«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرجو أن يكون ليوم 9‏ مارس مكانته وقيمته وهيبته‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 03 - 2010

‏ في يوم‏9‏ مارس‏1969‏ استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة علي جبهة القتال في الموقع رقم‏6‏ شمال الإسماعيلية خلال زيارة تفقدية للقائد علي الخطوط الأمامية للقوات المصرية التي عاشت يومها السابق وأقصد يوم‏8‏ مارس في حالة تأهب قصوي‏.‏ خلالها فتحت المدفعية المصرية نيرانها علي العدو في سيناء علي امتداد الجبهة من السويس جنوبا وحتي بورسعيد شمالا ووقتها كانت المدفعية هي أقرب الوسائل للرد علي عربدة عدو يزهو بنفسه ويطلق علي جيشه لقب الجيش الذي لا يقهر‏...‏
الفريق عبدالمنعم رياض ذهب إلي الجبهة في اليوم التالي لمعركة المدفعية ليقف وسط جنوده وضباطه علي خط النار وفي الزيارة معني وهدف ورسالة وكلها أمور هدفها رفع روح معنوية لجيش خارج من هزيمة هائلة والوطن كله ينتظر منه محو هذه الهزيمة وتحرير الأرض‏...‏
القائد ذهب إلي الجبهة ليسمع جنوده ويسمعه جنوده وشاء الله أن تكون هذه اللحظات هي الأخيرة في حياته‏.‏ العدو بدأ اشتباكا بالمدفعية وسقطت دانة مدفع علي مقربة من القائد وخرجت الروح إلي بارئها نتيجة تفريغ الهواء واستشهد عبدالمنعم رياض علي خط النار في يوم‏9‏ مارس‏1969..‏ استشهد وسط رجاله في خط المواجهة‏..‏ استشهد وهو يؤدي أعظم واجب لأعظم وطن وهل هناك أعظم من أن يقدم الإنسان حياته فداء لوطنه‏...‏
‏9‏ مارس أصبح يوم الشهيد والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لأجل وطن وفي سبيل هدف‏..‏ هؤلاء الشهداء لو تكلمنا عنهم من اليوم وحتي يوم القيامة فلن نوفيهم حقهم وماذا يمكن أن نقدم للرجال ما يعوضهم عن حياتهم؟‏.‏
الشهداء حصلوا علي ثوابهم مقدما من الله عز وجل‏..‏ والذي وعده الله بالجنة‏..‏ أي شيء يمكن أن يقدمه البشر له؟‏...‏
أرجو أن يكون ليوم‏9‏ مارس مكانته وهيبته واحترامه وقدسيته وأن تحتفل الدولة به لأجل وطن يستحق أن يعرف شبابه المعني الحقيقي لهذا اليوم‏...‏
يعرف ماذا تعني كلمة شهيد‏...‏
يعرف أن الحياة يمكن التضحية بها لأجل وطن وأرض وعرض‏...‏
يعرف الشباب أنه من صلب خير أجناد الأرض‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ عقب كل أزمة رياضية‏..‏ وأزمات الرياضة لا تخرج عن إخفاق في النتائج‏..‏ تقف مصر علي حيلها والصحافة تكتب والتليفزيون يقول وكتاب السياسة يتدخلون‏..‏ ويوما بعد يوم الحدة تتراجع والصوت العالي يتلاشي وقبل أن تمر عشرة أيام كل شيء راح إلي حاله وكأنه لم يحدث شيء علي الإطلاق‏...‏
في كل مرة الغضب يخرج في صراخ وانفعالات واتهامات وربما شتائم‏..‏ وما إن تخرج من الصدور آخر زفرة غضب حتي تنتهي الحكاية وتتنسي الحدوتة وأحد لم يفكر في أن يسأل نفسه علي ماذا غضبنا وعلي ماذا هدأنا وهل عرفنا الأسباب التي أدت للخسارة وفجرت مشكلاتنا التي ثبت أنها لم تسمع يوما عن حل؟‏.‏
