مجموعة من الشباب كل منهم له طموحاته ومستقبله فمنهم من هو مقبل علي الزواج ومنهم من كان ينتظر انهاء دراسته للالتحاق بوظيفة يستطيع بها التغلب علي صعوبات الحياة. كانوا علي موعد مع القدر عندما ذهبوا إلي الحفل الغنائي للمطرب المحبب إلي قلوبهم, وبرغم كل ما عانوه من متاعب من أجل الوصول إلي موقع الحفل الذي اقيم باحدي الجامعات الخاصة التي تحولت إلي قلعة حصينة مدججة بكل اشكال الحراسة التي كان شاغلها في المقام الأول حراسة نجوم المجتمع, حتي انهارت احلامهم في لحظة اختلط فيها صراخ الفرحة بظهور النجم مع صرخات66 شابا وفتاة تهاوي بهم سقف احد المباني الذي تسلقوه حتي يتمكنوا من المشاهدة لتتحول لحظات المتعة التي كانوا ينشدونها إلي آلام وعاهات قد تلازمهم طيلة حياتهم. انتقلت الأهرام إلي بعض المصابين الذين مازالوا يتلقون العلاج بعضهم في حالة خطيرة واستمعت إليهم وفتحوا قلوبهم ليرووا تفاصيل هذا اليوم المشئوم. في البداية يقول اسامة جمال مأمون 25 سنة انه حصل واربعة من اصدقائه علي تذاكر دخول الحفل عن طريق السوق السوداء من احد الشباب امام جامعة المستقبل مقر اقامة الحفل, وتكدس آلاف الشباب قبل وقت كبير من بداية الحفل أمام الجامعة وانه برغم حصولهم علي التذاكر فإنهم واجهوا صعوبات بالغة في الدخول حيث يوجد ثلاث بوابات وفي كل بوابة تكون الإجراءات اصعب واشد وكانت توجد اعداد كبيرة من الكلاب البوليسية التي سببت رعبا للجمهور واستغرقوا أكثر من ساعة كاملة للمرور من مسافة اقل من مترين. وعندما دخلوا إلي موقع الحفل لم يجدوا مكانا للوقوف فيه حتي وجدوا مكانا مرتفعا علي يمين المسرح فنصحهم احد الاصدقاء بالوقوف فوق المبني الذي يقل ارتفاعه عن دور واحد, وبعد صعودهم بنحو خمس دقائق بدأ عمرو دياب في الصعود إلي المسرح وحدثت حالة من الهرج بين باقي الشباب الذين كانوا يقفون فوق السطح الذي انهار بهم, مشيرا إلي انهم لم يعلموا ان سطح المبني مكون من رقائق من المعدن الخفيف الصاج وخشب الابلاكاش واسفله نفق عمقه تسعة امتار يقف فوقه وحوله اكثر من300 شاب وفتاة. لم اشعر بعدها بشيء سوي انني ملقي بجوار الرصيف بعد انتشالنا من الخندق الذي سقطنا فيه, وفي تلك الاثناء كان يتردد علي مسامعي صوت الحفل, وقد بدأ حتي انني ظننت انني الوحيد الذي سقط في الحادث حتي استوعبت بعد ذلك حجم الكارثة وابلغني صديقي الذي كان معي وذهب قبل الحادث بدقائق لشراء بعض المأكولات ان رجال الاسعاف واجهوا صعوبات بالغة في الوصول إلي المصابين وان بعضهم اضطر إلي القفز فوق الاسوار للوصول إلي المصابين حتي سمح الأمن بدخول سيارات الاسعاف. واصيب في الحادث بكسور وشروخ في عظام الجمجمة وشرخ بذراعه اليمني, وتمنت خطيبته سرعة شفائه وعودته إلي عمله حتي يكملا زفافهما. اما عبدالرحمن محمود ثروت 18 سنة طالب بالصف الثالث الثانوي فيروي بألم اصعب لحظات حياته ويقول ان الأمن لم يهتم سوي بكبار الزوار الذين تم تخصيص مقاعد لهم وبوابات خاصة لدخولهم اما نحن فقد كان يحمل بعضنا بعضا للفوز بمشاهدة عمرو دياب علي المسرح, وعندما وجدنا الأمن يسمح لبعض الفتيات بالصعود فوق احد المباني المرتفعة نسبيا