أوائل الثانوية فى الصعيد    فشل المخطط الإسرائيلى    محمد إسماعيل: هدفي كان الانتقال إلى الزمالك من أجل جماهيره    الأرصاد الجوية تحذر من رياح مثيرة للرمال والأتربة وأمطار رعدية فى بعض المناطق    خالد جلال يستقبل عزاء شقيقه ومحمد ممدوح ومحمد الكيلانى أول الحاضرين    وزارة الصحة تنفى زيادة مساهمة المريض فى تكلفة الأدوية إلى 70% بدلا من 35%    مراسل "الستات مايعرفوش يكدبوا": العلمين تستقبل أعداد كبيرة من سياح العالم    خالد الجندى فى "لعلهم يفقهون": لا تخوفوا الناس من الدين    وزيرة التضامن: 176 سيارة إسعاف لغزة وننسق لإدخال 4 مستشفيات ميدانية    المتهم بارتكاب أفعال فاضحه لجارته بالبساتين ينفي الواقعة    تأجيل دعوى عفاف شعيب ضد المخرج محمد سامي بتهمة السب والقذف    "التعليم" تنفي شائعة تغيير إجابات البابل شيت: تصحيح الثانوية العامة إلكتروني صارم    ضربتها لتقويمها..إنتحار طفلة بالفيوم بالحبة السوداء.. والأم تتهم الجدة بتعذيبها    البيت الفني للمسرح ينعى الفنان لطفي لبيب    الكونغ فو يحصد 12 ميدالية ويتوج بالكأس العام بدورة الألعاب الأفريقية للمدارس    في شهرين فقط.. تامر حسني يجني 99 مليون مشاهدة بكليب "ملكة جمال الكون"    بنتايج يعود للتدريبات الجماعية مع الزمالك    "هواوي" تطلق الإصدار 8.5 من حزمة السحابة في شمال إفريقيا لتعزيز الذكاء الاصطناعي    مقتل 3 جنود جراء إصابة صاروخ روسي موقع تدريب للجيش الأوكراني    عاجل.. تشكيل النصر الرسمي لمواجهة تولوز وديا    اجتماع موسع بشركة الصرف الصحي بالإسكندرية استعدادا لموسم الأمطار    مصر تواجه تونس في ختام الاستعدادات لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا    ناجلسمان: تير شتيجن سيظل الحارس الأول للمنتخب الألماني    تايلاند وكمبوديا تؤكدان مجددا التزامهما بوقف إطلاق النار بعد اجتماع بوساطة الصين    وزارة الثقافة تعلن تسجيل مصر مبنى متحف الخزف الإسلامي في سجل التراث المعماري والعمراني العربي    مصر تفتح أبوابها للاستثمار الخليجي: تفاوض نشط وحوافز غير مسبوقة لتعزيز الشراكة الاقتصادية    رغم انتهاء المفاوضات التجارية بين أمريكا والصين دون إعلان تقدم.. مؤشرات متفائلة لصندوق النقد    رئيس جامعة المنيا يحفّز الأطقم الطبية قبيل زيارة لجان اعتماد مستشفيي الكبد والرمد الجامعيين    ركود السوق يهبط بأسعار الأجهزة الكهربائية 35%.. والشعبة: لا تشترِ إلا عند الحاجة    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    جامعة بنها الأهلية تختتم المدرسة الصيفية لجامعة نانجينج للطب الصيني    ختام موسم توريد القمح في محافظة البحيرة بزيادة 29.5% عن العام الماضي    ضبط 30 كجم مخدرات وتنفيذ 609 أحكام في دمياط وأسوان    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    النيابة العامة: الإتجار بالبشر جريمة تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الدينية    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    قائد الجيش اللبناني: لن نتهاون في إحباط أي محاولة تمس الأمن أو تجر الوطن إلى الفتنة    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    البورصة المصرية تطلق مؤشر جديد للأسهم منخفضة التقلبات السعرية "EGX35-LV"    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    إعلام كندي: الحكومة تدرس الاعتراف بدولة فلسطين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 01 - 2011

