أتذكر دائما كلمة عميقة المعني قالها الدكتور زكي نجيب محمود يقول انك لا تستطيع أن تحكم حكما عادلا ودقيقا ومفيدا علي أي شئ إلا اذا كان لديك علم مسبق بهذا الشئ الذي أطلقت عليه الحكم وإلا جاء حكمك علي مجهول! إن الشدة الوطنية التي استقبلناها فجر الأول من يناير رأس السنة الميلادية لابد لها من وقفة تأمل, ذلك لأن الشدائد والمصائب حافز البشرية للتقدم والتغلب عليها سواء في الأفراد أو الجماعات. واذا كان كما قال لنا القدماء بأن هدف الحياة هو رياضة النفس, والقفز علي المشكلات بإيجاد حلول جديدة.. الرياضة العقلية تتعدي قسوة الأحداث.. كيف نواجهها وهي لن تنتهي.. بل تتعدد لنواجهها بالفضيلة ونتصالح لكن العزيمة القوية هي سلاح الشدائد والتفوق علي النفس.. بل هي امتحان الرجولة وقمة الإنسانية, في الحروب نجد القادة يتميزون في حل الأزمات ويتفتق الذهن بأفكار ذكية وغير مسبوقة.. ولولا المآزق الشديدة ما عرفنا الحكمة والرقي والحضارة. يقول الحكيم شدائد الظلام وقساوة البرد حفزت المواهب البشرية الي اكتشاف أن النار نور ودفء, وشدائد الجوع علمت الإنسان الزراعة بحثا عن الطعام.. الطغيان والجماعات والإرهاب جعلت الشعوب تطالب بالمساواة وتطلب حقوق الإنسان.. الفرج دائما يأتي بعد المأساة.. وأتذكر المثل السوداني.. اشتدي يا أزمة تنفرج!