في الوقت الذي كانت فيه أنقرة تعرض مساعداتها لتل أبيت لوقف زحف النيران بغابات الكرمل شمال إسرائيل كان اعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يوجهون اتهاماتهم للدولة العبرية لوقوفها وراء تسريبات ويكليكس. رجب طيب أردوغان نفسه الذي كان قد رأس اجتماعا ضم أركان حزبه في قمة أمنية مصغرة قبل لقائه بالهيئة البرلمانية الموسعة للحزب ترك العنان لنوابه أن يشنوا هجومهم الحاد ضد إسرائيل فهي من وجهة نظرهم الدولة الوحيدة المستفيدة من نشر تلك الوثائق السرية حوت أسرارا هائلة حول فساد الحكومة وكشفت في الوقت نفسه مدي كراهية هذه الحكومة لإسرائيل مقابل مساندة ايران وعدد من بلدان الشرق ولم يخف نواب الحزب الحاكم الذين سيطرت عليهم نظرية المؤامرة امتعاضهم من البيت الابيض إذ أنهم لم يستبعدوا أن تكون إدارة اوباما ذاتها وبإيحاء من اللوبي اليهودي المتغلغل في الكونجرس هي التي اعطت الضوء الاخضر لتسريب تلك المعلومات والهدف واضح ألا وهو إثارة البلبلة وشق صفوف الحزب خاصة مع اقتراب الانتخابات النيابية والمفترض إجراؤها منتصف العام القادم. ومن جانبه راح وزير الداخلية بشير اطالاي يؤكدا أن اسرائيل التي تتوهم أنها نجحت في إحراج تركيا هي المستفيدة الوحيدة من دبلوماسية القيل والقال, أما محمد علي شاهين رئيس البرلمان فقد أكد بعبارات لا تحتمل التأويل أنه بدون علم الرئيس الأمريكي وأركان إدارته لا يمكن تسريب ونشر الوثائق التي استهدفت الحزب الحاكم وزعيمه أردوغان, وكلاهما يجب أن يبتعدا بأي ثمن عن الحكم في الاناضول, وها هو حسين شليك الرجل المقرب من رئيس الحكومة والذي جاء اسمه ضمن قائمة الفاسدين التي نشرتها وثائق ويكليكس يؤكد أن نجاح بلاده في ظل حكم العدالة والتنمية واقترابها من أشقائها في الجوار آثار حفيظة حكام تل أبيب وهكذا خلصوا إلي نتيجة مؤداها أن نشر الوثائق السرية جزء من مخطط أعد له مسبقا.