أدعو من يريد التأكد أن يدخل علي الإنترنت ويتابع غضب الصحافة عقب كل دورة أوليمبية مثلا‏..‏ أو بعد فشلنا في تصفيات المونديال وما أكثر مرات الفشل‏..‏ يتابع الانفعال والغضب بين الموجود من‏30‏ أو‏35‏ سنة وبين المطروح في آخر أربع أو خمس سنوات‏!.‏ نفس الكلام ونفس الآراء ونفس الاتهامات رغم اختلاف الأشخاص‏...‏
معني الكلام أننا لا نتعلم من أخطائنا لأننا لا نسمع أنفسنا ولا نستمع لغيرنا وارتضينا بالانفعال والغضب حلا لمشكلاتنا ونحن نعلم أن الغضب لم يحل يوما مشكلة‏...‏
قرأت من أيام مقالا رائعا للدكتور عبدالمنعم عمارة الذي أحبه شخصا ومسئولا وعرفته عن قرب عندما تولي مسئولية المجلس الأعلي للشباب والرياضة في بداية التسعينات خلفا للدكتور عبدالأحد جمال الدين الذي يرجع الفضل إليه في إنشاء الصالات المغطاة بالمحافظات ومجمع الصالات بالاستاد وتسلم د‏.‏عمارة منصبه ومجمع الصالات لم يكتمل ومصر ستنظم كأس أفريقيا لليد عام‏1991‏ وبعدها الدورة الأفريقية ونجح عمارة في إكمال الإنجاز وافتتح الرئيس مبارك المجمع الذي استقبل بطولة أفريقيا لليد ولأول مرة يحضر الرئيس نهائي بطولة غير كروية والنهائي بين مصر والسنغال وفازت مصر ببطولة أفريقيا لليد بعد غياب‏21‏ سنة لأن آخر بطولة فازت بها في عام‏1965‏ وأول فوز سنة‏1991‏ في حضور الرئيس وفي مجمع الصالات وفي ظل تولي عمارة مسئولية الرياضة والشباب وقناعته بدعم اللعبات غير كرة القدم‏..‏ واليد في مقدمتها وقناعته بضرورة التركيز علي اللعبات الفردية والدكتور عمارة هو الذي أنشأ مشروع البطل الأوليمبي ولولا هذا المشروع ما كنا سمعنا عن بطل في لعبة فردية‏!.‏
أعود إلي مقال د‏.‏عمارة الذي يتحدث في بدايته عن تأثره الشديد خلال دراسته لتاريخ دول كثيرة نامية‏..‏ تأثره بكم التخلف الموجود في هذه البلاد‏..‏ والذي جعله يكره التخلف وأي مظهر من مظاهره‏...‏
وينتقل د‏.‏عمارة في كلامه إلي الحركة الرياضية في مصر وشعوره وإحساسه بأن فيها قدرا كبيرا من هذه الظاهرة التي رصدها في الدول النامية‏...‏
ويضرب د‏.‏عمارة أمثلة كثيرة أراها صحيحة وأراها متخلفة وأراها كارثة والفنان الكبير النجم صلاح السعدني هو صاحب نظرية الشبهية في هذه الحدوتة والنظرية تقول إنه عندنا في كرة القدم شبه كرة القدم العالمية وعندنا ملاعب شبه ملاعبهم ولاعبون شبه لاعبيهم ومسابقات شبه مسابقاتهم إلي آخره‏...‏
ود‏.‏عمارة يقول‏:‏ عندما تنظر لجدول المسابقات هناك وعدم انتظامه هنا‏..‏ فهذا تخلف‏!.‏ يلعبون المباريات هناك في يومي السبت والأحد وعندنا علي مدار الساعة وفي أي يوم‏..‏ فهذا تخلف‏!.‏ الملاعب هناك وملاعبنا هنا‏..‏ هذا تخلف‏!.‏ سذاجة ما تقدمه بعض الفضائيات‏!.‏ المدرب هناك بعد المباراة أول شيء يفعله هو التوجه للمدرب المنافس ليصافحه‏..‏ واللاعبون بعد المباراة وروحهم وثقافتهم وتصرفاتهم‏..‏ باختصار الفارق يوضح حجم التخلف‏!.‏
واختتم د‏.‏عمارة كلامه عن قمة مظاهر تخلفنا عن العالم في موضوع انتقالات اللاعبين‏..‏ واقترح حلين لا ثالث لهما لأجل محو هذا الفارق بيننا وبينهم‏..‏ إما أن نرسل عباقرة مصر في هذا المجال لأوروبا لتعليمهم أساليبنا المبتكرة في خطف وإغراء وقيد اللاعبين‏..‏ وكلها شهر وتنهار الكورة في أوروبا‏...‏
