إنها كارثة بشرية بكل المقاييس تلك التي شهدتها جامعة المستقبل عندما انهار السقف المعلق الذي تزاحم عليه عدد كبير من الطلاب ليشاهدوا حفل عمرو دياب. .. فالتدافع وسوء تقدير الموقف والتحميل الزائد والاهمال كلها عوامل بشرية تسببت في الكارثة, وكان حسن تنظيم الحفل لو حدث فعلا كفيلا بعدم وقوع مثل هذه الحادثة.. مما يدفعنا إلي السؤال عن تجهيزات هذه الحفلات وتنظيمها ومراعاة شروط الأمن خاصة أن حفل دياب لم يكن الأول فقد سبقه حفل محمد منير بدار الأوبرا الذي تكدس فيه الجمهور وتحطمت اللوحات الاعلانية وسقط جزء من المسرح, كما سبقه ايضا حفل للفنان تامر حسني بجامعة المنصورة, حيث سقطت مجموعة من البنات وتعرضن للضرب بعد هجوم الشباب عليهن لاحتلال الصفوف الأولي من خشبة المسرح!! فما حدث من قبل تكرر في الحفل الغنائي الذي أقامته جامعة المستقبل بمشاركة الفنان عمرو دياب فهذه الحوادث يجب أن تنبهنا إلي ضرورة فتح ملف عشوائية المنظمين وقلة الخبرة, حيث أصبح سوء التنظيم في كثير من الحفلات الغنائية هو السمة الأكثر ارتباطا بأغلبها ويلمسها الجمهور ويكون طرفا فيها, وهذا ما أكده محمد ياسين أحد منظمي الحفلات, حيث يري أنه يوجد عدد قليل من الشركات المصرية التي تستطيع القيام بمهمة تنظيم الحفلات, حيث ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعات من الشباب والفتيات يقومون بتنظيم هذه الحفلات ولكن تنقصهم الخبرة, مع العلم انه لا توجد حفلة بدون أخطاء بشرط أن تكون أشياء صغيرة يمكن تفاديها. ويشير محمد ياسين, إلي أن ما حدث في الحفل الأخير الذي نظمته جامعة المستقبل كان بسبب سوء تنظيم من إدارة الجامعة, والتي كان من المفروض أن توفر أماكن أكبر وأوسع لاستيعاب هذا الكم الهائل من الطلبة, وتوفر لهم المساحات الكافية ولكن هذا لم يحدث بالطبع. بينما يري خالد محروس منظم حفلات ان الحفلات الغنائية التي تقام في مصر بها مشاكل كثيرة, منها عدم توافر الحماية الأمنية اللازمة للجمهور, حيث إن هذه الحفلات تفتقد خطوطا رئيسية كثيرة والتي يحرص علي اتباعها في تنظيم تلك الحفلات, حيث لابد من عمل حملات اعلانية قوية للحفل تسبقه بفترة كبيرة, اضافة الي توفير اماكن تستوعب عددا كبيرا من الجمهور مع توفير الأمن بجميع مداخل ومخارج الأماكن التي يقام بها الحفل, سواء كان ذلك بوجود ما يلزم من افراد الأمن من بودي جارد التي توفرها الشركة أو بالاتفاق مع الجهة الحكومية المنظمة للحفل. ويشير إلي ان معظم الحفلات والتي تقام غالبيتها في الجامعات المصرية تكون فاقدة لأهم دواعي الأمن والحماية حيث لا يكون القائمون عليها لديهم الخبرة الكافية لاقامة هذه الحفلات, ويكون من أهم اهتمامهم الحصول علي الأرباح المادية فقط دون النظر إلي أهم المقومات الرئيسية لتفادي وقوع أي خسائر خاصة في الأرواح البشرية, وهذا ما حدث بالفعل في الحفل الأخير الذي أقامته جامعة المستقبل. ويحذر أيضا من ظاهرة التحرش الجنسي وهي تظهر في مثل هذه الحفلات التي يتكرر فيها الانحدار الأخلاقي كثيرا, فلابد من وضع عقوبة رادعة لمثل هذه القضايا, ولابد من فض هذه المهازل والتي تكررت مع كل وجود حفلة غنائية.