شريف الشربيني يشارك في اجتماع لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ اليوم    بدء التصويت في ثاني أيام جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب للدوائر ال19 الملغاة    مجلس جامعة القاهرة يعلن عن نظام «ساعات المشاركة المجتمعية» وتطبيقه على الطلاب الجدد    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم الأحد 28 ديسمبر    سعر الدولار في مصر اليوم الأحد 28 ديسمبر2025    بين الميدان والسياسة: مستجدات في غزة والضفة الغربية وملفات إيران وحماس وحزب الله    انطلاق الانتخابات التشريعية في ميانمار    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 25 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    نيجيريا تتأهل لثمن نهائي كأس أمم إفريقيا بعد الفوز على تونس 3-2    تشديدات أمنية مكثفة قبل نظر أولى جلسات محاكمة المتهم في قضية اللبيني    الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم    المشدد 15 سنة لعامل خطف شخصا واحتجزه بسبب خلافات مالية بالإسكندرية    إصابة شخصين فى حادث تصادم ميكروباص وتوك توك بقنا    وزارة الصحة تكرم قيادات مديرية الشئون الصحية بأسيوط لتميزهم في عام 2025    أخبار مصر: توقعات صادمة لعام 2026، موقف صلاح من مباراة أنجولا، نتنياهو يدق طبول الحرب مجددا، بشرى لطلاب الشهادة الإعدادية    لافروف: القوات الأوروبية في أوكرانيا أهداف مشروعة للجيش الروسي    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    آسر ياسين يحتفل بالعرض الخاص لفيلمه الجديد "إن غاب القط" الليلة    لجان الاقتراع تستأنف استقبال الناخبين في اليوم الثاني والأخير من جولة الإعادة    إنقاذ 6 أشخاص محتجزين إثر انهيار عقار من طابق واحد بروض الفرج.. صور    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    رئيس الحكومة العراقية: لم يعد هناك أي مبرر لوجود قوات أجنبية في بلادنا    محمد معيط: العجز في الموازنة 1.5 تريليون جنيه.. وأنا مضطر علشان البلد تفضل ماشية استلف هذا المبلغ    نيللي كريم وداليا مصطفى تسيطران على جوجل: شائعات ونجاحات تُشعل الجدل    الأقصر تستقبل العام الجديد بأضواء مبهرة.. ورفع درجة الاستعداد | صور    حزب "المصريين": بيان الخارجية الرافض للاعتراف بما يسمى "أرض الصومال" جرس إنذار لمحاولات العبث بجغرافيا المنطقة    بحضور وزير الثقافة.. أداء متميز من أوركسترا براعم الكونسرفتوار خلال مشاركتها في مهرجان «كريسماس بالعربي»    أبرزهم أحمد حاتم وحسين فهمي.. نجوم الفن في العرض الخاص لفيلم الملحد    عمر فاروق الفيشاوي عن أنفعال شقيقه أثناء العزاء: تطفل بسبب التريندات والكل عاوز اللقطة    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    محمد معيط: دين مصر زاد 2.6 تريليون جنيه لم نقترضها    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    أمم إفريقيا – الطرابلسي: خسرنا الثنائيات كثيرا ضد نيجيريا    ناقد رياضي: الروح القتالية سر فوز مصر على جنوب أفريقيا    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    حادثان متتاليان بالجيزة والصحراوي.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين وتعطّل مؤقت للحركة المرورية    مها الصغير تتصدر التريند بعد حكم حبسها شهرًا وتغريمها 10 آلاف جنيهًا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    2025 عام السقوط الكبير.. كيف تفككت "إمبراطورية الظل" للإخوان المسلمين؟    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    6 تغييرات فى تشكيل منتخب مصر أمام أنجولا    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 01 - 2011