‏...‏ وحياة القمح والرياضة والقمامة‏..‏ كلنا يعرف وأغلبنا يعاني‏..‏ والقليل منا يملك الحل ولا يحل‏!‏ **‏ يقيني أننا في أشد الحاجة الآن لمراجعة أنفسنا في الكثير من مشكلاتنا التي كلنا يعرفها وكلنا يتكلم عنها وأغلبنا يعاني منها‏..‏ لكن الغريب‏!.‏
أن من يملك القرار ومن لا حيلة له في قرار‏..‏ الكل ينتظر أن يسقط علينا الحل من السماء‏..‏ وهذا لن يحدث لو جلسنا العمر كله ننتظر‏!.‏
صحيح أن كلنا يعرف المشكلات وربما يعرف الحلول لكن الأصح أن الأغلبية منا لا تستطيع أن تحل لأنها ليست في موقع سلطة ولا تملك قرارا‏..‏ لتبقي المشكلات وتبقي المعاناة‏..‏ ويبقي الأمل في أن يأتي يوم بحل‏...‏
الذي أقوله موجود ونعيشه ونعايشه في كل المجالات والنقاط التالية نماذج أضربها علي سبيل المثال لا الحصر‏:‏
‏1‏ نحن نستورد القمح الذي نصنع منه رغيف الخبز الذي نطلق عليه في مصر رغيف العيش والوصف يوضح أن المصريين يرون هذا الخبز أساس الحياة وبما يعني أنه لا حياة بدون الخبز وفي النهاية هذا معناه أن هذا الرغيف سلعة استراتيجية واستحالة أن نتعامل معه أو مع القمح بمعني أدق علي أنه سلعة اقتصادية مثل أي سلعة تقبل الاستغناء أو التأجيل أو أن يكون لها بديل‏..‏ والخلاصة أن القمح الحاجة إليه حتمية ولا بديل له أو استغناء عنه‏..‏ فماذا فعلنا؟ ولا حاجة‏!.‏
‏2‏ لم نفعل شيئا رغم أن العالم تعرض إلي أزمتي غذاء خلال ال‏35‏ سنة الأخيرة‏..‏ لأسباب منها التقلب الحاد في المناخ الذي ضرب أماكن كثيرة في العالم منها الدول الرئيسية في إنتاج القمح‏!.‏ ومنها دول منتجة للقمح وبدلا من تصدير فائضها قررت إقامة مشروعات حيوانية وتحويل هذا الفائض علفا للحيوان بدلا من أن يكون غذاء للإنسان وهذا ما فعلته روسيا‏...‏
المهم في الموضوع أن مؤتمر الغذاء الذي عقد بعد الأزمة الأولي وشاركت فيه أغلب دول العالم‏..‏ صدر عنه قرارات لعل أهمها مناشدة الدول المستوردة للقمح لأجل العمل وفورا علي تقليل الفجوة ما بين الاستهلاك والاستيراد في القمح بحتمية تنفيذ مشروعات زراعة القمح علي أرضها إلي أن تحقق الاكتفاء الذاتي لنفسها في إنتاج الحبوب‏...‏
‏3‏ وزاد الطين بلة مع استخراج أمريكا الوقود الحيوي‏(‏ الإيثان‏)‏ من الحبوب‏..‏ وبدلا من تصدير فائض إنتاجها الهائل من الحبوب‏..‏ راحت تستخلص منه الوقود وباتت المشكلة مشكلتين‏!.‏ من جهة المناخ الحاد المتقلب الذي سبب أضرارا بالغة في إنتاج المحاصيل‏..‏ ومن جهة أخري قيام أمريكا باستخلاص الوقود من الحبوب الغذائية لتحرم شعوب العالم منها والأمر لم يتوقف علي قيام أمريكا بهذا بل وتحريضها وتشجيعها للدول المنتجة للحبوب علي استخراج الوقود الحيوي منه‏...‏
فعلت أمريكا وحلفاؤها هذا في الوقت الذي فيه أسعار الغذاء ارتفعت للسماء وأصبحت فوق طاقة بلاد كثيرة في العالم‏...‏
