اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية, الذي خاض الانتخابات كمرشح عن الحزب الوطني في أشد الدوائر سخونة علي مستوي الجمهورية دائرة الرمل. والذي استطاع خلال الانتخابات إسقاط جماعة الإخوان سياسيا داخل المحافظة, بل استطاع الحصول علي أعلي الأصوات بين جميع النواب بحصوله علي154 ألف صوت انتخابي, بفارق49 ألف صوت عن منافسه الممثل لجماعة الإخوان, لكن العديد من الاتهامات والشائعات التي وجهت للمحجوب عن وجود تزوير في الانتخابات واستغلال الوزراء لمناصبهم في الحملات الانتخابية, وأنه عقب نجاحه لم يتواجد في الدائرة, بالإضافة للاتهام المعقد الذي وجه له باعتباره كان سببا في نجاح الإخوان وحصولهم علي ثمانية مقاعد في انتخابات2005, وأنه كان السبب أيضا في إسقاطهم سياسيا في الدورة البرلمانية الحالية العديد من القضايا الشائكة التي تحدث عنها في حوار خاص لالأهرام: * لقد استطعت إعادة دائرة الرمل إلي أحضان الحزب الوطني بفارق كبير علي الرغم من أن السنوات الماضية شكلت رؤية بأن الدائرة تحت التأثير الإخواني, والاتهامات العديدة التي أثيرت عن وقائع تزوير فما تعليقك؟ * في البداية لابد أن نضع قاعدة رئيسية هي الانتخابات قائمة علي إرادة المواطن ورؤيته وقدرته علي الاختيار, وقدرة المرشح علي إقناع الناخب بالتصويت لمصلحته, ولقد راهنت منذ بداية حملتي الانتخابية علي رغبة المواطن ودفعه للذهاب إلي صناديق الاقتراع, ونجحت في ذلك, وأعتبر الإسكندرية من أفضل المحافظات التي شهدت انتخابات, حيث تمت في جو من الهدوء, وتعدت نسبة المشاركة35% من المقيدين بالجداول الانتخابية, وتعاملت مع الانتخابات كمرشح من خلال حملتي التي حملت شعار معا لعطاء أكثر, زرت فيها جميع شوارع الدائرة, والتقيت بالمواطنين, وتلك الدائرة حملت المواطنين علي المقارنة, فقد تعاملوا معي من خلال عملي السابق كمحافظ للإسكندرية, وتعاملوا مع المنافس خلال5 سنوات والجو الانتخابي عبر بصدق عن عدم وجود تزوير, وأن الانتخابات اتسمت بالنزاهة لأنني لا أقبل أن أفوز بالتزوير, بل إن شباب الإخوان أنفسهم صوتوا لمصلحتي ضد الإخوان في تعبير واضح عما يجري داخل الجماعة حاليا. * البعض ربط بين نجاح الإخوان في انتخابات2005 وحصولهم علي8 مقاعد في أثناء توليك مسئولية محافظ الإسكندرية, وأنك أيضا كنت السبب في إسقاطهم سياسيا في انتخابات2010 فما تعليقك؟! * علي العكس تماما, فإن نتائج انتخابات2005 تؤكد أن التزوير ليس منهج الحزب الوطني أو الدولة, وأن الإخوان نجحوا في تلك الانتخابات ليس من خلال أصواتهم ولا بتنظيمهم, ولكن من خلال كتل التصويت من المواطنين التي تعاملت معها الجماعة من خلال الشعارات الدينية واللعب بمشاعر المواطنين مع الممارسة والتعامل الفعلي خلال خمس سنوات استطاع المواطن المصري بذكاء اكتشاف حقيقة الإخوان, وهو ما ظهر في نتائج انتخابات2010. * نتائج الانتخابات غيرت الخريطة السياسية بالإسكندرية وأعادت الحزب الوطني من جديد بعد حصوله علي20 مقعدا من أصل24, وأسقطت الإخوان فبماذا تفسر نجاح الحزب؟ * لابد أن نؤكد أن السبب الرئيسي هو اختيارات الوطني لمرشحيه التي كانت اختيارات قوية وقريبة من الشارع, ورغبة المواطن, وأري أن الإسكندرية أصبحت لديها كتلة برلمانية ذات ثقل سياسي كبير قادر علي إحداث نهضة في المحافظة, بالإضافة إلي وجود برنامج واضح يستطيع المواطن التعامل معه, وقد أزعجني بشدة غياب برامج عن الأمن القومي المصري في أغلب الأحزاب السياسية, وكذلك جماعة الإخوان التي لم تذكر في خلال الانتخابات أي بعد أو رؤية عن مستقبل الأمن القومي المصري. * البعض اتهمك باستغلال منصبك كوزير في حملتك الانتخابية, خاصة مع حضور وزيري الزراعة والصحة, ورئيس المجلس القومي للرياضة في حملتك والتقائهم بالمواطنين؟ * لابد أن نوضح أنه لا يوجد وزير قد تمتع بأي ميزة إضافية في أثناء خوضه الانتخابات, ولا يستطيع وزير استخدام إمكانات في وزارته لخدمة حملته, وأن تعليمات الرئيس مبارك كانت واضحة أن الوزراء يخوضون الانتخابات كمرشحين, أما في حضور وزراء فإن المرشح من حقه استخدام اتصالاته الشخصية, وهو واجب علي المرشح من أجل خدمة المواطن البسيط لأنه المستهدف في العمل العام. * عقب فوزك في الانتخابات أثيرت شائعات عن انتهاء موسم الانتخابات, وأنك بصفتك كوزير لن توجد بين أبناء الدائرة في الإسكندرية فما تعليقك؟ * تلك الشائعة كانت تثار في أثناء الانتخابات وبعد النتيجة, وعلي العكس تماما لابد أن يكون قريب الصلة من المواطن, وهذا المبدأ أساس حملتي في أثناء الانتخابات, فوجدت بين المواطنين وأبناء الرمل في58 جولة, وعقدت49 لقاء, وكما أعلنت خلال الاحتفال الذي أقيم بمناسبة رأس السنة الهجرية افتتاح ثلاثة مقار تعمل بشكل يومي لتلقي طلبات وشكاوي المواطنين, وسأوجد بصفة أسبوعية داخل أحد المقار للقاء أبناء الدائرة. * البعض وجه لك اتهاما باستغلال المساجد والكنائس خلال حملتك الانتخابية فما تعليقك؟ * هذا الاتهام تحديدا جرحني كمواطن وكإنسان, فالعلاقة بين الإنسان وربه هي علاقة شخصية,وأدائي للفروض في المساجد في أثناء الجولات ليست له علاقة بالسياسة أو الانتخابات, فعقب الانتخابات أديت صلاة الجمعة في مسجد القدس, وهو أول مسجد صليت فيه في أثناء بدء الحملة الانتخابية, والفروض والصلاة هي علاقة بيني وبين الله, وأنا أرفض خلط الدين بالسياسة. أما زيارة الكنائس فهي لإيماني بأن المسيحيين والمسلمين هم نسيج واحد, هم المصريون, وأن محاولات البعض تفتيت هذا النسيج هي لعب بالنار, بالأمن المصري, وقد قمت عقب الانتخابات بزيارة كنيسة غبريال, فالمسيحيون مواطنون مصريون شاركوا في الانتخابات وأدلوا بأصواتهم لمصلحة من يمثلهم, والجميع مواطنون مصريون.