‏...‏ وحياة القمح والرياضة والقمامة‏..‏ كلنا يعرف وأغلبنا يعاني‏..‏ والقليل منا يملك الحل ولا يحل‏!‏ **‏ يقيني أننا في أشد الحاجة الآن لمراجعة أنفسنا في الكثير من مشكلاتنا التي كلنا يعرفها وكلنا يتكلم عنها وأغلبنا يعاني منها‏..‏ لكن الغريب‏!.‏
أن من يملك القرار ومن لا حيلة له في قرار‏..‏ الكل ينتظر أن يسقط علينا الحل من السماء‏..‏ وهذا لن يحدث لو جلسنا العمر كله ننتظر‏!.‏
صحيح أن كلنا يعرف المشكلات وربما يعرف الحلول لكن الأصح أن الأغلبية منا لا تستطيع أن تحل لأنها ليست في موقع سلطة ولا تملك قرارا‏..‏ لتبقي المشكلات وتبقي المعاناة‏..‏ ويبقي الأمل في أن يأتي يوم بحل‏...‏
الذي أقوله موجود ونعيشه ونعايشه في كل المجالات والنقاط التالية نماذج أضربها علي سبيل المثال لا الحصر‏:‏
‏1‏ نحن نستورد القمح الذي نصنع منه رغيف الخبز الذي نطلق عليه في مصر رغيف العيش والوصف يوضح أن المصريين يرون هذا الخبز أساس الحياة وبما يعني أنه لا حياة بدون الخبز وفي النهاية هذا معناه أن هذا الرغيف سلعة استراتيجية واستحالة أن نتعامل معه أو مع القمح بمعني أدق علي أنه سلعة اقتصادية مثل أي سلعة تقبل الاستغناء أو التأجيل أو أن يكون لها بديل‏..‏ والخلاصة أن القمح الحاجة إليه حتمية ولا بديل له أو استغناء عنه‏..‏ فماذا فعلنا؟ ولا حاجة‏!.‏
‏2‏ لم نفعل شيئا رغم أن العالم تعرض إلي أزمتي غذاء خلال ال‏35‏ سنة الأخيرة‏..‏ لأسباب منها التقلب الحاد في المناخ الذي ضرب أماكن كثيرة في العالم منها الدول الرئيسية في إنتاج القمح‏!.‏ ومنها دول منتجة للقمح وبدلا من تصدير فائضها قررت إقامة مشروعات حيوانية وتحويل هذا الفائض علفا للحيوان بدلا من أن يكون غذاء للإنسان وهذا ما فعلته روسيا‏...‏
المهم في الموضوع أن مؤتمر الغذاء الذي عقد بعد الأزمة الأولي وشاركت فيه أغلب دول العالم‏..‏ صدر عنه قرارات لعل أهمها مناشدة الدول المستوردة للقمح لأجل العمل وفورا علي تقليل الفجوة ما بين الاستهلاك والاستيراد في القمح بحتمية تنفيذ مشروعات زراعة القمح علي أرضها إلي أن تحقق الاكتفاء الذاتي لنفسها في إنتاج الحبوب‏...‏
‏3‏ وزاد الطين بلة مع استخراج أمريكا الوقود الحيوي‏(‏ الإيثان‏)‏ من الحبوب‏..‏ وبدلا من تصدير فائض إنتاجها الهائل من الحبوب‏..‏ راحت تستخلص منه الوقود وباتت المشكلة مشكلتين‏!.‏ من جهة المناخ الحاد المتقلب الذي سبب أضرارا بالغة في إنتاج المحاصيل‏..‏ ومن جهة أخري قيام أمريكا باستخلاص الوقود من الحبوب الغذائية لتحرم شعوب العالم منها والأمر لم يتوقف علي قيام أمريكا بهذا بل وتحريضها وتشجيعها للدول المنتجة للحبوب علي استخراج الوقود الحيوي منه‏...‏
فعلت أمريكا وحلفاؤها هذا في الوقت الذي فيه أسعار الغذاء ارتفعت للسماء وأصبحت فوق طاقة بلاد كثيرة في العالم‏...‏