أو أننا نستقبل خبراء في هذا المجال من أوروبا لتعليمنا وكلها أسبوع‏..‏ وإما أن يفقدوا عقولهم أو ينتحروا ومن يفلت منهم سيعيش العمر ينظم المرور‏...‏
د‏.‏عمارة في آخر سطر يقول‏:‏ أي عمل فاشل ابحث فيه عن التخلف‏...‏
الذي قاله د‏.‏عمارة من أيام وصف لحالنا الرياضي ليس اليوم إنما من سنين طويلة‏..‏ ولو رجعنا مثلا لحالة الغضب الهائلة التي أوقفت مصر علي أظافرها بعد فشلنا في التأهل لنهائيات كأس العالم‏1978‏ أمام تونس وحكاية العبارة أو الحملة المصرية للرجوع بالتأهل من تونس وانهزمنا وانفضحنا واتوكسنا‏..‏ لو قرأنا ما كتبناه قبل‏30‏ سنة فلن يختلف حرفا عما نطالب به اليوم‏..‏ مسابقة مواعيدها محددة ومعلنة من سنوات ولسنوات ومباريات في أيام ثابتة وملاعب كرة وليست ملاعب شبيهة بملاعب الكرة ومدربي كرة وإداريي كرة ولاعبي كرة واحتراف مثل الاحتراف الموجود في العالم و‏....‏
يا دكتور عمارة‏..‏ اتحاد الكرة وكل الاتحادات تعرف الصواب وتعرف الخطأ‏..‏ ومع هذا لا أحد يكلف خاطره ويوقف الخطأ‏...‏
بالإمكان أن تكون هناك مسابقات منضبطة وأن يكون عندنا احتراف بحق وأن تتوقف المهازل الموجودة في سوق بيع وشراء اللاعبين‏...‏
الإصلاح ممكن ونملك أدواته‏..‏ لكنه لن يحدث يا دكتور‏...‏
لن يحدث إصلاح لأنه يوقف حال المصالح‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ الأخ الأستاذ المحترم‏/‏ إبراهيم حجازي
تقديري وعظيم احترامي وبعد
هل يصح أن يقضي الأستاذ فهمي عمر ما تبقي له من عمر في منزله وهو قيمة إعلامية كبيرة مازالت قادرة علي العطاء في الوقت الذي هبطت فيه بالبراشوت جحافل اللاعبين المعتزلين علي الإعلام الرياضي دون سابق إنذار ولا خبرة ولا دراسة ولا حنكة ولا لغة عربية سليمة ولا مواضيع ذات قيمة ولا مناقشات موضوعية ولا‏..‏ أي شيء‏..‏ وقد أصبحت ممارسة لعبة كرة القدم أو الطائرة أو السلة هي مسوغ التعيين الوحيد للحصول علي لقب إعلامي‏.‏ ولكنها من مفردات وآثار الزمن الرديء‏,‏ والضحية هو المشاهد المصري‏,‏ بل قل الأجيال المصرية‏.‏
وهل أصيب أصحاب القنوات الفضائية بعمي الألوان حتي لا يبصروا هذه القيمة الإعلامية الجميلة التي لاتزال تحمل عبق الزمن الجميل‏..‏ زمن الرجل المناسب في المكان المناسب‏.‏
إنني كنت ومازلت ألعن ما يسمي بسن التقاعد بالنسبة لفئات من المجتمع لا يصح أبدا أن يكون لها عمر يتوقف فيه عطاؤها طالما بقيت قادرة عليه ومنها تلك الفئات من المعلمين بالمدارس والإعلاميين مهما اختلفت مواقعهم والقضاة فتلك خبرات لا يمكن الاستغناء عنها بل إن عدم الاستفادة من هذه الخبرات يعتبر في نظري جريمة في حق مصر وحق الأجيال القادمة‏.‏
إن القول بذلك لا يعني بحال من الأحوال حجب الفرصة عن الشباب بل المطلوب دمج العنصرين‏..‏ الخبرة مع الشباب مثلما يحدث في لعبة كرة القدم فلا يمكن الاستغناء عن العنصرين‏..‏ عنصر الخبرة‏..‏ وعنصر الشباب‏..‏ جنبا إلي جنب‏.‏
