لم يطلبوا منها أن توفر لهم الرفاهية ورغد العيش, لم يطلبوا قصورا أو سيارات فارهة وإنما جاءت أحلامهم وطموحاتهم بسيطة تعكس كبرياءهم ومتواضعة تعلن عن ترفعهم عن الكثير ورضاهم وقناعتهم بالقليل. يا حكومة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك كان هذا لسان حال أهالي الصعيد البسطاء حين توجهنا لهم باستطلاع رأي حول ما يطلبونه من الحكومة في العام الجديد2011, لم يطلبوا شيئا أكثر من لقمة وهدمة نضيفة ووظيفة, ومع اختلاف الصياغات ظلت تلك الجملة محور أحلامهم وأمنياتهم في سبيل تحقيق الستر لهم ولأبنائهم. ففي المنيا ورغم أنه كان من المتوقع أن نجد أن الفقراء والبسطاء هم أكثر شرائح المجتمع طلبا لما يحتاجونه من الحكومة, إلا أنه وعلي العكس تماما أجمع ما يقرب من40 % من البسطاء والعمال والفلاحين علي مقولة احنا مش عايزين حاجة من الحكومة, احنا فقدنا فيها الأمل, هي بس تسيبنا في حالنا ولكن ياريت الأسعار تستقر عند هذا الحد ولانفاجئ بزيادة أخري مع حلول العام الجديد. ومع هذه الأمنية العامة لمعظم أهالي المنيا فقد اختلفت بعض الأمنيات باختلاف الشرائح الاجتماعية والفئات الوظيفية فقد جاءت أمنيات ما يقرب من25 % من المدرسين وغيرهم من العاملين في وظائف أخري بنظام العقود المؤقتة أن تقوم الحكومة بتعيينهم وتثبيتهم, فيما طالب شباب الجامعات والذين شكلوا 15 % من عينة الاستطلاع الحكومة بالاهتمام أكثر بالتعليم وعدم اعتماد المناهج الدراسية علي مجرد الحشو الفارغ فقط دون الاستفادة وإيجاد فرص عمل لهم عقب تخرجهم في الجامعات. وارتفع سقف الأمنيات بين شرائح المهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات فطالبوا بعودة الإشراف القضائي علي الانتخابات وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين وتوفير حياه كريمة للفقراء والبسطاء وضرورة تطبيق القانون فعليا واختفاء المحسوبية ومنع قهر وقمع المواطنين بإرهابهم دون وضع حلول لمشكلاتهم, ووضع حلول جذرية لحوادث الطرق التي اصبحت ظاهرة لايمكن لأحد أن يغفلها وتفعيل قوانين حماية النيل من التعديات, وعودة الوظيفة الاجتماعية للدولة لتعود ظاهرة( الدولة الحنينة) التي تقف إلي جانب الفقراء والبسطاء, بالإضافة إلي معالجة البطالة وتشغيل الشباب, والحد من معدلات الفقر. ولم يختلف السوهاجية كثيرا عن المنياوية عند استطلاع أمنياتهم ومطالبهم من الحكومة في العام الجديد فقد جاءت إجابة غالبيتهم من نوعية عاوزين نعرف نعيش وناكل ونشرب, تخفيض الأسعار ومواجهة جشع التجار, توفير فرص عمل للشباب, تنقية مياه الشرب. أما أمنيات الأسايطة فقد تركز معظمها حول إيجاد فرص عمل حقيقية يكون عائدها متناسبا مع غلاء الأسعار ومتطلبات الحياة, وكافية لتوفير حياة كريمة كما تمني الكثيرون بناء عدد من المصانع بالمناطق الصناعية لاستيعاب الكم الهائل من الشباب الذي لا يعمل والاهتمام بهذه المناطق وبالمستثمرين لتكون جاذبة للمستثمرين, كما طالب الكثيرون بإيجاد حلول لمنع إدخال المرافق للكثير من المنازل التي تم بناؤها والعمل علي وضع كردون جديد للمباني لاستيعاب الزيادة السكانية والقدرة علي بناء أماكن جديدة دون التعرض للمخالفات كما تمني الكثيرون أيضا وجود حل حقيقي لغلاء الأسعار كما طالب المدرسون الذين يعملون بالمكافأة الشاملة بإعادة النظر إلي رواتبهم المتدنية التي تصل في بعض الأوقات الي50 جنيها كما تمني المتعاقدون منهم بسرعة تثبيتهم لأنهم تعبوا من كثرة الوعود بالتثبيت علي حد تعبيرهم كما طالب أهالي القري الفقيرة بالنظر إليهم من قبل المسئولين والاهتمام بتوصيل المرافق لهم لأنه ما زالت هناك قري محرومة من المياه وقري أخري محرومة من الكهرباء كما تمني الكثيرون توفير الأدوية والأمصال في المستشفيات وأن يشمل العلاج علي