في واحدة من الحفلات التي تمتليء فيها صالة دار الأوبرا المصرية عن آخرها.. هو الحفل الذي يقدمه أوركسترا القاهرة السيمفوني والذي يقوده المايسترو المصري العالمي عادل شلبي الأستاذ في كونسرفتوار ميونيخبألمانيا. والذي استشعر أنه قطع علي نفسه عهدا بألا يتخلي عن جمهور مصر ليطل عليه كل عام مع مجموعة من تلاميذه في قسم الإيقاع يحضرون معه لتقديم حفله السنوي والذي أطمع في ألا يكون سنويا في المرحلة المقبلة. أعرف هذا المايسترو منذ كان طالبا في كونسرفتوار القاهرة ليتخرج فيه قبل سفره إلي ألمانيا ليصل لواحد من كبار أساتذة كونسرفتوار ميونيخ. أعرف عنه ليس حبه للموسيقي فهذا أمر طبيعي لمن يلتحق بمعهد فني ولكن حبه ورغبته وعدم تخليه بالمرة عن منتهي الصلابة والدقة في عمله بما يتفوق من وجهة نظري حتي علي القادة الذين يأتون إلينا من أوروبا. بروفاته بمثابة دروس للعازفين يعملون لها ألف حساب. قدم عملا لبيزيه كارمن وآخر للموسيقار المعاصر الذي توفي منذ سنوات قليلة وهو كارل أورف وهو كارمينا بورانا وكان معه ضمن العازفين ايناس عبد الدايم مدير الأوركسترا وعازفة الفلوت وأيضا المغنية السوبرانو داليا فاروق وهي مغنية صاعدة مع التينور الشهير صبحي بدير والبارينوت توماسي شتيجل. التحية هنا موجهة لدار الأوبرا المصرية التي تستقبل أبناء بلدها بكل التقدير وللمايسترو عاشق بلده عادل شلبي الذي لا يحرم نفسه أولا من الإحساس بنجاحه إلا في بلده مصر, وهذا حسب ما رأيته ولمسته لا يخص الفنان فقط بل يخص كل مصري حقق نجاحا في الخارج.