إن كثيرا من البرامج الرياضية في القنوات الفضائية لا تحترم عقلية المشاهد وتتسم بسذاجة وسطحية غريبة ولا أريد هنا أن ألمح أو أصرح بقنوات فضائية بعينها اكتسبت المصداقية واحترمت المشاهد وقدمت له ما يثري فكره وعقله‏.‏
ياريت قناة الأهلي بحكم وصفها قناة تمثل ناديا له تقاليد ومبادئ وقد استضافت الأستاذ الكبير فهمي عمر أن تأخذ الخطوة وبسرعة وتستأثر وحدها بهذه القيمة الإعلامية الرفيعة فهي قيمة تناسب اسم قلعة الأهلي‏...‏ نادي الكبار‏..‏ وأملي أن يكون تليفزيون الكبار أيضا‏.‏ والرسالة موجهة للأستاذ حسن حمدي‏..‏ دعونا نتمتع بمثل هذه القمم بالله عليكم‏..‏ أليس هناك مريدون لروتانا زمان؟‏.‏
كل التقدير وعظيم الاحترام
عبدالجواد محمد صدقي
المحامي بالنقض
انتهت الرسالة وأبدأ كلامي بتوضيح لابد منه وهو رفضي لمبدأ التعميم في كل المجالات وليس الإعلام الرياضي فقط‏..‏ لأن المعتزلين من نجوم الرياضة عموما وكرة القدم تحديدا منهم من تألق في الإعلام ومنهم من تألق في التدريب ومنهم من تألق في الإدارة ومنهم من تألق في الأعمال الحرة وهذا طبيعي ومنطقي لأن كل إنسان ميسر لما خلق له‏..‏ وأيضا‏!.‏ منهم من فشل في الإعلام ومنهم من فشل في التدريب رغم أنه وصل إلي المرتبة الدولية في اللعب ومنهم من فشل في الإدارة وهكذا‏...‏
إذن التعميم فيه ظلم للبعض وإن كان صحيحا علي البعض وبنفس المنطق علينا أن نعترف بأنه في الإعلام الرياضي البعض ممن يحملون تخصص هذه المهنة أعتقد أنهم ظلموا أنفسهم وظلموا الإعلام ذات نفسه بوجودهم في هذا المجال‏...‏
بعد هذا التوضيح الذي أختلف فيه مع وجهة نظر صاحب الرسالة أؤكد اتفاقي التام مع كل ما جاء في سطورها وأنا معك يا سيدي ومندهش مثلك بل مصدوم في أحوال كثيرة لنا مايلة ومعوجة والمصيبة أننا رضينا بها واستسلمنا أمامها وكأنها قدر يستحيل تغييره‏...‏
كفاءات مذهلة في كل مجال تتقاعد ولا اعتراض علي هذا لكن الاعتراض والرفض والدهشة والقرف من إصرارنا علي عدم الاستفادة من هذه القمم وتلك الأهرامات والأستاذ فهمي عمر خير مثال كما أوضحت يا سيدي‏...‏
موهبة فذة علميا وإداريا مثل الدكتور غنيم الذي أسس وأنشأ قلعة طبية عالمية متخصصة في أمراض الكلي بالمنصورة‏..‏ هذه الموهبة الفذة لو كانت في أي مكان بالدنيا لبقيت مكانها تكليفا لا تشريفا لا أن تحال إلي المعاش‏..‏ ما علينا‏!.‏
أما القول إن هناك برامج لا تحترم عقلية المشاهد‏..‏ فتلك إشكالية هذه البرامج وليست مشكلة المشاهد لأنه أول من سيلفظها بمجرد أن يكشفها لأن الإنسان بطبعه لا يحب أن يضحك أحد عليه وإن حدث مرة فلن تتكرر الثانية‏...‏
يا سيدي‏..‏ ما يحدث في الإعلام الرياضي موجود ويحدث في مجالات كثيرة‏..‏ لكننا لا نعرف لأن الرياضة دون سائر المجالات محكومة بنتائج علنية العين عليها وعلي كل ما له علاقة بها‏...‏
يا سيدي‏..‏ الذي تتكلم عنه وتشكو منه انعكاس طبيعي ومنطقي لحالة الفوضي الرهيبة في الشارع المصري‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ في محافظة البحيرة دار أوبرا وأغلبنا لا يعرف‏..‏ والقليل الذي يعرف كثيره لا يأخذ الموضوع علي محمل الجد ويراها شكلا لا مضمونا وحاجة غلط في المكان الغلط‏.‏