نفقة الدولة الكثيرين الذين هم في أمس الحاجة إلي ذلك. وطالب أهالي سوهاج الحكومة بإقامة مشروعات صغيرة لتشغيل الشباب وتشغيل المصانع بالمناطق الصناعية بسوهاج, وحل أزمة أنابيب البوتاجاز وتوفير مساكن للشباب والاهتمام بالوحدات الصحية والمستشفيات وتدعيمها بالاطباء والامكانات وكذلك الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي وخاصة التعليم الاساسي. وأكدوا ضرورة محاربة ظاهرة تعاطي المخدرات خاصة بين المراهقين, وتكثيف الوجود الأمني في الشارع السوهاجي, والقضاء علي مشكلة الثأر, ومكافحة ظواهر التسول والتحرش الجنسي والتي تعتبر ظواهر دخيلة علي الشارع السوهاجي. ولم يغب المرور والقضاء علي أسباب الحوادث المرورية عن قائمة أمنيات السوهاجية في العام الجديد, وكذلك الاهتمام بشبكة الصرف الصحي والاهتمام بالأسر الفقيرة وتوصيل المياه والكهرباء للقري المحرومة ورفع مرتبات الموظفين والاهتمام بالعشوائيات والاهتمام برجال العلم والدين. وطالب الشارع السوهاجي بمزيد من الاهتمام بالرياضة ووضع قانون لتنظيم الأسرة لحل أزمة الزيادة السكانية وتحقيق المساواة والعدالة بين المواطنين وتوفير مرافق عامة للتنزه وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وتغيير الحكومة. إلا أن أمنيات المواطن القناوي انحصرت في المطالبة بعودة عادل لبيب. وتمني المشاركون عودة نظافة المدينة وضرورة الوقوف أمام تجاوزات القيادات التنفيذية بالمحافظة والحصول علي كوب ماء نظيف. وطالبت ربات البيوت والسيدات العاملات ممن جري عليهن الاستطلاع بتخفيض سعر كيلو السكر بعد أن وصل إلي6 جنيهات, فيما طالب شباب الجامعات والأساتذة بافتتاح مشروعات استثمارية حقيقية بالمحافظة للحد من البطالة وتثبيت العمالة المؤقتة. وفي الأقصر طالبت عينة من الشباب العاطل بالقضاء علي المحسوبية والوساطة وتطبيق مقولة الشرطة في خدمة الشعب, فيما طالب المحامون والمدرسون بالانتهاء من عملية هدم وإزالة المنازل لعودة الاستقرار والأمان لأهالي الأقصر ووقف الفساد الإداري. ولم يخرج ما يتمناه المواطن الأسواني من الحكومة عن طائفة الأحلام البسيطة أيضا والتي أهمها أن يعيش بعيدا عن الغلاء وأن تتوافر له مقتضيات الحياة من وجبة غذائية بسعر معقول ومياه نقية ومنازل اقتصادية. وطالب المشاركون في الاستطلاع بتوفير العمل والوظائف التي تساعد علي تحمل نفقات الحياة وحل مشكلة المواصلات والتي تصل إلي الذروة خاصة في أوقات خروج الطلبة والموظفين مطالبين بمشروع قومي للمواصلات في أسوان من أجل راحة المواطنين. وفي مجال التعليم طالب أهالي أسوانباستقلالية جامعة أسوان عن جامعة جنوبالوادي باعتبار أن ذلك سيخفف المعاناة عن الأسر التي تتكبد مصاريف باهظة من أجل تعليم أولادها في الغربة, كما أن الجامعة ستكون إضافة ثقافية وتعليمية واقتصادية لأسوان. وتعددت الأمنيات كما وكيفا من المطالبة بأن تكون الحكومة أكثر حدة في مواجهة جشع التجار للحد من الغلاء المتزايد في السلع المختلفة, والوصول إلي العيش في شارع نظيف وبيئة صحية, واهتمام أكبر بالعناية الصحية خاصة بقطاع التأمين الصحي وإنشاء مستشفي عام بمدينة أسوان. وطالبوا بضرورة الاهتمام بتنويع المنتج السياحي لأسوان بحيث لا يعتمد علي زيارة الأثر فقط ولكن لابد من أن تكون هناك سياحة البيئة والعلاج والسفاري, كما طالبوا بالتوسع في إنشاء مصنعين للسكر في وادي النقرة وغرب كوم امبو لاستيعاب المحصول الوفير فيها وحتي يمكن سد الفجوة مابين الاستهلاك والانتاج. ولم ينس المواطن الأسواني أن يطالب الحكومة بتفعيل ما تسميه بحوافز الاستثمار من أجل أن تجذب المشروعات الكبري التي ستوفر فرص العمل للشباب وتستغل الثروات المعدنية والمحجرية الهائلة بالمحافظة والتي من شأنها وضع في مستوي اقتصادي أعلي.