علي فكرة ال‏250‏ كيلوجراما ذرة يستخرجون منها‏100‏ لتر إيثان والمعلومة الثانية أن هذه الكمية من الذرة تكفي فردا واحدا لمدة عام كغذاء أما ال‏100‏ لتر وقود فكلنا يعرف أنها تنفد في أسبوع علي أقصي تقدير كوقود سيارة‏!.‏
‏4‏ هل تحركنا في ظل المعطيات التي تحدث في العالم والتي تشير بكل وضوح إلي أنهم يستغلون الغذاء عموما والحبوب تحديدا كوسيلة لإذعان الشعوب حول العالم وأن الأمر يتطلب أن نسعي بكل الطرق لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في غذائنا والمسألة ليست مستحيلة لأننا أصلا بلد زراعي ولأن أرض مصر تحديدا كانت ذات يوم سلة غلال أوروبا ولأن الفلاح المصري العظيم مازال موجودا رغم كل عوامل التعرية التي جرت له‏..‏ ولأنه وأقصد الفلاح المصري هو الوحيد الذي يعرف ومعرفته متوارثة أبا عن جد وستبقي للابن وللحفيد‏..‏ معرفة لا غيره يعرفها بسر أسرار الزراعة‏...‏
‏5‏ الأرض الصحراء في كل الدنيا يزرعونها بالقمح وتنتج القمح وعندنا ملايين الفدادين في الصحراء وعندنا أرض سمراء في الدلتا وعندنا في الساحل الشمالي من الإسكندرية وحتي مطروح بمحاذاة البحر أرض لا أول ولا آخر لها‏...‏
القمح زراعة شتوية تحتاج في الأرض السمراء إلي خمس مرات ريا‏...‏
الساحل الشمالي وفقا لجدول النوات الشتوية تسقط عليه أمطار أكثر من عشر مرات في أشهر الشتاء بما يكفي القمح وزيادة‏...‏
لأي سبب قد تكون مياه الأمطار في سنة أقل مما يحتاجه القمح وإن حدث هذا فالتعويض سهل ومتوفر من بحر المياه الجوفية الموجود ويكون الري هنا بالرش وهذا الأمر نجح بإبهار وقت مشروع الصالحية الزراعي الذي نفذه الراحل عثمان أحمد عثمان والأرض الصحراوية أنتجت القمح وكل أنواع الغذاء والقمح المزروع في الرمال قارب طوله المتر علي الري بطريقة الرش وتفاصيل المشروع المبهر الناجح الذي كان أظنها موجودة عند المقاولون العرب ويمكن الرجوع إليها إن كنا حقا نريد زراعة القمح في الصحراء‏...‏
‏6‏ الكلام الذي قلته معلن ومعروف ومتاح والكل يعرفه‏...‏
كلنا يعرف أن الغذاء فيه أزمة والحبوب تحديدا أزمتها مستحكمة لأنها لم تعد مشكلة طقس فقط بل أصبحت صراعا بين من يحولون حبوب الغذاء البشري إلي وقود للماكينات والسيارات أو علف للحيوانات دون اعتبار إلي أن ملايين البشر في بلاد كثيرة يموتون جوعا‏...‏
كلنا يعرف ومع هذا مازال القرار هنا وفقا للتصريحات المعلنة‏..‏ زراعة الفراولة وبيعها وشراء قمح من فلوسها‏...‏
طيب‏..‏ إن ذات يوم رفضوا بيع القمح لنا‏..‏ نأكل فلوس الفراولة أم نصنع العيش من الفراولة؟‏.‏
‏7‏ الرياضة مثلا‏!.‏ لو أجرينا استطلاعا للرأي عن مفهوم الرياضة‏..‏ أغلبنا نجده يعتقد أن الرياضة هي الكورة والكورة هي الرياضة وإن سألنا عن كرة القدم سنجد أغلبنا يعتقد أن كرة القدم هي ذلك التنافس المتعصب القائم بين الأهلي والزمالك‏!.‏
