ممدوح فهمي يبدو أن خناق الأزمة المالية لم يعد يقف عند حدود أندية مصر, فالكبار علي مستوي العالم بدأت صرخاتهم تتردد في دهاليز الساحرة المستديرة, وبات الأمر في حاجة لتدخل اقرب للجراحة, حتي تستقر الأمور ولو بشكل مؤقت لحين استعادة أصحاب المقام الرفيع هيبتهم وتستمر مسيرتهم في المنافسات, لاسيما أن رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الفرنسي أعلنها صراحة أنه يدرس تجميد نشاط أي فريق متعثر ماليا علي المستوي القاري, بل محليا أيضا بعد التنسيق مع الاتحادات الأهلية. وفي حوار من العيار الثقيل مع صحيفة الديلي تيلجراف فتح بلاتيني الملفات الشائكة للأندية الأوروبية مشيرا إلي انه يطالب كبار القارة باحترام هيبتهم من خلال التوازن بين المصروفات والنفقات حتي لا تتراكم الديون عليهم دون أن يشعروا, وبالتالي تتهدد مسيرتهم في عالم البطولات, أو يجدوا أنفسهم في النهاية مضطرين لأن يصبحوا عالة علي أصحاب المليارات مثل الروسي رومان ابراموفيتش في تشيلسي أو الإماراتي الشيخ منصور بن زايد في مانشيستر سيتي بالدوري الإنجليزي. وأشار بلاتيني إلي أن الإحصائيات الأخيرة كشفت عن أن هناك أربعة أندية فقط في الدوري الإنجليزي هي الملتزمة بهذا المبدأ وهي أرسنال وبلاكبيرن وستوك سيتي وويست بروميتش, وان الاتحاد الأوروبي( الويفا) سينتهي من كافة التقييمات الخاصة بهذا الموضوع خلال عامين أو ثلاثة, بحيث لا يسمح مع بداية عام2013 بأن تتعدي خسائر أي ناد37 مليون مليون دولار. ويشير رئيس الاتحاد الاوروبي الي أنه سيكون هناك بعض الموضوعية في تطبيق النظام الجديد من خلال اللجنة المشكلة لدراسة موقف الأندية سواء من جانب النفقات أو الخسائر قبل يونيو2010, حتي يتم التعامل مع الأمر بعد ذلك بشيء من الشفافية والوضوح خاصة أن الاستبعاد من دوري الأبطال ابتداء من موسم2014-2015 سيكون أول خطوة للتعامل مع المخالفين. وحول إمكانية التضحية بأي من الأندية الكبيرة من بطولتي أوروبا حال خروجها عن النص قال بلاتيني: إن هذا الأمر ليس بيده لكنها اللوائح والقوانين التي يطبقها الاتحاد.. وان الجميع لايزال امامه متسع من الوقت لتصحيح أوضاعه وأنه علي اية حال فان كرة القدم ستستمر حتي في حالة غياب الكبار. وشدد بلاتيني علي ان الاتحاد الأوروبي لن يتراجع عن هذا الطريق وان مدينة روما لم تنشأ بين يوم وليلة وبالتالي فان كل شيء يحتاج لبعض الوقت لتنفيذه.. وان كل أمله الا تتلاشي أندية كبيرة في القارة من الوجود بسبب الإدارة السيئة. وفي الوقت الذي وجد الأجراء المستحدث للويفا اعتراضا من البعض علي أساس انه يمثل تدخلا في الشئون الداخلية المالية للأندية.. فان هناك مؤيدين له ظهروا علي الساحة وفي مقدمتهم النجم الألماني السابق كارل هانز رومينيجا رئيس اتحاد الأندية الأوروبية الذي أكد أن جميع أعضاء اتحاده ال197 يؤيدون هذه الخطوة وان كانت هناك شكوك في قدرة البعض علي تنفيذ هذه اللوائح الجديدة.. ولكن علي الجميع أن ينظر للموقف عندما يتأهل لدوري الأبطال ثم لا يستطيع أكمال المشوار لأسباب مالية. ويعتبر نادي مانشيستر سيتي علي قمة الأندية التي فاقت نفقاتها بمراحل إيراداتها لدرجة أن العجز في ميزانيته لموسم2009-2010 وصل إلي121.3 مليون جنيه إسترليني.. مما يجعله الأقرب لمقصلة الويفا.. وان كان مالكه الإماراتي الشيخ منصور أكد مسئوليته الشخصية قدرته علي الوفاء بكافة الالتزامات.. وذلك من خلال الرهان علي نجاح أكاديمية مانشستر وأيضا المشاركة في دوري الأبطال خلال الموسم الحالي بالإضافة الي توفير بعض عقود الرعاية. وتشير الإحصائيات الرسمية إلي ان الأندية الإنجليزية ليست الوحيدة التي تعاني من تدهور ميزانياتها بل ان هناك أكثر من نصف466 ناديا في35 مسابقة محلية أوروبية يواجهون نفس المصير.. في حين أن الموقف مختلف بالنسبة لأندية ألمانيا وبلجيكا والنمسا حيث نجحت جميعها في تحقيق المعادلة الصعبة بين المصروفات والإيرادات. أبرز الأندية الإنجليزية التي تواجه عجزا في الميزاينة: 1- مانشيستر سيتي121.3 مليون جنيه إسترليني. 2_ مانشيستر يونايتد79.6 مليون. 3- تشيلسي4,44 مليون. 4- برمنجهام سيتي5,20 مليون. 5- نيوكاسل18.2 مليون.