاء مصر«. اليوم الثاني لايذكر أوباما مصر في تصريحات معدة أثناء زيارته، لولاية ويسكونسن لتعزيز رسالته الاقتصادية في خطاب حالة الاتحاد. وفي مصر اشتبكت الشرطة مع الاف المصريين تحدوا حظر الحكومة للاحتجاج.. ردا علي سؤال حول ما اذا كانت واشنطن لاتزال تدعم مبارك قال وجيبس علي متن طائرة الرئيس »مصر حليف قوي«. وفي واشنطن قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون »نحث السلطات المصرية علي عدم منع الاحتجاجات السلمية أو اعاقة الاتصالات بما في ذلك مواقع الاعلام الاجتماعي«. وتابعت قائلة »أعتقد أن من الممكن ان تتم اصلاحات وهذا هو ما نحث عليه وندعو له«. اليوم الثالث مع امتداد الاحتجاجات إلي مدينة السويس حيث اشتبك المحتجون مع قوات الامن وصف جو بايدن نائب أوباما بأنه حليف في جهود السلام بالشرق الاوسط وقال »لا أصفه بأنه دكتاتور«. قال أوباما في مقابلة نقلها موقع يوتيوب علي الإنترنت »كانت مصر حليفا لنا في كثير من القضايا الحيوية.. لكنني كنت اقول له »مبارك« دائما أن التأكد من المضي قدما في الاصلاح الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي مهم للغاية من اجل مصلحة مصر علي المدي البعيد«. اليوم الرابع أصدرت الخارجية الامريكية تحذيرا للامريكيين من السفر إلي مصر بعد أن فرضت الحكومة المصرية حظرا للتجول في القاهرة والاسكندرية والسويس. وقال البيت الابيض في أقوي رد فعل أمريكي حتي تلك اللحظة ان الولاياتالمتحدة ستراجع مساعداتها إلي مصر والتي تقدر بنحو 5.1 مليار دولار. وقال جيبس »سنراجع مواقف مساعداتنا بناء علي الاحداث الجارية الان وفي الايام القادمة«. تحدث أوباما مع مبارك لمدة 03 دقيقة بعد أن دعا الرئيس مبارك في كلمة نقلها التليفزيون إلي حوار وطني لتجنب الفوضي وأمر بنزول الجيش المصري إلي الشارع لاستعادة السيطرة.. قال أوباما انه حث مبارك علي اتخاذ اصلاحات شاملة واضاف »تحدثت معه بعد كلمته وقلت له ان عليه مسئولية اعطاء معني لهذه الكلمات واتخاذ خطوات وأفعال ملموسة للوفاء بهذا الوعد«. اليوم الخامس اجتمع أوباما مع فريقه للامن القومي لبحث الوضع في مصر. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بي. جيه. كراولي في رسالة علي موقع تويتر انه لايمكن لمبارك الاكتفاء »باعادة ترتيب الاوراق« وذلك بعدما أقال الرئيس حكومته وعين عمر سليمان مدير المخابرات المصرية نائبا له. اليوم السادس ضغطت البرامج الحوارية التلفيزيونية كثيرا علي كلينتون بأسئلة حول ما اذا كان يجب علي الرئيس المصري التنحي وقالت الوزيرة الامريكية عبارة »الانتقال المنظم« للمرة الاولي في الخطاب الامريكي الرسمي. وقالت لبرنامج »فوكس نيوز صنداي« »نريد أن نري انتقالا منظما حتي لايملأ أحد الفراغ.. يجب ألا يكون هناك فراغ وان تكون هناك خطة مدروسة جيدا من اجل اقامة حكومة ديمقراطية تقوم علي المشاركة«.. وجاءت تصريحات كلينتون بينما تظاهر الالاف في وسط القاهرة. اليوم السابع أرسل أوباما فرانك ويزنر السفير الامريكي السابق في القاهرة إلي مصر ليخبر مبارك في حديث خاصة انه يجب ان يعد »لانتقال منظم« للسلطة. واستمر البيت الابيض علنا في الدعوة إلي اصلاحات ديمقراطية لكنه لم يتطرق إلي مصير مبارك. وقال جيبس »نحن لا نختار بين من هم في الشارع ومن هم في الحكومة«. اليوم الثامن أمرت الخارجية الأمريكية برحيل كل افراد الطاقم غير الضروريين في السفارة الامريكية الموجودين في مصر وعائلاتهم. أدلي أوباما ببيان في البيت الابيض قال فيه انه تحدث مع مبارك بعدما قال الرئيس في كلمة نقلها التليفزيون المصري انه لن يرشح نفسه مجددا للرئاسة. وقال إنه أخبر مبارك بأن »الانتقال المنظم يجب أن يكون له معني وسليما ويجب أن يبدأ الان«. اليوم التاسع أدان البيت الابيض العنف الذي اندلع في مصر وقال إن الولاياتالمتحدة قلقة بشأن الهجوم علي متظاهرين سلميين. يلتزم المسئولون الامريكيون الغموض عند الضغط عليهم حول حقيقة الموقف الامريكي وهل تريد الولاياتالمتحدة تنحي مبارك الان قبل انتخابات الرئاسة المصرية المقررة في سبتمبر القادم.. وفي تطور واضح للموقف الأمريكي فيما يتعلق بالازمة في مصر، قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان الرسالة التي أبلغها الرئيس باراك أوباما بكل وضوح للرئيس حسني مبارك هي أن الوقت قد حان للتغيير، واوضح ان بلاده تريد التغيير الآن وليس في سبتمبر القادم. وبالأمس، صوت مجلس الشيوخ الأمريكي علي قرار يقضي بضرورة قيام الرئيس مبارك بالبدء فورا في نقل السلطة إلي حكومة تسيير أعمال.