علي فكرة ال‏250‏ كيلوجراما ذرة يستخرجون منها‏100‏ لتر إيثان والمعلومة الثانية أن هذه الكمية من الذرة تكفي فردا واحدا لمدة عام كغذاء أما ال‏100‏ لتر وقود فكلنا يعرف أنها تنفد في أسبوع علي أقصي تقدير كوقود سيارة‏!.‏
‏4‏ هل تحركنا في ظل المعطيات التي تحدث في العالم والتي تشير بكل وضوح إلي أنهم يستغلون الغذاء عموما والحبوب تحديدا كوسيلة لإذعان الشعوب حول العالم وأن الأمر يتطلب أن نسعي بكل الطرق لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في غذائنا والمسألة ليست مستحيلة لأننا أصلا بلد زراعي ولأن أرض مصر تحديدا كانت ذات يوم سلة غلال أوروبا ولأن الفلاح المصري العظيم مازال موجودا رغم كل عوامل التعرية التي جرت له‏..‏ ولأنه وأقصد الفلاح المصري هو الوحيد الذي يعرف ومعرفته متوارثة أبا عن جد وستبقي للابن وللحفيد‏..‏ معرفة لا غيره يعرفها بسر أسرار الزراعة‏...‏
‏5‏ الأرض الصحراء في كل الدنيا يزرعونها بالقمح وتنتج القمح وعندنا ملايين الفدادين في الصحراء وعندنا أرض سمراء في الدلتا وعندنا في الساحل الشمالي من الإسكندرية وحتي مطروح بمحاذاة البحر أرض لا أول ولا آخر لها‏...‏
القمح زراعة شتوية تحتاج في الأرض السمراء إلي خمس مرات ريا‏...‏
الساحل الشمالي وفقا لجدول النوات الشتوية تسقط عليه أمطار أكثر من عشر مرات في أشهر الشتاء بما يكفي القمح وزيادة‏...‏
لأي سبب قد تكون مياه الأمطار في سنة أقل مما يحتاجه القمح وإن حدث هذا فالتعويض سهل ومتوفر من بحر المياه الجوفية الموجود ويكون الري هنا بالرش وهذا الأمر نجح بإبهار وقت مشروع الصالحية الزراعي الذي نفذه الراحل عثمان أحمد عثمان والأرض الصحراوية أنتجت القمح وكل أنواع الغذاء والقمح المزروع في الرمال قارب طوله المتر علي الري بطريقة الرش وتفاصيل المشروع المبهر الناجح الذي كان أظنها موجودة عند المقاولون العرب ويمكن الرجوع إليها إن كنا حقا نريد زراعة القمح في الصحراء‏...‏
‏6‏ الكلام الذي قلته معلن ومعروف ومتاح والكل يعرفه‏...‏
كلنا يعرف أن الغذاء فيه أزمة والحبوب تحديدا أزمتها مستحكمة لأنها لم تعد مشكلة طقس فقط بل أصبحت صراعا بين من يحولون حبوب الغذاء البشري إلي وقود للماكينات والسيارات أو علف للحيوانات دون اعتبار إلي أن ملايين البشر في بلاد كثيرة يموتون جوعا‏...‏
كلنا يعرف ومع هذا مازال القرار هنا وفقا للتصريحات المعلنة‏..‏ زراعة الفراولة وبيعها وشراء قمح من فلوسها‏...‏
طيب‏..‏ إن ذات يوم رفضوا بيع القمح لنا‏..‏ نأكل فلوس الفراولة أم نصنع العيش من الفراولة؟‏.‏
‏7‏ الرياضة مثلا‏!.‏ لو أجرينا استطلاعا للرأي عن مفهوم الرياضة‏..‏ أغلبنا نجده يعتقد أن الرياضة هي الكورة والكورة هي الرياضة وإن سألنا عن كرة القدم سنجد أغلبنا يعتقد أن كرة القدم هي ذلك التنافس المتعصب القائم بين الأهلي والزمالك‏!.‏
