نجحت الأجهزة الامنية بوزارة الداخلية في تأمين الكنائس المصرية والمتنزهات بجميع المحافظات بطريقة ظهر عليها التواجد المكثف لرجال الشرطة وأحبطت التهديدات التي ترددت علي مواقع الانترنت لاستهداف الاقباط المصريين خلال هذا اليوم المقدس. وعلي جانب آخر استمرت الاجهزة الامنية في تلقي اتصالات المواطنين التي تعطي إفادات حول هوية الجثة المجهولة التي عثرت عليها الاجهزة الامنية وسط اشلاء الضحايا وقامت بمعالجة الصور الخاصة بأجزاء من الوجه الكترونيا للتعرف عليها وقد تعددت المعلومات التي قدمتها تلك الاتصالات وتكثف الاجهزة الامنية جهودها للتأكد من صحتها والوصول الي العناصر المستهدفة منها. وقد حاول البعض توجيه مسئولية الجريمة الارهابية للتفجير الاخير الذي وقع أمام كنيسة القديسيين بالاسكندرية الي الاجهزة الامنية المصرية التي كافحت خلال حقبة زمنية كبيرة عناصر الارهاب الاسود حتي ان السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية حذر في أكثر من محفل دولي من مخاطر الارهاب والاحداث التي تؤدي الي تنشيط العناصر والجماعات الارهابية الخامله علي المستوي العالمي. وخير دليل علي ترقب الاجهزة الامنية المصرية وحرصها علي مكافحة تلك الجرائم, مؤتمر وزراء الداخلية والعدل العرب الذي شهدته مصر خلال الشهر الماضي بعد ان دعا السيد حبيب العادلي وزير الداخلية الي ضرورة النظر الي القضايا الامنية التي تغذي الخلايا الارهابية ومصادر تمويلها ومنها جرائم غسل الاموال والجرائم المعلوماتية وتبادل المعلومات الامنية حول المطلوبين جنائيا وسياسيا وايضا التعامل مع نزلاء المؤسسات العقابية والاصلاحية وضرورة مكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الدولية. ويأتي ذلك مؤكدا علي بعد النظر الاستراتيجي للقيادة السياسية المصرية ونظامها الامني الذي رفض بدخول قوات امن مصرية بديلة للقوات الامريكية في دولة العراق حرصا علي سيادته وجاءت نتيجة ذلك ازمة دبلوماسية شهدت بعدها مصر العديد من التحديات التي تمكن الامن المصري من التصدي لها ومواجهتها ومنها الحوادث الحدودية سواء الشمالية او التهديدات الجنوبية التي عالجها النظام المصري بدبلوماسية عالية المستوي. ويظهر من خلال ذلك ان سلاح الارهاب الدولي لم ولن ينتهي, حيث انتهي عصر الحروب العسكرية واصبح الخلاف الدبلوماسي والسياسي لايقابل الا بالاصابع الخفية التي تستهدف ابناء الوطن الابرياء تحت شعارات دينية لتحقيق اهدافها الدنيئة. ومن بين الوقائع التي رصدها الجهاز الامني المصري مخططات حزب الله لتنفيذ بعض الجرائم الارهابية في مصر حيث تم الاعلان عن بعضها وتحفظت الاجهزة الامنية علي البعض الآخر وقامت خلالها الخلايا الارهابية باستحداث اساليب جديدة لعمليات التفخيخ للعبوات والسيارات التفجيرية حتي انها توصلت الي صناعة سيارة تسير بالتحكم عن بعد عن طريق اجهزة التليفون المحمول, وقد دفع رجال الامن المصري ارواحهم ودمائهم فداء حماية وطنهم وأمن وسلامة المصريين, واختاروا ان يكونوا من أوائل كشوف الضحايا والمصابين ايمانا برسالتهم في مواجهة هذا الارهاب الاسود. وبالاشارة لما حدث اخيرا من استهداف كنيسة القديسين الذي يعد بمثابة أحد بنود اجندة هذا الاسود الذي حاول تفتيت النسيج المصري الواحد ومن قبله استهداف في آخر نشاطه المعبد اليهودي بمنطقة وسط المدينة ومن قبله كنيسة الزيتون وساحة الامام الحسين بمنطقة الازهر, ليؤكد انه لادين له سوي تحقيق مصالح واهداف دول خارجية ترصد مصر ونظامها وشعبها وتحاول ان تنال من استقرارها وأمنها.