وفي محافظة البحيرة وبمدينة دمنهور تحديدا مكتبة عامة جذورها تمتد لأكثر من‏70‏ سنة وهي مكتبة بحق وعن حق ومصنفة عالميا وبها أكثر من‏30‏ ألف عنوان عربي وأكثر من ثلاثة آلاف عنوان أجنبي والمعني واضح أن المؤلفات الموجودة بها أكثر من‏30‏ ألفا باللغة العربية وفوق الثلاثة آلاف باللغات الأجنبية‏...‏
أحد لا يعرف أنه في دمنهور مكتبة أنشأها الملك فؤاد سنة‏1930‏ وتم إغلاقها وتشوين ثروتها في مخازن من ثلاث سنوات وتحديدا في‏2007‏ وهو العام الشاهد علي إغلاق المكتبة والثروة المعرفية التي لا تقدر بمال والتي يستحيل حجبها عن البشر‏..‏ هذه الثروة دخلت صناديق مغلقة واترمت في المخازن والناس انحرمت من المعرفة باعتبار هذه الكتب وتلك المخطوطات في هذه المكتبة لأجل أن ينتفع الناس بها في سطورها من علم ومعرفة وأدب وتاريخ وكل ما هو من مكونات الحضارة‏...‏
المكتبة التي عاشت‏77‏ سنة تمت إحالتها إلي المعاش والكتب والمخطوطات التي خلقها الله لينهل منها البشر المعرفة هي الآن مجرد أرقام في كراتين وصناديق داخل سراديب مغلقة وأعتقد أنها لن تري النور ثانية ويوما ما بعد سنين طويلة سيكون مقامها الأخير أقرب مقلب قمامة‏...‏
المكتبة العامة لمدينة دمنهور التي افتتحها الملك فؤاد سنة‏1930‏ انتهي بها المطاف الإداري لتتبع مجلس المدينة ماليا وإداريا والمكتبة بكل عظمتها وقيمتها وتاريخها دخلت في الصف الإداري مع المحلات والمطاعم والمخابز والكهرباء والمياه ولا مؤاخذة المجاري وعليها أن تقف في دورها تنتظر نصيبها من مجلس المدينة المطلوب منه المستحيل لأنه مطالب بالكثير ولا يملك إلا القليل‏...‏
من ينقذ هذا التراث المعرفي العظيم الذي افتتحه ورعاه الملك فؤاد عام‏1930‏ وبكل فخر أغلقناه نحن بعد‏77‏ سنة‏...‏
للأسف هذه الحدوتة ومثلها كثير لا أحد يعرف عنها شيئا ومن عنده وقت للعلم والمعرفة والثقافة والأدب‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ مصادفة أم مؤشر إلي شيء أم وضع طبيعي أن يتوفي اثنان من لاعبي كرة القدم في الملعب خلال أربعة أيام وهما في كامل الصحة والعافية واللياقة البدنية وفي سن صغيرة؟‏...‏
أيداهور لاعب نيجيري الجنسية يلعب للمريخ السوداني سقط ميتا بالملعب يوم السبت الماضي وكادت تحدث كارثة في الملعب والمريخ كان لديه شك في سبب الوفاة وحسم الطب الشرعي والتشريح القضية بعدما ثبت أن الوفاة سببها قصور مفاجئ في الدورة الدموية‏...‏
بعد يومين سقط لاعب ميتا في الدوري الغاني اسمه يبوا‏(20‏ سنة‏)‏ بعد اصطدامه بلاعب في الفريق المنافس ووقع علي الأرض والوقعة كانت الأخيرة‏..‏ مات‏!.‏
هل يمكن أن يحدث قصور الدورة الدموية فجأة وبلا مقدمات ويهاجم رياضيا لا إنسانا عاديا؟‏...‏
هل القصور له مقدمات لم يشعر بها اللاعب ولم تكشفها الفحوصات الدورية؟‏...‏
هل هناك وعندنا أصلا فحوصات دورية؟‏...‏
هل عندنا ثقافة طبية؟‏...‏
هل عندنا سيارة إسعاف داخل كل ناد؟‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.