طبعا لا الرياضة هي كرة القدم ولا كرة القدم هي الأهلي والزمالك‏!..‏ لا هي كذلك ولا يجب أن تكون ذلك‏..‏ لكنها بكل أسف عندنا بفعل فاعل كل ذلك والاقتناع الخاطئ للرياضة وعن الرياضة في بلدنا تحول إلي حقيقة تقول إننا اختزلنا الرياضة بمفهومها الرائع الهائل في نشاط واحد هو كرة القدم وليتنا فلحنا فيه وكل ما نفعله من سنين طويلة أننا جعلنا كل شيء يدور في مسابقة محلية هزيلة اسمها الدوري والكل يتصور أننا ننظمها لأجل أن نعرف منها من يكون البطل لأجل أن يغيظ بعضنا بعضا‏!.‏ اختزلنا الرياضة في صراعات تعصب يتم إشعالها كلما هدأت لأن مناخ التعصب هذا هو المثالي لمصالح شخصية كثيرة في مجال تدور فيه ملايين كثيرة كثيرة من الجنيهات ولولا هذا التعصب ما كانت هذه الملايين وما استمر هذا الوضع المتردي الذي كلنا يراه وكلنا يعرفه وكلنا يتفرج علي معاناة الأندية المادية وعلي أعلي أسعار تدفع في لاعبين رغم هذه المعاناة‏!.‏
‏8‏ الرياضة بمعناها الحقيقي هي أي نشاط حركي يقوم به الإنسان وتستفيد منه عضلات وأربطة ومفاصل الإنسان وأعضاؤه الداخلية‏..‏ والإنسان يمارس هذا النشاط الحركي لأجل لياقة بدنية ولياقة نفسية ولياقة صحية وعندما يكون هناك توازن بدني صحي نفسي‏..‏ يكون هذا الإنسان قادرا علي إنتاج أفضل وهذا ينعكس علي اقتصاد يرتفع للأفضل‏!.‏ عندما يحدث هذا التوازي يكون الإنسان إيجابيا في المجتمع وفاعلا في المجتمع وليس انطوائيا داخل المجتمع أو عدائيا للمجتمع وهذا الفارق الكبير في حال الإنسان الرياضة فقط هي التي تصنعه‏!.‏
‏9‏ عندما يمارس أكبر عدد من الشعب الرياضة‏..‏ فهذا غاية المراد من رب العباد‏..‏ لأنه يعني أن أكبر عدد من الشعب لياقته ارتفعت وصحته تحسنت وإنتاجه زاد واستخدامه للدواء نقص وعلاقاته الاجتماعية تحسنت‏...‏
ومعناه أن أكبر عدد من الشعب تعلم من الرياضة التعاون وتعلم من الرياضة الانتماء وتعلم من الرياضة الحب وتعلم من الرياضة التوازن النفسي ولا الفرحة تعني زهوا وتكبرا ولا الخسارة انكسار وضعف‏...‏
أن يمارس أكبر عدد من الشعب الرياضة معناه الكشف عن أكبر عدد من المواهب باعتبار الممارسة هي الوسيلة الوحيدة للكشف عن المواهب وعندما يمارس‏50‏ مليون مصري الرياضة منهم‏25‏ مليون طفل وشاب‏..‏ فهذا معناه أننا سنكتشف المواهب الموجودة في‏25‏ مليون طفل وشاب مصري وبالتأكيد سيكون عدد المواهب بالآلاف ولنا أن نتصور قاعدة لرياضة البطولة قوامها آلاف الأطفال والبنات الموهوبين‏!..‏ قاعدة بهذا العدد وكلها موهوبة‏..‏ المؤكد أنها تصنع منتخبات عالمية‏...‏
طبعا الموجود حاليا لا علاقة له بالكلام الذي أقوله‏..‏ لأن من يمارسون الرياضة من أطفال وشباب مصر عددهم بضعة آلاف وأغلبهم من المدن حيث التلوث والزحام والتغذية غير السليمة والسلوكيات الخاطئة‏..‏ وهذه القاعدة الصغيرة هي التي نكتشف المواهب منها والطبيعي أن تكون هذه المواهب شحيحة وليتنا نعتني بهذا العدد الشحيح إنما نتركه بلا رعاية فنية وغذائية وسلوكية في أخطر مراحل العمر‏..‏ مرحلة الطفولة والمراهقة‏..‏ ومن يصل إلي المنتخبات في سن العشرين نبدأ في الاهتمام به‏..‏ لكنه اهتمام متأخر مستحيل أن يغير شيئا من الدمار الذي أصاب هذا اللاعب في مراحل الناشئين‏...‏
‏10‏ كرة القدم هي اللعبة التي تحظي بكل شيء وبقية اللعبات تعيش علي الهامش والمصيبة أن الاهتمام الذي يحدث في الكرة يبدأ في الدرجة الأولي بعد أن يكون اللاعب تخطي كل مراحل التعلم أو الاستفادة من هذا التعلم‏!.‏ لماذا؟‏.‏
لأن عناصر اللياقة البدنية يتم اكتسابها في مرحلة الناشئين وحتي سن العشرين وبعد هذه السن صعب جدا إكساب لياقة بدنية جديدة للاعب الذي تكون لياقته مرتبطة بما حصل عليه من تدريبات في مراحل الناشئين‏!.‏
