يواجه برلمان2010 مهمة وطنية بالغة الأهمية تتمثل في تحديد مسار الوطن نحو المستقبل عبر التشريعات ومراقبة الأداء الحكومي, وكلما كان البرلمان معبرا بصدق عن طموحات الغالبية الساحقة, وملبيا لاحتياجاتها الأساسية, اقترب من أداء رسالته. ومن هنا يمكن القول, دون شطط أو مبالغة: إن مهمة البرلمان ورسالته هي المساهمة الخلاقة في صناعة المستقبل بما يحقق مصالح الوطن العليا ويضمن إعلاء شأن المواطنين, وتيسير سبل حياتهم, عبر توفير الخدمات الأساسية وأبرزها التعليم والرعاية الصحية, وكذا المواصلات والإسكان. وانطلاقا من هذه المعاني وتلك الأهداف, فإن برلمان2010 من المرجح أن تكون أجندة جلساته حافلة, نظرا لأن تحديات صناعة المستقبل تتطلب جهدا فائقا لمواجهتها, ومن أبرز هذه التحديات: التعليم, الذي يتعين أن تتضافر الجهود لتطويره علي نحو يواكب الثورة التعليمية المعاصرة, ذلك لأن دول العالم شرقا وغربا, وأيا ما كانت منطلقاتها الفكرية وبرامجها السياسية, تضع تطوير التعليم في أولوية أهدافها المنشودة, باعتباره الوسيلة الأكيدة لإمكان التقدم, وثمة إجماع في الرأي في مصر بأن التعليم في حاجة ماسة الي التطوير الشامل في المناهج الدراسية والأبنية التعليمية.ولا جدال, في هذا السياق, في أن الدول الكبري ترتكز في تقدمها علي قاعدة تعليمية تستشرف بدأب وإصرار آفاق المستقبل. الزراعة والثروة الحيوانية: إن برلمان2010 يبدأ ممارسة مهامه الوطنية والتشريعية في وقت تنطلق فيه تحذيرات عالمية من احتمالات اتساع نطاق أزمة المواد الغذائية الأساسية, ومن ثم ارتفاع أسعارها, والسبيل الوحيد لمواجهة هذه الأزمة يتمثل في تنمية الزراعة والثروة الحيوانية. وهذه مهمة رئيسية عاجلة وملحة يتعين أن يوليها برلمان2010 اهتماما كبيرا, وصولا الي تأمين احتياجات المواطنين, والحيلولة دون ظهور أي أزمات تؤثر سلبا علي حياة الجماهير. إن مصر تدرك أهمية صناعة المستقبل, وتعمل دائما وأبدا لتحقيق طموحات المواطنين, فهم القصد والمنتهي.