طبعا لا الرياضة هي كرة القدم ولا كرة القدم هي الأهلي والزمالك‏!..‏ لا هي كذلك ولا يجب أن تكون ذلك‏..‏ لكنها بكل أسف عندنا بفعل فاعل كل ذلك والاقتناع الخاطئ للرياضة وعن الرياضة في بلدنا تحول إلي حقيقة تقول إننا اختزلنا الرياضة بمفهومها الرائع الهائل في نشاط واحد هو كرة القدم وليتنا فلحنا فيه وكل ما نفعله من سنين طويلة أننا جعلنا كل شيء يدور في مسابقة محلية هزيلة اسمها الدوري والكل يتصور أننا ننظمها لأجل أن نعرف منها من يكون البطل لأجل أن يغيظ بعضنا بعضا‏!.‏ اختزلنا الرياضة في صراعات تعصب يتم إشعالها كلما هدأت لأن مناخ التعصب هذا هو المثالي لمصالح شخصية كثيرة في مجال تدور فيه ملايين كثيرة كثيرة من الجنيهات ولولا هذا التعصب ما كانت هذه الملايين وما استمر هذا الوضع المتردي الذي كلنا يراه وكلنا يعرفه وكلنا يتفرج علي معاناة الأندية المادية وعلي أعلي أسعار تدفع في لاعبين رغم هذه المعاناة‏!.‏
‏8‏ الرياضة بمعناها الحقيقي هي أي نشاط حركي يقوم به الإنسان وتستفيد منه عضلات وأربطة ومفاصل الإنسان وأعضاؤه الداخلية‏..‏ والإنسان يمارس هذا النشاط الحركي لأجل لياقة بدنية ولياقة نفسية ولياقة صحية وعندما يكون هناك توازن بدني صحي نفسي‏..‏ يكون هذا الإنسان قادرا علي إنتاج أفضل وهذا ينعكس علي اقتصاد يرتفع للأفضل‏!.‏ عندما يحدث هذا التوازي يكون الإنسان إيجابيا في المجتمع وفاعلا في المجتمع وليس انطوائيا داخل المجتمع أو عدائيا للمجتمع وهذا الفارق الكبير في حال الإنسان الرياضة فقط هي التي تصنعه‏!.‏
‏9‏ عندما يمارس أكبر عدد من الشعب الرياضة‏..‏ فهذا غاية المراد من رب العباد‏..‏ لأنه يعني أن أكبر عدد من الشعب لياقته ارتفعت وصحته تحسنت وإنتاجه زاد واستخدامه للدواء نقص وعلاقاته الاجتماعية تحسنت‏...‏
ومعناه أن أكبر عدد من الشعب تعلم من الرياضة التعاون وتعلم من الرياضة الانتماء وتعلم من الرياضة الحب وتعلم من الرياضة التوازن النفسي ولا الفرحة تعني زهوا وتكبرا ولا الخسارة انكسار وضعف‏...‏
أن يمارس أكبر عدد من الشعب الرياضة معناه الكشف عن أكبر عدد من المواهب باعتبار الممارسة هي الوسيلة الوحيدة للكشف عن المواهب وعندما يمارس‏50‏ مليون مصري الرياضة منهم‏25‏ مليون طفل وشاب‏..‏ فهذا معناه أننا سنكتشف المواهب الموجودة في‏25‏ مليون طفل وشاب مصري وبالتأكيد سيكون عدد المواهب بالآلاف ولنا أن نتصور قاعدة لرياضة البطولة قوامها آلاف الأطفال والبنات الموهوبين‏!..‏ قاعدة بهذا العدد وكلها موهوبة‏..‏ المؤكد أنها تصنع منتخبات عالمية‏...‏
طبعا الموجود حاليا لا علاقة له بالكلام الذي أقوله‏..‏ لأن من يمارسون الرياضة من أطفال وشباب مصر عددهم بضعة آلاف وأغلبهم من المدن حيث التلوث والزحام والتغذية غير السليمة والسلوكيات الخاطئة‏..‏ وهذه القاعدة الصغيرة هي التي نكتشف المواهب منها والطبيعي أن تكون هذه المواهب شحيحة وليتنا نعتني بهذا العدد الشحيح إنما نتركه بلا رعاية فنية وغذائية وسلوكية في أخطر مراحل العمر‏..‏ مرحلة الطفولة والمراهقة‏..‏ ومن يصل إلي المنتخبات في سن العشرين نبدأ في الاهتمام به‏..‏ لكنه اهتمام متأخر مستحيل أن يغير شيئا من الدمار الذي أصاب هذا اللاعب في مراحل الناشئين‏...‏
‏10‏ كرة القدم هي اللعبة التي تحظي بكل شيء وبقية اللعبات تعيش علي الهامش والمصيبة أن الاهتمام الذي يحدث في الكرة يبدأ في الدرجة الأولي بعد أن يكون اللاعب تخطي كل مراحل التعلم أو الاستفادة من هذا التعلم‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن عناصر اللياقة البدنية يتم اكتسابها في مرحلة الناشئين وحتي سن العشرين وبعد هذه السن صعب جدا إكساب لياقة بدنية جديدة للاعب الذي تكون لياقته مرتبطة بما حصل عليه من تدريبات في مراحل الناشئين‏!.‏
