ظهور قوي في دوائر مدينة نصر والعباسية والوايلي.. سيطرة تاريخية علي دوائر الساحل وروض الفرج.. يحلمون بمقاعد الظاهر ومصر القديمة وحدائق القبة.. ويتكتلون ضد الهابطين بالبراشوت في إمبابة. يبدو أن إنتخابات مجلس الشعب المقبلة لن تغير المشهد السياسي فحسب في مصر ولكنها أيضا ستغير من جغرافية مصر بحيث لن يصبح الصعيد هو ذاك الإقليم في جنوب مصر بدءا من الجيزة وانتهاء بأسوان بل سيمتد ليشمل مصر بكافة مدنها وأحيائها ومناطقها. والمتابع للمشهد الإنتخابي والمنافسة المشتعلة في دوائر القاهرة سيخيل له أنه انتقل إلي قلب الصعيد في قناوسوهاجوأسيوط حيث أصبح الصعايدة هم الفئة الغالبة علي أسماء المرشحين في تلك الدوائر بعد أن أصبحت تجمعات وتكتلات العائلات الصعيدية هي الورقة الرابحة لحسم الإنتخابات وفوز المرشحين في معظم أحياء ومناطق القاهرة الكبري. ففي دائرة حلوان والتي تعد الدائرة الأكثر اشتعالا في إنتخابات برلمان2010 حيث جعل التقسيم الجديد للدوائر الإنتخابية النائب الصعيدي مصطفي بكري والدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي في المواجهة بعد أن كان كل منهما في دائرة, أصبح الصعايدة هم الورقة الرابحة في حسم الصراع بين الطرفين. وبينما يخوض مصطفي بكري إبن قنا تلك المواجهة الشرسة معتمدا علي شعبيته بين أبناء الدائرة من أهالي الصعيد المتواجدين بكثافة في المعصرة وحدائق حلوان وعين حلوان, نجد الوزير سيد مشعل ورغم إعتماده بشكل أساسي علي أصوات عمال مصانع الإنتاج الحربي بحلوان والذين يبلغ عددهم17 ألف ناخب لم يغفل ثقل الصعايدة وقوة تكتلاتهم في حسم الصراع فبدأ يغازلهم ويتوجه إليهم في محاولة منه لكسب تأييدهم أو علي الأقل تفتيت تكتلهم وراء بكري بما يساعده في حسم النتيجة لصالحه. ولا يختلف الأمر كثيرا في دائرة المعادي وطرة عن دائرة حلوان حيث يبدو الموقف فيها ملتهبا والصراع كبيرا علي جذب تكتلات الصعايدة فيها خاصة علي مقعد العمال في ظل الصراع الصعيدي- الصعيدي بين صبحي مسلم أحد أبناء الصعيد الكبار الذي يخوض الإنتخابات معتمدا علي تاريخه النقابي والعائلات الكبري في مواجهة إبن سوهاج النائب الحالي حسين مجاور رئيس إتحاد عمال مصر. ورغم ما يبدو من هدوء نسبي في الوضع بدائرة دار السلام والبساتين, والتي تعد دائرة حديثة نتجت بعد التقسيمات الإدارية الأخيرة لمحافظتي حلوان والقاهرة لتصبح دائرة منفصلة بعد أن كانت ضمن دائرة المعادي, إلا أن التواجد الصعيدي بالمنطقة فرض نفسه إلي الدرجة التي فكر معها النائب عمر هريدي الترشح في تلك الدائرة علي مقعد الفئات عوضا عن دائرته الأصلية البداري بأسيوط إعتمادا علي أصوات الصعايدة بدار السلام والبساتين قبل أن يتراجع عن الفكرة والترشح في دائرة دار السلام نتيجة قوة المرشح المنافس رجل الأعمال أكمل قرطام كما ردد البعض. وعلي مقعد العمال بنفس الدائرة يبرز الصعايدة أيضا كورقة رابحة سواء مرشحين أو ناخبين حيث يعتمد حشمت أبو حجر عضو مجلس محلي المحافظة والمنحدر من أصول سوهاجية علي أصوات الصعايدة في مواجهة علاء حافظ غالي, نجل آخر نائب بساتيني في الدائرة, وهو محمد حافظ غالي والذي شغل المقعد منذ عام1990 وحتي عام.2000 وفي دائرة مصر القديمة التي بدأ توافد الصعايدة عليها منذ زمن بعيد للعمل بالتجارة بسوقها الأشهر سوق أثر النبي في النصف الأول من القرن الماضي تسيطر العائلات الصعيدية علي مقاعد البرلمان بها حيث يصبح الصراع فيها صراعا عائليا تحسمه روابط أبناء الصعيد من أبناء محافظات قناوسوهاجوأسيوط. وتشهد تلك الدائرة حاليا تنافسا صعيديا مشتعلا بين