فيما وصف بمعركة أمريكية مفتوحة تجاه النظام المصري الحاكم, شددت الإدارة الأمريكية من حملتها الانتقادية المعارضة للرئيس مبارك معربة عن غضبها و رفضها القاطع لأعمال العنف المشتعلة ضد المظاهرات السلمية, مؤكدة أن حليفتها( السابقة) لابد وأن تضع جدولا زمنيا محددا وسريعا للانتخابات. وأوضح روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض أنه عندما تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن التغيير الآن فكان يعني الآن وأنه يعني بالآن الأمس وليس سبتمبر المقبل, محذرا من أن المساعدات الأمريكية لمصر ستتأثر كثيرا باستجابة الحكومة للأزمة. كما دعا جيبس إلي وقف فوري لأي أعمال عنف واضطرابات أشعلتها الحكومة, مؤكدا أن مشاهد الاشتباكات في ميدان التحرير أثارت غضب الرئيس أوباما, بينما وصف فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية العناصر التي خرجت تأييدا للرئيس مبارك بأنهم حثالة ولا أحد يعرف علي وجه الدقة من الذي أطلقهم في شوارع القاهرة, ولكنه وصفها بمحاولة لإخراس الأصوات المعارضة في الشارع المصري. كما أشار المتحدث الأمريكي إلي أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حثت نائب الرئيس المصري عمر سليمان علي اعتقال المسئولين عن أعمال العنف التي استهدفت المتظاهرين. كما وصفت أعمال العنف ب التطور المفزع والصادم بعد أيام من المظاهرات السلمية بانسجام.وأعربت عن أملها في أن يقتنص الجانبان الفرصة ويبدآن فورا مفاوضات جادة وذات معني حول انتقال مصر إلي حكم ديمقراطي تعددي أكثر انفتاحا. وحثت الرئيس مبارك علي التحرك هو وحكومته بشكل أسرع نحو نقل السلطة. وفي أول دعوة من نوعها من شخصية سياسية أمريكية بارزة, أكد السيناتور الجمهوري جون ماكين- عقب مباحثات مع الرئيس أوباما- أن الوقت قد حان لاستقالة الرئيس مبارك لصالح مصر, وأشار أن كل الأمريكيين يقدرون تعاون مبارك بعيد الأمد مع الحكومة الأمريكية علي مدي سنوات طويلة, حيث ساعد في جهود مكافحة الإرهاب ودعم الأمن والسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, لكنه أكد أن مصر لابد وأن تتمتع بمستقبل ديمقراطي يتوافق مع رغبة الشعب المصري, في حين أكدت مصادر أمريكية مطلعة أن أوباما أبلغ نظيره المصري بأن أيامه في السلطة أصبحت معدودة. وكانت كلينتون قد أكدت أن الولاياتالمتحدة ستواصل تعاونها مع مصر لتحقيق أحلام وطموحات الشعب المصري. وفي الوقت ذاته, أكدت مصادر بالكونجرس ومحللون ان من غير المرجح ان يقلص النواب الامريكيون المساعدات الامريكية لمصر بسرعة ولكنهم يراقبون ليروا الي اين ستؤدي هذه الاضطرابات. يأتي ذلك في الوقت الذي أجري وزير الدفاع الأمريكي حديثا هاتفيا هو الثالث من نوعه مع نظيره المصري المشير حسين طنطاوي, بدون الكشف عن تفاصيل الحديث الذي دار بينهما. وهو ما أعقب اتصالا آخر بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي مايك مولن ونظيره المصري سامي عنان, حيث أعرب عن ثقته بالجيش المصري وقدرته علي حفظ الأمن الداخلي وفي منطقة قناة السويس. وتتباين وجهات النظر بشأن الاضطرابات المصرية في الكونجرس. وحاليا يبدو ان مجلس النواب الذي يديره الجمهوريون اكثر حذرا من مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن خفض المساعدات الامريكية لحكومة الرئيس المصري حسني مبارك والتي تبلغ5,1 مليار دولار سنويا. وقد يؤدي هذا الي معركة بشأن حجب المساعدات عن مصر في وقت لاحق من الشهر الجاري عندما يحصل النواب علي فرصة لاجراء تغييرات. ولكن الكثير يتوقف علي الاحداث بين الان وذلك الوقت. وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قضيت وقتا صعبا في الجمع بين السياسات من اجل التوصل لاتفاق بين الحزبين وبين المجلسين بشأن خفض المساعدات الي مصر بسرعة. لا اعتقد ان لدي الامريكيين وجهة نظر واضحة حتي الان( بشأن الاحداث في مصر) ومن ثم فمن الصعب ان يكون لدي الكونجرس وجهة نظر واضحة. ومعظم المساعدات الامريكية لمصر عسكرية وخصصت لاشياء مثل دبابات ام1ايه1 ابرامز القتالية وطائرات اف-16 المقاتلة. ويشكك مساعدون في مجلس النواب الامريكي في حدوث اي تخفيضات كبيرة في المساعدات العسكرية لمصر في نسخة مجلس النواب بشأن مشروع ميزانية لتمويل الحكومة من مارس وحتي نهاية سبتمبر. وقال مساعد في مجلس النواب انه لابد من طرح مشروع الميزانية علي مجلس النواب بحلول14 فبراير مما لا يترك وقتا يذكر لاجراء تغييرات كبيرة في السياسة. وحث النائب الجمهوري كاي جرانجر الذي يرأس لجنة المساعدات الخارجية علي توخي الحذر هذا الاسبوع عند تقرير رد الفعل الامريكي علي الاحدث في مصر.واضاف جرانجر من المهم ان نناقش الافعال التي اتخذت. وأن مصر لها تأثير معتدل في الشرق الاوسط ولها اتفاقية سلام مع اسرائيل. وسيعمل مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن ميزانية التمويل بعد مجلس النواب وقد ينتهج اسلوبا مختلفا. ويرأس السناتور الديمقراطي باتريك ليهي اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ المسئولة عن المساعدات الخارجية واتخذت خطا اكثر تشددا بشأن مواصلة المساعدات لحكومة مبارك التي يقول انه ليس لها مصداقية للاشراف علي التحول الي الديمقراطية. واشار ليهي الي ضرورة ان تفكر واشنطن بشأن المساعدات الاقتصادية لحكومة جديدة في القاهرة قائلة انه يأمل في تحول الي حكومة تعالج البطالة والجوع ومعاناة الشعب.وقال ليهي لتلفزيون رويترز انسايدر تلك ستكون مجالات ملائمة جدا لانفاق المساعدات الامريكية.ولكن من المؤكد انها لن تنفق علي حكومة لابد وان ترحل وتتلكأ في الرحيل مشيرا الي حكومة مبارك. وقال هناك مساعدات مالية ويمكن للادارة ان توقفها في اي وقت. وفي بروكسل, تبدأ اليوم اجتماعات القمة الأوروبية التي تسيطر عليها تطورات الأوضاع في مصر والتي ستنعكس بشكل مباشر علي الشرق الأوسط, وهو ما سيدفع الاتحاد لاعادة النظر في سياسته بالمنطقة. وعلي الرغم من تباطؤ الاتحاد الأوروبي في الرد, وجهت ممثلة السياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون انتقادا شديدا للسلطات المصرية لفشلها في منع أعمال العنف الاخيرة في البلاد.