صعب جدا تغيير سلوكيات اللاعب في الدرجة الأولي وأقصد سلوكيات النظام والالتزام والغذاء والتعامل وتقدير المسئولية وكلها سلوكيات يتم إكسابها للناشئ في السن الصغيرة وإن لم يتعلمها ويتعود عليها صعب جدا تغييرها وهو كبير ونجم في الدرجة الأولي‏...‏
صعب جدا تعليم اللاعب بعد أن وصل إلي الدرجة الأولي وبعد أن أصابته الشهرة وعرفه الناس‏..‏ صعب جدا تعليمه كيفية التعامل مع الشهرة وكيفية التعامل مع الفلوس وكيفية التعامل داخل وخارج الملعب‏!.‏
صعب جدا تعليم وإكساب هذه السلوكيات في مرحلة النجومية والأمثلة لا تعد ولا تحصي عن لاعبين موهوبين جرفتهم الأضواء ولم يقدروا أن نجوميتهم وشهرتهم أساسها عطاؤهم والتزامهم ومجهودهم‏..‏ ولأنهم خلطوا الأمور وأرادوا السهر والفلتان مع الكرة‏..‏ فأخذوا حظهم من السهر لكنهم لم يجدوا مكانا لهم في ملعب‏..‏ فسقطوا ورحلوا وهم في سن قمة العطاء‏!.‏
ضاعوا منا وليسوا جناة إنما ضحايا‏..‏ ضحايا نظام كروي لم يطبق ما هو موجود في كل العالم‏...‏
العالم كله يعطي أفضل إمكانات وأفضل اهتمام وأفضل مدربين لمراحل الناشئين لأنها مرحلة تأسيس اللاعب وأي نجم يخرج منها ومستواه مرتبط بما حصل عليه فيها‏..‏ وعندنا هذه المرحلة لا شيء فيها‏..‏ وتلك هي المشكلة التي تريد حلا من سنين طويلة طويلة‏...‏
مشكلة كلنا يعرفها وكلنا يعيشها ويعايشها لكن أغلبنا لا يملك قرارا تجاهها‏...‏
‏..‏ أما القليل منا من بيدهم الحل فلا يفعلون ولا أحد يحاسبهم وتلك مشكلة أخري‏...‏
‏11‏ القمامة باتت أزمة مستحكمة تخنقنا وواقعا تريد فرضه علينا بحقها أن تعيش معنا وتقاسمنا أرضنا وأظنها‏,‏ وأقصد القمامة‏,‏ نجحت فيما تريد فرضه علينا وهي الآن موجودة وبقوة في كل مكان يمكن لبصر الإنسان أن يقع عليه‏!.‏ القمامة تقاسمنا الحياة وتتشبث بالمكان أرضا كان أو مجري ماء‏!.‏ القمامة موجودة ومنتشرة رغم ملايين الجنيهات التي تنفقها الدولة شهريا لأجل إبعادها‏!.‏ القمامة تحاصرنا في كل بقعة أرض رغم الأراضي هائلة المساحات وغالية الثمن التي خصصوها للقمامة كمدافن لها لكنها استولت عليها وهي أراض بمليارات الجنيهات وراحت تستولي علي كل متر فضاء في أي مكان‏!.‏ القمامة لم تكتف بمشاركتها لنا في حياتنا إنما أرادت وتريد وستريد قصف أعمارنا بما تصدره لنا من أوبئة ومن زواحف ومن قوارض ومن روائح‏...‏
القمامة أظنها أكبر خطر علينا في الألفية الثالثة‏...‏
وأظنها أيضا مشروعا قوميا كبيرا فيه خير كثير للوطن ويكفي أنها ستقدم وتوفر قرابة ال‏600‏ ألف فرصة عمل جديدة برواتب كبيرة‏...‏
القمامة التي جعلت حياتنا جحيما أظنها مادة إنتاج خام ببلاش لاستخراج طاقة كهربائية تفوق المستخرجة من السد العالي‏...‏
القمامة في كل الدنيا توفر فرص عمل وتوفر الطاقة في أشكال مختلفة وتعد إحدي أهم القلاع الاقتصادية‏...‏
القمامة في كل العالم خير يأتي بالأموال وعندنا فقط تحولت إلي شر يشاركنا حياتنا ويستنزف عشرات الملايين من الجنيهات شهريا لأجل إبعاده عن عيوننا‏...‏
