قال الرئيس السوداني عمر البشير إن انعقاد قمة شرم الشيخ الاقتصادية يأتي في ظروف تاريخية بالغة الدقة تشهدها البشرية جمعاء في مجالات السياسة والاقتصاد الدوليين ولكنها تلقي بظلال كثيفة عميقة الأثر في بنية مجتمعاتنا العربية التي تتطلع الي حياة كريمة تماثل حظها من العطاء والاسهام في ركب الحضارة البشرية. وفي الشأن السوداني, قال الرئيس السوداني عمر البشير إن الحكومة السودانية تعمل علي تنفيذ آخر بنود اتفاقية السلام الشامل الذي وقعناه مع اخوتنا في الجنوب عام2005, فقد فرغنا من إجراء عملية الاقتراع علي تقرير مصير السودان وفاء بعهد قطعناه. وأضاف أننا وإذ نتاهب لإعلان النتيجة التي أكدنا التزامنا بها إكمالا لهذا العمل التاريخي المقدام فإننا نحمد الله علي ما أنعم به علي السودان من استقرار في جنوبه منذ6 سنوات بما جعل بمقدورنا أن نلتفت إلي إنجاز مشروعات تنموية عملاقة في بلادنا أفضت إلي طفرة اقتصادية ماثلة كان لاخوتنا وأشقائنا العرب إسهام وافر في تحقيقها ويرسخ ذلك من قيمة السلام ويعمق من الإحساس به وهو ما استشعرناه ونعمنا بخيره أمنا واستقرارا وحراكا اجتماعيا عادلا ومعتدلا بحفظ الحقوق ويصون التنوع الثقافي ويكفل الحرية الدينية علي نهج من الوسطية لا غلو فيه أو تطرف. وتابع أن السلام مبتغي لا رجعة عنه ليتحقق للسودان مزيد من الاستقرار وبخاصة في منطقة دارفور التي تمضي فيها الخطي حثيثة لإنفاذ إستراتيجية السلام بتعاون متناغم مع أخوتنا في الدول العربية ومؤسسات جامعة الدول العربية لا سيما وأنها إستراتيجية ذات رؤية كلية تهدف إلي رتق النسيج الاجتماعي وعودة النازحين واللاجئين طوعا وتعزيز الأمن بتطبيع الحياة وإجراء المصالحات وبذات الرؤية الكلية فإننا نسعي جاهدين إلي استقطاب كل أبناء دارفور ممن ظلوا بعيدين عن المفاوضات ليشاركوا فيها مشاركة تضع حدا للاحتراب. وقال البشير إن استغراقنا في جهود السلام في السودان مع دقة الأوضاع فيه لن تنسينا أبدا التزامنا التام بدعم إخوتنا الفلسطينيين في ملحمة جهادهم وهم يسعون للحفاظ علي هويتهم وتراثهم, وهنا أؤكد صلابة الموقف السوداني في الدعوة إلي الحفاظ علي عروبة مدينة القدس من العبث الإسرائيلي ووقف جرائم الاستيطان وصون كل الحقوق الفلسطينية علي تلك الأرض الغالية. وبالنسبة لتونس, قال الرئيس السوداني لقد رحبنا بالتغيير الذي جري في تونس باعتباره يمثل إرادة الشعب التونسي الشقيق الذي قدم تضحيات جسام من فقد في الأرواح والجراحات وتدمير المنشآت العامة والخاصة وإننا لندعو شعب تونس الشقيق وحكومته المؤقتة للعمل علي إعادة الاستقرار وتجاوز مرارات الماضي استشراقا لمستقبل جديد مشرق.