إبن سوهاج رئيس نقابة عمال النجارة محمد وهب الله, والحاج رشاد القبيصي عضو المجلس المحلي المنتمي لمحافظة سوهاج أيضا والحاج معتمد شحاتة رجل الأعمال وهو أسيوطي الأصل. وتكاد الصورة في دائرة الأزبكية والظاهر أن تقتصر علي المرشحين الصعايدة الذين يتصدرون المشهد إعتمادا علي نفوذهم العائلي ومن أبرزهم الأسواني الأصل عبدالإله عبدالحميد عضو مجلس الشوري الأسبق الذي فقد مقعده في الإنتخابات الماضية وكذلك السوهاجي خالد مصطفي عضو المجلس المحلي بالعاصمة بالإضافة إلي عضو مجلس الشعب الحالي عن الدائرة خالد الأسيوطي. وتزداد المعركة الإنتخابية سخونة في حدائق القبة والتي تزيد فيها نسبة الأصوات الصعيدية علي60 بالمائة من أجمالي أصوات الدائرة بسبب الهجرات الصعيدية التي اتخذت من المنطقة مستقرا لها منذ أمد بعيد, لتصبح المنافسة علي مقاعد تلك الدائرة صعيدية خالصة بين النائب الحالي محمد الحسيني إبن قرية شطورة بمحافظة سوهاج ومعه إبن بلدته الدكتور آدم محمد آدم إستشاري الأنف والأذن والحنجرة والذي كان مرشحا للحزب الوطني عام2000 ولكن لم يحالفه الحظ بالإضافة إلي الحاج محمد محمود مسلم الملقب بعمدة المجلس المحلي وهو إبن قرية الشيخ زين الدين بسوهاج, ومعه إبن المنيا عضو المجلس المحلي السابق لمحافظة القاهرة محسن عبدالوهاب وكذلك النائب السابق عن الدائرة حشمت سيد فهمي المنتمي إلي محافظة أسيوط. وتبقي دائرتا الساحل وروض الفرج من الدوائر التي واصل الصعايدة تمثيلها نيابيا لفترات طويلة نتيجة التواجد المكثف للصعايدة العاملين بالتجارة بها, فيظل النائب الحالي سيد رستم إبن محافظة أسيوط أقدم أعضاء مجلس الشعب علي الإطلاق حيث جلس علي مقعد البرلمان نائبا لدائرة الساحل لأكثر من30 عاما. وكذلك الحال في دائرة روض الفرج والتي يبرز فيها النائب الحالي الصعيدي عبدالرحمن راضي حيث جري العرف فيها أن تعلن نتيجة الانتخابات حتي قبل إجرائها باتفاق الصعايدة فيما بينهم لتحديد النائب الذي يمثلهم باعتبارهم الأغلبية في تلك الدائرة. ورغم عدم تواجد الصعايدة في الماضي في بعض الدوائر مثل دوائر العباسية والوايلي ومدينة نصر والهرم إلا أن التركيبة السكانية فيها مؤخرا بدأت في الإختلاف ليشكل الصعايدة مراكز قوي فيها, فبرزت أسماء مدحت مأمون أحد أبناء سوهاج ووليد الموريجي عضو المجلس الشعبي المحلي بحي الوايلي, فيما تقدم كل من عصام محمد مختار إبن قنا ومعه ذهني الهلالي من سوهاج والحاج محمود فرغلي وعبدالعظيم النعمان من أسيوط للتنافس علي مقاعد دائرة مدينة نصر. وقد جاء إنضمام منطقة العمرانية إلي دائرة الهرم في التقسيم الجديد للدوائر الإنتخابية بمحافظة الجيزة ليضع الصعايدة في الكفة الأخري من الميزان في الصراع الإنتخابي بالهرم أمام تكتل عائلات الهرم العريقة والمستوطنة بمنطقة نزلة السمان, حيث تبرز قائمة صعايدة العمرانية ويتصدرهم رجل الأعمال أحمد حبيب ورجل الأعمال علي غنيم الصعيدي والمستشار مصطفي محمود وأفراد من عائلة البطران ذات الأصول الصعيدية في مقابل مرشحي عائلتي خطاب والجابري الذين يمثلون تكتل عائلات نزلة السمان وعلي رأسهم رجل الأعمال مجدي أبوطالب خطاب وعبدالله رحومة خطاب وعبدالناصر الجابري. وفي إمبابة أكبر معاقل الصعايدة في القاهرة الكبري علي الإطلاق حيث عزبة الصعايدة الي يزيد عدد سكانها علي ال60 ألف نسمة بالإضافة إلي تجمعات أخري متفرقة بنواحي إمبابة يبرز تكتل الصعايدة خلف مرشحيهم علي مقعد الفئات في مواجهة رجل الأعمال رئيس نادي الترسانة حسن فريد باعتباره كما يقولون مرشحا غريبا نزل علي الدائرة بالباراشوت.