قابلت مؤخرا وأنا في مهمة صحفية في شرم الشيخ سائحا بريطانيا قد زار مصر خمس مرات علي مدي14 عاما, ودار بيني وبينه حوار مطول عن مصر والمصريين, وقال لي الكثير لكن استوقفتني كلماته وهو يقول لي بعض ملاحظاته عن الناس في مصر. ومنها أن أهم ما يميزنا ثقافة معلهش وبكلماته كما قالها لي:( أهم ملاحظته أن الناس تستسهل الخطأ وترد دائما بكلمات مثل معلهش, لماذا معظم الناس يرتكبون الأخطاء عندكم ثم يبررونها ولو بكلمات مثل ما كنتش أقصد), هذا الكلام وغيره يجعلني أتضامن مع هذا السائح ومع غيره من أصحاب الرؤية, وأقول إلي متي نستسهل ثقافة معلهش وللناس مواقف شتي من كلمات الاعتذار ومنها معلهش, وأنا أسف, ومتزعلش, ومكنش قصدي, وغيرها من الكلمات الدالة علي ذلك الأسف عن موقف أو عمل أو قول قد أضر بأحد من الناس, فبعض الناس يؤذي الآخر بالقول أو الفعل لكن تأبي نفسه المتكبرة أن تعترف بالخطأ أو أن تسعي إلي تصويبه ولو بكلمة أسف والبعض الثاني استعذب إلحاق الأذي بالآخرين وامتطي شيطانه, وفي الوقت نفسه استسهل كلمات الاعتذار وأخذ يلوكها في فيه دون أن يدري عواقب كل ما يفعل وتأثيراته علي الآخرين أو قد يدرك لكنه لا يكترث. وللأسف هذان الصنفان من الناس يبدو أنهم الأغلب وأصبحوا الأكثر تأثيرا في الشارع المصري, أما الصنف الثالث من الناس فهم الذين لا يخطئون بشكل متعمد وأخطاؤهم في حق الآخرين تأتي عن غير قصد وربما لسوء فهم أو خطأ في تقدير الموقف, لذا تجد استخدامهم لكلمات الاعتذار قليلا جدا لأن مواقف الاعتذار لديهم قليلة جدا, خاصة أنهم يدركون مغزي هذه الكلمات التي تعبر ألسنتهم حين تقولها عن عميق مشاعرهم, فهم مختلفون أشد الاختلاف عن الصنفين الآخرين من الناس وعلي أي حال لابد من جهد إعلامي وتعليمي تنويري لاجتثاث مكامن السلبيات من الشخصية المصرية ومنها ثقافة معلهش. مختار شعيب