صورة الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.. الذي استشهد يوم 9 مارس 1969 في موقع قتال يقع علي القناة مباشرة.. وهو يتفقد قواته، عقب بداية حرب الاستنزاف في اليوم السابق.. كانت محور تساؤل الكاتب الصحفي محمود عوض، عند زيارته للعماد أول مصطفي طلاس وزير الدفاع السوري الذي أوضح أن وراء هذه الصورة سببين.. أحدهما موضوعي والآخر شخصي.. أما الموضوعي فلأن استشهاد عبد المنعم رياض لم يكن واقعة مصرية، فهو واقعة عربية ففي حالة البلبلة واليأس التي حاولت إسرائيل فرضها علينا عقب هزيمة 67 كان عبدالمنعم رياض شهابا مضيئا في الظلام، هذا عسكري محترف، ومتبحر في العلم العسكري يتابع القتال من الخندق الأمامي، وهو يعرف مسبقا أنه في بؤرة الخطر، أقصي درجات الخطر، مثل هذا السلوك لايفعله إلا شخص مؤمن بجنوده وضباطه، مؤمن بجيشه ببلده، بعروبته، وبأن إرادة النصر يجب أن تبدأ من الرأس.. ولو أخذتك الآن فجأة إلي مكتب رئيس أركان حرب الجيش السوري، أو حتي أي كلية عسكرية في بلد عربي يحترم نفسه فسوف تجد صورة عبدالمنعم رياض باعتباره العملة الذهبية التي يقاس عليها الأداء العسكري المحترف.