اندفعنا ضمن مجموعة كبيرة من الشباب للصعود فوق المبني حتي نتمكن من الرؤية وفشل الأمن في منعنا. وقال إنه شعر منذ بداية الحفل بأن شيئا ما سيحدث وان سطح المبني لن يتحمل فحاول النزول إلا انه لم يستطع بسبب الكثافة العددية للشباب لينهار المبني بهم فجأة ويسقط عبدالرحمن في نفق منخفض عن سطح الأرض بتسعة امتار ويصاب بكسر في العمود الفقري بالفقرة القطنية الأولي. وقال عبدالرحمن لم اسعد بزيارة عمرو دياب لي بالمستشفي وكنت اتمني لو انه لم يكمل الحفل, وأكد انه كان يتمني زيارة وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد زكي بدر له خاصة وانه كان بين حضور الحفل. اما سوزان صلاح اسماعيل الطالبة بجامعة المستقبل بكلية الصيدلة فلم نتمكن من لقائها نظرا لسوء حالتها الصحية بعد اصابتها بشرخ في الجمجمة وكسر بالفك والذراع وظلت أكثر من اربعة ايام في العناية المركزة, بينما أكد عمها اللواء محمد اسماعيل ان سوء التنظيم من قبل الشركة المنظمة للحفل هو السبب وراء تلك الكارثة, بالاضافة إلي انشغال ال بودي جاردات بالشخصيات المهمة, متسائلا كيف يأتي فنان بحجم عمرو دياب بمثل هذا التصرف ويكمل الحفل في ظل وجود أكثر من40 سيارة اسعاف, قائلا ان سوزان رفضت التصوير مع دياب بعد علمها بأنه أكمل الحفل.وطالب بالغاء اقامة مثل تلك الحفلات داخل حرم الجامعات وتوفير أماكن لها مثل الصالة المغطاة حيث يسهل تأمينها. القدر أنقذني ويقول محمد مرتضي 23 سنة احد الناجين من الحادث والذي انقذه القدر من هذه المآساة عندما ذهب لشراء بعض المأكولات والمشروبات له ولاصدقائه وعاد فلم يجد احدا منهم انه هو أصدقاؤه الخمسة يحبون الفنان عمرو دياب جدا ولذلك حرصوا علي شراء بعض التذاكر والدعوات لحضور الحفل ولكنه صدم عندما ذهب إلي الجامعة فوجد رجال امن خاص ومعهم كلاب شرسة يظهرون عدم قدرتهم علي التحكم فيها لكي يرهبوا الشباب فكانت البوابات مدججة بعدد ضخم من الكلاب البوليسية وكان هناك اعداد كبيرة من الشباب لدرجة اننا كنا مجموعة ودخل كل واحد منا بعيدا عن الآخر ومن كثرة الزحام وجدنا مكان مرتفعا كان شكله خادعا لنا واعتقدنا اننا عندما نقف عليه سوف تكون الرؤية افضل, ومع ظهور الفنان عمرو دياب والغناء والشباب يتراقص ويغني معه وحاول كثير منهم الصعود لهذا المكان المرتفع حتي يستطيع رؤيته وشاء القدر ان اذهب لشراء بعض المأكولات لي واصدقائي وعدت فلم اجد اصدقائي ووجدت الصراخ قد ملأ المكان ووجدت اسامة وتامر صدقيقي يستغيثان وحاولت استجداء رجال الحرس الخاص حتي يطلبوا لهم الاسعاف لانقاذ روحهما ولكن دون جدوي حتي هربت من فوق الاسوار, وفي الخارج حاول رجال الاسعاف الدخول معي ولكن الحرس الخاص منعهم حتي انهم اطلقوا كلابهم عليهم مما اضطر رجال الاسعاف للقفز معي من فوق الاسوار مرة اخري لكي يسعفوا اصدقائي اللذين ظننت انهما ماتا وتحولت رحلتنا التي تجمعنا فيها لكي نستمتع إلي كابوس سيظل يلازمني طيلة حياتي بعد ما لاقيته من مهانة في الدخول والخروج بالاضافة إلي ان صديقاي اسامة وتامر قد اصيبا بعاهات ستلازمهما طيلة حياتهما بعد ان كانا يستعدان للزواج خلال الشهور المقبلة.