صعب جدا تغيير سلوكيات اللاعب في الدرجة الأولي وأقصد سلوكيات النظام والالتزام والغذاء والتعامل وتقدير المسئولية وكلها سلوكيات يتم إكسابها للناشئ في السن الصغيرة وإن لم يتعلمها ويتعود عليها صعب جدا تغييرها وهو كبير ونجم في الدرجة الأولي‏...‏
صعب جدا تعليم اللاعب بعد أن وصل إلي الدرجة الأولي وبعد أن أصابته الشهرة وعرفه الناس‏..‏ صعب جدا تعليمه كيفية التعامل مع الشهرة وكيفية التعامل مع الفلوس وكيفية التعامل داخل وخارج الملعب‏!.‏
صعب جدا تعليم وإكساب هذه السلوكيات في مرحلة النجومية والأمثلة لا تعد ولا تحصي عن لاعبين موهوبين جرفتهم الأضواء ولم يقدروا أن نجوميتهم وشهرتهم أساسها عطاؤهم والتزامهم ومجهودهم‏..‏ ولأنهم خلطوا الأمور وأرادوا السهر والفلتان مع الكرة‏..‏ فأخذوا حظهم من السهر لكنهم لم يجدوا مكانا لهم في ملعب‏..‏ فسقطوا ورحلوا وهم في سن قمة العطاء‏!.‏
ضاعوا منا وليسوا جناة إنما ضحايا‏..‏ ضحايا نظام كروي لم يطبق ما هو موجود في كل العالم‏...‏
العالم كله يعطي أفضل إمكانات وأفضل اهتمام وأفضل مدربين لمراحل الناشئين لأنها مرحلة تأسيس اللاعب وأي نجم يخرج منها ومستواه مرتبط بما حصل عليه فيها‏..‏ وعندنا هذه المرحلة لا شيء فيها‏..‏ وتلك هي المشكلة التي تريد حلا من سنين طويلة طويلة‏...‏
مشكلة كلنا يعرفها وكلنا يعيشها ويعايشها لكن أغلبنا لا يملك قرارا تجاهها‏...‏
‏..‏ أما القليل منا من بيدهم الحل فلا يفعلون ولا أحد يحاسبهم وتلك مشكلة أخري‏...‏
‏11‏ القمامة باتت أزمة مستحكمة تخنقنا وواقعا تريد فرضه علينا بحقها أن تعيش معنا وتقاسمنا أرضنا وأظنها‏,‏ وأقصد القمامة‏,‏ نجحت فيما تريد فرضه علينا وهي الآن موجودة وبقوة في كل مكان يمكن لبصر الإنسان أن يقع عليه‏!.‏ القمامة تقاسمنا الحياة وتتشبث بالمكان أرضا كان أو مجري ماء‏!.‏ القمامة موجودة ومنتشرة رغم ملايين الجنيهات التي تنفقها الدولة شهريا لأجل إبعادها‏!.‏ القمامة تحاصرنا في كل بقعة أرض رغم الأراضي هائلة المساحات وغالية الثمن التي خصصوها للقمامة كمدافن لها لكنها استولت عليها وهي أراض بمليارات الجنيهات وراحت تستولي علي كل متر فضاء في أي مكان‏!.‏ القمامة لم تكتف بمشاركتها لنا في حياتنا إنما أرادت وتريد وستريد قصف أعمارنا بما تصدره لنا من أوبئة ومن زواحف ومن قوارض ومن روائح‏...‏
القمامة أظنها أكبر خطر علينا في الألفية الثالثة‏...‏
وأظنها أيضا مشروعا قوميا كبيرا فيه خير كثير للوطن ويكفي أنها ستقدم وتوفر قرابة ال‏600‏ ألف فرصة عمل جديدة برواتب كبيرة‏...‏
القمامة التي جعلت حياتنا جحيما أظنها مادة إنتاج خام ببلاش لاستخراج طاقة كهربائية تفوق المستخرجة من السد العالي‏...‏
القمامة في كل الدنيا توفر فرص عمل وتوفر الطاقة في أشكال مختلفة وتعد إحدي أهم القلاع الاقتصادية‏...‏
القمامة في كل العالم خير يأتي بالأموال وعندنا فقط تحولت إلي شر يشاركنا حياتنا ويستنزف عشرات الملايين من الجنيهات شهريا لأجل إبعاده عن عيوننا‏...‏