كلنا يعيش مشكلة القمامة وكلنا يعايش مشكلة القمامة وأغلبنا لا يملك حلا لأن أغلبنا ليس مسئولا ولا يملك قرارا‏..‏ وقليلنا من هم في موقع المسئولية ويملكون القرار لا يفعلون شيئا رغم علمهم بأن القمامة في مدينة مثل برلين هي التي تمد كل منشآت العاصمة الألمانية الضخمة بالمياه الساخنة اللازمة لتدفئتها وبدون شبكة التدفئة هذه ما بقي شخص واحد علي قيد الحياة‏!.‏
موضوع القمامة هذا أنا شخصيا كتبت فيه وتكلمت عنه عشرات المرات علي مدي سنوات وآخرها من شهور عندما رويت حكاية مواطن مصري اسمه حسن القيعي أنفق ما أمامه وخلفه لأجل حلم الاستفادة من القمامة وتحويلها إلي طاقة‏!.‏ الرجل من عشر سنوات وربما أكثر يحارب لأجل تنفيذ هذا الحلم واختار الساحل الشمالي لتنفيذ تجربته حيث القمامة في الصيف هي مشكلة مشاكل الساحل الشمالي بأكمله لأنهم يدفنون القمامة كما هي في حفر كبيرة يطلقون عليها اسم مدافن وهذه الحفر الكبيرة العملاقة تحولت إلي أكبر حضانة حشرات طائرة في العالم وفيها ما لا يقل عن عشرة أنواع من الذباب بمختلف الأنواع‏,‏ أما القوارض والزواحف فحدث ولا حرج‏...‏
الرجل اشتري أرضا لمشروعه الذي يعمل علي قمامة الساحل كلها ودخل في متاهة هو يعرف أولها مع أول قرار تعنت من محافظ مطروح الأسبق لكن آخر هذه المتاهة قائم للآن بعدما أصبحت أرض مصنعه الذي شيده لأجل تحويل القمامة إلي كهرباء بعدما أصبحت هذه الأرض هدفا لأمور أخري‏...‏
المهم أن الرجل تقدم إلي وزارة البيئة المعنية بالأمر باعتباره وكيلا لشركة هولندية أمريكية تتعهد بتقديم مصانع تحويل القمامة إلي كهرباء‏..‏ تتعهد بأن تصنع هذه المصانع في مصر وتتعهد بألا تحصل علي مقابل ما تقدمه نقدا إنما من فلوس الكهرباء التي سيتم إنتاجها‏...‏
الشركة الأجنبية تقدمت بطلب للسماح بدخول مصنع وتجربته وعرضت بيع الكهرباء بسعر أظنه‏25‏ قرشا للكيلو والحكومة تبيع للمواطنين بنفس السعر بينما تبيع التجاري ب‏60‏ قرشا وهذا معناه أن الحكومة ستكسب من فارق السعر في التجاري‏...‏
الشركة قدمت كل الأوراق وكل المستندات وهذا الكلام من زمن‏..‏ وأحد لم يتحرك وكأن الأمر لا يعنينا أو كأن القمامة لا تقاسمنا حياتنا‏...‏
أحد لم يتحرك رغم أن القمامة الموجودة عندنا‏25‏ مليون طن سنويا وهذا الرقم عندما ننظر له من منطلق أن القمامة مادة خام ببلاش لصناعة الكهرباء فهذا معناه أننا ضيعنا علي أنفسنا عائد إنتاج الكهرباء من‏25‏ مليون طن‏...‏
أهدرنا علي أنفسنا توفير فرص عمل جديدة في أكثر من‏350‏ مصنع تحويل القمامة إلي كهرباء والعدد يزيد علي‏600‏ ألف فرصة عمل مؤكدة أظنها تحل جزءا كبيرا جدا من مشكلة البطالة وأظن أيضا أننا لو فكرنا في مشروعات جديدة توفر‏600‏ ألف فرصة عمل فالأمر يتطلب عشرات المليارات من الجنيهات‏.‏
‏...‏ وعندنا ودون مليم واحد من ميزانية الدولة‏..‏ مشروع لتحويل القمامة إلي كهرباء والمصانع يتم تصنيعها في مصر وهذا مشروع هائل يدعم اقتصادنا وفلوسه الشركة الهولندية الأمريكية ستأتي بها قروضا ميسرة من الاتحاد الأوروبي للإنفاق في مشروعات البيئة فقط واسترداد القروض من عائد إنتاج الكهرباء‏...‏
هل هناك أفضل من هذا‏...‏
ومع ذلك أحد لم يتحرك رغم أن كلنا يعيش مشكلة القمامة ورغم أن القليل منا من هم في مواقع المسئولية يعرفون كل هذه التفاصيل‏...‏
حسبي الله ونعم الوكيل‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.