اعتاد الناس الإكثار من تناول اللحوم الحمراء خلال أيام عيد الأضحي المبارك بل ويتفنن بعضهم في إدخالها في الأغذية المختلفة التي ربما يتم تناولها مع نفس الوجبة مثل الفتة والأرز بالخلطة وفطائر الرقاق والمكرونة بالباشاميل. بل يزيد البعض في تناول هذه الأطعمة في جميع وجبات اليوم, وبالطبع يكون هذا علي حساب كمية الخضراوات التي يتم تناولها, مما يؤدي الي عدم توازن الوجبات وبالتالي التسبب في أضرار صحية أقلها حدوث زيادة في الوزن. وهناك من يحبون تناول الأعضاء الحيوانية بعد طهوها بطرق مختلفة. حول هذه العادات الغذائية يوضح الدكتور عبدالهادي عباس استشاري التغذية أن اللحوم الحمراء( الغنم والبقر) تزود الجسم بأهم الأحماض الأمينية والفيتامينات مثل( أ) و( د) و( ب) المركب, والأملاح المعدنية مثل الحديد والنحاس والزنك والسلينيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور مما يساعد علي تقوية الجهاز المناعي والعظام, بالاضافة الي أنها تمد الجسم بطاقة حرارية أكبر من التي يعطيها نفس الوزن من اللحوم البيضاء( الأسماك والأرانب والدواجن) كما أنها أكثر غني بالحديد, إلا أن اللحوم البيضاء أسرع هضما وأكثر ملاءمة للمرضي ومن هم في دور النقاهة. ويحذر من أضرار الافراط في تناول اللحوم الحمراء لاحتوائها علي كمية كبيرة من الدهون الضارة قد تؤدي عند البعض الي ارتفاع نسبة دهون الدم مع إرهاق للكبد وتراكم الدهون عليه. كما أن زيادة كمية البروتينات تعتبر عبئا زائدا علي الكلي مما يقلل من وظيفتها للتخلص من السموم الناتجة عن تحلل البروتين وأهمها حمض اليوريك الذي تزيد نسبته في الدم مما يتسبب في مرض النقرس. هذا بالاضافة الي خطورة ارتفاع نسبة دهون الدم علي شرايين المخ والشرايين التاجية للقلب فيما يعرف بمرض تصلب الشرايين. ويقدم د. عبد الهادي عباس بعض النصائح الغذائية ومنها: يجب أن تكون طريقة الذبح وتقطيع الأضاحي بشكل صحي وبعيد عن التلوث. يفضل التخلص من الدهون الظاهرة الموجودة في اللحم قبل حفظه بالتجميد أو إعداده للطهي, وذلك بمنع امتصاص اللحم لهذه الدهون في أثناء الطهو. يجب تناول وجبات متكاملة ومتوازنة تكون نسبة اللحوم فيها صغيرة بالنسبة للخضراوات والنشويات, بحيث لا يتعدي مجموع اللحوم الحمراء التي يتم تناولها علي مدي اليوم100 جرام للانسان البالغ المتمتع بالصحة, مع التركيز علي الخضراوات الورقية لأنها تحتوي علي ألياف تقلل من الأثر السلبي للحوم علي الصحة, كما أن تناول النشويات يساعد علي استفادة الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامها لانتاج الطاقة التي يجب صحيا الحصول عليها من النشويات. أفضل طريقة لطهي اللحوم هي السلق علي بخار الماء المغلي لإذابة الخلايا الدهنية غير المرئية والتي تتخلل اللحم الأحمر, حيث يساعد البخار الساخن علي سقوط هذه الخلايا في الماء مع الاحتفاظ بليونة اللحم وكامل قيمته الغذائية. عند سلق اللحم للحصول علي الشوربة, يفضل وضع وعاء الشوربة بعد أن يبرد داخل الثلاجة والانتظار حتي تتجمد الدهون علي السطح, حيث إنها أخف من المياه, ثم تتم إزالة الطبقة الدهنية قبل إعادة تسخين الشوربة وتناولها أو استخدامها مع الأرز أو الفتة أو الفطائر. عند شي اللحم, يفضل استخدام الأسياخ, حيث إنها تساعد علي تقليل امتصاص اللحم للدهن الخاص به. كذلك يجب ألا يصل لون اللحم الي درجة عالية من القتامة, كما يجب عدم تناول الأجزاء السوداء المحترقة لأنها ضارة جدا للجسم. يفضل الابتعاد تماما عن قلي أو تحمير اللحوم الحمراء, حيث إنها أصلا مشبعة بالدهون. يفضل عدم تناول اللحوم في أكثر من وجبة يوميا, كما لا يجب الاعتماد علي اللحوم الحمراء خلال جميع أيام العيد بل يمكن استبدالها بلحوم الأسماك أو الطيور لتقليل المحتوي الدهني لوجبات العيد. يفضل تناول الفجل مع وجبات العيد ذات المحتوي العالي من اللحوم والنشويات, حيث إنه غني بمواد مضادة للمركبات الضارة التي تتكون في اللحوم المشوية أو المحمرة, وكذلك يساعد علي هضم النشويات, كما يفضل إضافة كمية كبيرة من البقدونس والبصل والليمون مع وجبات اللحوم لأنها تساعد علي التقليل من حمض اليوريك. يفضل عدم تناول المياه الغازية في أثناء أو بعد تناول الوجبة مباشرة لأنها تتسبب في عسر الهضم واضطرابات المعدة.
