أصبح اغلب الناس, يلاحظون سلبيات عديدة.. يتوسع انتشارها في مجتمعنا, ثم نراهم يهاجمون ويستنكرون ولهم الحق في ذلك.. وأنا واحد منهم لكن من الافضل بعد ذلك الاستنكار والاستهجان ان نفكر في الاصلاح واقتراح الحلول المناسبة.. حتي نكون اكثر ايجابية. ولعلنا نلاحظ جميعا, ظاهرة اعتبرها سلبية, وتتزايد وتيرة انتشارها في مجتمعنا, وهي: ان معظم اثرياء هذا البلد, قد اصبحوا يفضلون في كل الحالات وفي ابسط الامور ان يتلقوا علاجهم الطبي خارج مصر.. حتي لو كان هذا العلاج, متاحا بشكل آمن ومريح وفعال داخل مستشفياتنا المصرية. ومن الواضح ان لهذه الظاهرة, تأثيراتها السلبية المتعددة.. التي تبدأ عند تراجع النظرة المحلية والعالمية الي مهارة الطبيب المصري, المشهود له بها من الجميع منذ عقود طويلة.. ولاتنتهي تلك السلبيات عند تفاقم العجز في ميزان مدفوعاتنا, وهو العجز المزمن الذي تشكو منه حكوماتنا المتعاقبة, منذ زمن طويل. ولدي اقتراح أعرضه, للحد من انتشار هذه الظاهرة السلبية, وهو اقتراح آراه قد يعجب علي وجه الخصوص وزيري المالية والصحة, في حكومتنا الموقرة.. ولا اظنه يتعارض مع توجهاتها الاجتماعية والاقتصادية, كما هي معلنة رسميا. الجناح الاول لهذا الاقتراح, هو فرض ضريبة يمكن ان تتفاوت قيمتها علي كل من يسافرون للخارج لتلقي علاجهم, حينما يكون ممكنا لهم تلقي ذلك العلاج في مصر, بشكل آمن ومريح وفعال, وليس صعبا.. تتبع الافراد المكلفين بدفع هذه الضريبة لانهم في الاغلب الاعم سوف يكونون من صفوة المجتمع ونجومه, الذين لايترك اعلامنا شاردة ولا واردة من أخبارهم مهما كانت تافهة إلا واحاط الجميع بها. اما الجناح الثاني لهذا الاقتراح, فهو ان توضع حصيلة هذه الضريبة في صندوق خاص, تديره وزارة الصحة بالاشتراك مع نقابة الاطباء, بحيث يتم توجيه اموال هذا الصندوق, الي تدعيم جهود رفع المستوي المهني والعلمي للاطباء.. من خلال المنح الدراسية والدورات التدريبية واستضافة الاطباء العالميين لكي ينقلوا خبراتهم وعلمهم الي اطبائنا. ولو لقيت هذه الفكرة صدي طيبا, ووجدت بين اهل الحل والعقد من يتبناها.. فسوف تكون هناك العديد من الاعتراضات التي قد تثار: ابتداء من الدفع بعدم الدستورية.. وانتهاء بدعوي المساس بالحرية الشخصية للناس وتقييد حقوقهم المشروعة.. لكن حكومتنا الرشيدة, بارعة في تذليل مثل تلك العقبات التي يمكن ان تعترض تنفيذ فكرها ورؤيتها.. مادامت هي شخصيا, مقتنعة بصواب تلك الافكار والرؤي, وقديما قيل: إن الله قد يزع بالسلطان, ما لايزع بالقرآن. محاسب عادل محمد صومع