في منطقة مساكن شيراتون هليوبوليس التزم السكان بالوجود في منازلهم منذ فرض حظر التجوال كل يوم, وتجمع شباب ورجال العقارات لحراستها ممسكين بالعصي والأسلحة البيضاء وعصي الكونج فو ودعامات شبكات السيارات. ولان الشارع الذي يجاور فندق الشيراتون به أحد البنوك قام السكان بالعمل علي حراسة البنك والعقارات المجاورة له, بنقل السيارات من الشارع الرئيسي الي شوارع جانبية ثم وضع حواجز من الأحجار الكبيرة والكراسي والمعدات الحديدية بعرض الشارع قبل وبعد البنك وعلي النواصي, وكل من يمر يستوقفونه ويتحرون عن شخصيته, وأمضوا الليلة السابقة في الشوارع وهم يرتدون الملابس الثقيلة ويوقدون النار ليستدفئوا بها حتي الصباح الباكر, ليصعدوا الي مساكنهم ويتسلم منهم الحراسة مجموعة أخري من الشباب. منذ اليوم الأول ظهرت مجموعة من العصابات في بداية الأمر كانوا يقودون دراجات بخارية( موتوسيكلات) استوقفهم الشباب وأثاروا فيهم الرعب ففروا هاربين, ثم ظهرت مجموعات أخري من اللصوص بعضهم في سيارة نصف النقل الخاصة بالشرطة, ولكنهم في ملابس مدنية ومظهرهم يثير الريبة ويقود أحدهم السيارة وعندما فوجئ بأن الشباب سيوقفونه ويجرون وراء السيارة بالعصي, قاد السيارة بسرعة جنونية ليفروا هاربين, وظهر لصوص يقودون سيارة جيب شيروكي سوداء تبدو مسروقة فانهال عليهم الشباب بالضرب بالعصي حتي كسروا زجاج السيارة ففر اللصوص هاربين, ولكن بعد عدة ساعات في نحو الساعة العاشرة مساء سمعنا صوت أحد الرجال وهو علي الضفة الأخري من الشارع, يقول يارجالة.. اجمع بصوت عال وجهور فقسم الرجال أنفسهم قسمين أحدهم يقوم بحماية العقارات التي يقفون أمامها والآخر ينضم الي شباب العقار الذي نادي عليهم, حيث استطاعوا القبض علي لصين هاجموا أحد المطاعم بالشارع بغرض السرقة وقاموا بتسليمهما للقوات المسلحة التي كانت تقف بسياراتها عند أحد الفنادق الموجودة بالمنطقة لحمايتها. وبعد ساعة أخري وبنفس السيناريو استطاع السكان القبض علي لص حاول سرقة احدي الصيدليات, والغريب في الأمر أنه في وضح النهار في اليوم التالي حاول أحد اللصوص اقتحام نفس الصيدلية لكن السكان استطاعوا القبض عليه وتسليمه, وبلغ عدد اللصوص الذين تم القبض عليهم بواسطة شباب المنطقة نحو10 لصوص والكثيرون تم القبض عليهم بواسطة رجال القوات المسلحة في الشوارع الأخري من منطقة مساكن الشيراتون المليئة بالمحلات والمطاعم والصيدليات وغيرها, ويقال إن هؤلاء اللصوص والمهجامين أتوا من الكيلو.4.5 وعلي الجانب الآخر, منذ بداية الإعلان عن حظر التجوال تزاحم الأهالي علي الأسواق والسوبر ماركت والأفران لشراء مخزون من الطعام لمنازلهم حتي أصبحت أرفف هذه المحال خالية تماما, والسوبر ماركت الكبير في المنطقة مغلق وتمارس السوبر ماركت الأصغر نشاطها لساعات قليلة لتبيع ما تبقي لديها من بضائع, ولا يجد الأهالي الأنواع التي يطلبونها بل يضطرون لشراء ما يجدونه أمامهم وبعض أنواع السلع أصبحت غير متوافرة مثل الجبن والمكرونة والزيت واللحوم والدواجن وغيرها, وانتهزت بعض المحال الفرصة ورفعت الأسعار, ويشكو الكثيرون في السوبرماركت من نقص البضائع لأن المصانع والشركات أغلقت أبوابها ولم تعد تأتي أي سيارات لتوزيع الأطعمة والبقالة والمأكولات المختلفة, ففرغت السوبرماركت والأسواق وخلت من البضاعة, فضلا عن أن الأفران لم تعد تعمل فمن لديه الدقيق ليس لديه الغاز لتشغيل الفرن لخبز العجين, فسيارات أنابيب الغاز لم تأت للمنطقة, والأهالي يخشون أنه بعد يوم أو اثنين علي الأكثر ينفد ما لديهم من مخزون ولا يجدون الطعام.