توصلت أجهزة الأمن الي دلائل مهمة من شأنها كشف ملابسات وغموض جريمة الإسكندرية الإرهابية حيث تشير الخيوط التي توافرت لدي فريق البحث وجهات التحقيق الي أن منفذ العملية الإرهابية انتحاري. كان يحمل العبوة الناسفة داخل حقيبة يد هاندباك فضلا عن ارتدائه حزامنا ناسفا, كما أشارت الأهرام قبل يومين, وأشارت المعلومات المهمة التي حصل عليها الأهرام الي أن منذ العملية كان يهدف الي وضع العبوة المتفجرة علي مدخل الكنيسة لقتل مزيد من الضحايا وإحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية ولكن يبدو أن العبوة انفجرت قبل أن يصل الي بغيته, وقد توصلت أجهزة البحث الي تحديد عمر منفذ الجريمة الإرهابية والذي يقترب من25 عاما أو أقل وتحاول فرق البحث الأمني تحديد صورة شخصية للإرهابي الانتحاري ومن خلالها سوف يتم الكشف عن كافة التفاصيل المرتبطة به من خلال معرفة بياناته الشخصية والمعلومات الأمنية المتوافرة عنه والاستعانة بقاعدة البيانات المسجلة في الأحوال المدنية عن منفذ الجريمة الإرهابية. توصلت فرق البحث الي هذه المعلومات من خلال الفحص الأمني الدقيق لمسرح الجريمة ومطابقته بأقوال المصابين وشهود العيان والتي كانت النيابة العامة قد فرضت عليها سرية كاملة لاستكمال باقي الاجراءات الأمنية للكشف عن أبعاد الجريمة. وصرح مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية لمندوب الأهرام بأن الجهات القضائية المصرية أشادت بالخبرات الأمنية في مجال الكشف عن الجرائم التي يستخدم فيها أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية علي مستوي العالم حتي أن تحليل الحامض النووي والمعروف باسمDNA أصبح يعطي نتائج فورية بعد مرور ساعات قليلة وتحديد بيانات الأشلاء وأسماء أصحابها, وكشف المصدر انه تم تحليل عينات45 قطعة من الأشلاء لتحديد أصحابها من الضحايا وتجميع أشلاء مرتكبي الواقعة للكشف عن هويته, كما ساعدت تلك التحليلات أيضا في تسليم أشلاء الضحايا الي ذويهم لدفنها بمعرفتهم. وأضاف المصدر أن السيد حبيب العادلي وزير الداخلية قد تابع بنفسه خطوات الكشف عن ملابسات الحادث أولا بأول وأمر باستكمال العمل علي مدار اليوم الكامل لحين الانتهاء من كشف جميع المعلومات التي من شأنها تحديد عناصر الخلية الإرهابية بالكامل وليس فقط منفذ الجريمة. وأوضح أنه من خلال فحص مسرح الحادث تمكنت الأجهزة الفنية للمعمل الجنائي من جمع بعض القطع والدوائر الإليكترونية التي كشفت عن استخدام الجاني لحقيبة تشبه الحقائب المدرسية أو حقائب الرحلات, وقد بلغ وزن العبوة التفجيرية نحو20 إلي25 كيلو جراما من المتفجرات, وأن الجاني كان في سبيله أو يرجح أنه كان في سبيله الي ترك الحقيبة والابتعاد عنها لتأمين نفسه الا أن العبوة انفجرت بطريق الخطأ أو تم تفجيرها في وقت مبكر, حيث اصطدم جسد مرتكب الجريمة بالجزء الأكبر من الموجة التفجيرية التي تسببت في تفتيت كامل لبعض أجزاء جسده واندثارها وسط أشلاء الضحايا وداخل أجسادهم. وأوضح المصدر أن العبوة المتفجرة بدائية الصنع ومعدة عن طريق خلط بعض المواد الكيماوية بأصابع من مادةTNT المعروفة باسم الديناميت الأسود أو البارود الأسود والتي لايوجد بداخلها مسامير ولكن توجد رقائق من الصفيح ورايش بشر الحديد تسبب إصابات بالغة وبترا للأعضاء, أما المسامير فتؤدي الي حدوث تشويهات ولا تسفرعن قتل أو بتر للأعضاء. وأوضح مصدر أمني بمصلحة الأدلة الجنائية أنه تم الحصول علي بصمات118 شخصا من الضحايا والمصابين لفحصها ولمعرفة بياناتهم الشخصية من خلال صحيفة الحالة الجنائية لهم, وذلك من خلال أخذ بصمات أصابع اليدين والقدمين جميعهم أوبعضهم أو حتي أصبع واحدة منهم وقد خصصت قيادات العمل الأمني بوزارة الداخلية فريقا خاصا لهذه المهمة يتبني تحديد هوية والتأكد من شخصية الضحايا والمصابين وعلاقتهم بذويهم وفحص علاقاتهم بنفس الطريقة التي تتبعها الأجهزة الأمنية في جرائم القتل الفردية تحسبا لوجود معلومات قد تؤدي الي تحديد ملابسات الحادثة والكشف عنه. واختتم المصدر الأمني تصريحاته بأن ضباط الأدلة الجنائية قد انتهوا من اعداد التقارير الأمنية اللازمة لتحديد كافة المعلومات المطلوبة للكشف عن ملابسات الحادث وتوفير الأدلة المادية عليها بعد ستة أيام من العمل المتواصل وبقدرة فائقة وخبرة شرطية عالية المستوي.