كلنا يعيش مشكلة القمامة وكلنا يعايش مشكلة القمامة وأغلبنا لا يملك حلا لأن أغلبنا ليس مسئولا ولا يملك قرارا‏..‏ وقليلنا من هم في موقع المسئولية ويملكون القرار لا يفعلون شيئا رغم علمهم بأن القمامة في مدينة مثل برلين هي التي تمد كل منشآت العاصمة الألمانية الضخمة بالمياه الساخنة اللازمة لتدفئتها وبدون شبكة التدفئة هذه ما بقي شخص واحد علي قيد الحياة‏!.‏
موضوع القمامة هذا أنا شخصيا كتبت فيه وتكلمت عنه عشرات المرات علي مدي سنوات وآخرها من شهور عندما رويت حكاية مواطن مصري اسمه حسن القيعي أنفق ما أمامه وخلفه لأجل حلم الاستفادة من القمامة وتحويلها إلي طاقة‏!.‏ الرجل من عشر سنوات وربما أكثر يحارب لأجل تنفيذ هذا الحلم واختار الساحل الشمالي لتنفيذ تجربته حيث القمامة في الصيف هي مشكلة مشاكل الساحل الشمالي بأكمله لأنهم يدفنون القمامة كما هي في حفر كبيرة يطلقون عليها اسم مدافن وهذه الحفر الكبيرة العملاقة تحولت إلي أكبر حضانة حشرات طائرة في العالم وفيها ما لا يقل عن عشرة أنواع من الذباب بمختلف الأنواع‏,‏ أما القوارض والزواحف فحدث ولا حرج‏...‏
الرجل اشتري أرضا لمشروعه الذي يعمل علي قمامة الساحل كلها ودخل في متاهة هو يعرف أولها مع أول قرار تعنت من محافظ مطروح الأسبق لكن آخر هذه المتاهة قائم للآن بعدما أصبحت أرض مصنعه الذي شيده لأجل تحويل القمامة إلي كهرباء بعدما أصبحت هذه الأرض هدفا لأمور أخري‏...‏
المهم أن الرجل تقدم إلي وزارة البيئة المعنية بالأمر باعتباره وكيلا لشركة هولندية أمريكية تتعهد بتقديم مصانع تحويل القمامة إلي كهرباء‏..‏ تتعهد بأن تصنع هذه المصانع في مصر وتتعهد بألا تحصل علي مقابل ما تقدمه نقدا إنما من فلوس الكهرباء التي سيتم إنتاجها‏...‏
الشركة الأجنبية تقدمت بطلب للسماح بدخول مصنع وتجربته وعرضت بيع الكهرباء بسعر أظنه‏25‏ قرشا للكيلو والحكومة تبيع للمواطنين بنفس السعر بينما تبيع التجاري ب‏60‏ قرشا وهذا معناه أن الحكومة ستكسب من فارق السعر في التجاري‏...‏
الشركة قدمت كل الأوراق وكل المستندات وهذا الكلام من زمن‏..‏ وأحد لم يتحرك وكأن الأمر لا يعنينا أو كأن القمامة لا تقاسمنا حياتنا‏...‏
أحد لم يتحرك رغم أن القمامة الموجودة عندنا‏25‏ مليون طن سنويا وهذا الرقم عندما ننظر له من منطلق أن القمامة مادة خام ببلاش لصناعة الكهرباء فهذا معناه أننا ضيعنا علي أنفسنا عائد إنتاج الكهرباء من‏25‏ مليون طن‏...‏
أهدرنا علي أنفسنا توفير فرص عمل جديدة في أكثر من‏350‏ مصنع تحويل القمامة إلي كهرباء والعدد يزيد علي‏600‏ ألف فرصة عمل مؤكدة أظنها تحل جزءا كبيرا جدا من مشكلة البطالة وأظن أيضا أننا لو فكرنا في مشروعات جديدة توفر‏600‏ ألف فرصة عمل فالأمر يتطلب عشرات المليارات من الجنيهات‏.‏
‏...‏ وعندنا ودون مليم واحد من ميزانية الدولة‏..‏ مشروع لتحويل القمامة إلي كهرباء والمصانع يتم تصنيعها في مصر وهذا مشروع هائل يدعم اقتصادنا وفلوسه الشركة الهولندية الأمريكية ستأتي بها قروضا ميسرة من الاتحاد الأوروبي للإنفاق في مشروعات البيئة فقط واسترداد القروض من عائد إنتاج الكهرباء‏...‏
هل هناك أفضل من هذا‏...‏
ومع ذلك أحد لم يتحرك رغم أن كلنا يعيش مشكلة القمامة ورغم أن القليل منا من هم في مواقع المسئولية يعرفون كل هذه التفاصيل‏...‏
حسبي الله ونعم الوكيل‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.