المعركة الانتخابية.. منافسة أم غزوة? مشجع زملكاوي: مشاكل الزمالك بسبب الحرية والأهلي يدار بالكرباج توجه الناخبون المصريون لصناديق الاقتراع أمس.. لاختيار نواب مجلس الشعب القادم.. في أعنف معركة انتخابية شهدها البرلمان المصري علي مدي تاريخه.. البرلمان الجديد سيكون أكبر برلمان في الحياة النيابية المصرية حيث يتم انتخاب 508 نواب من بينهم 64 سيدة طبقاً لكوتة المرأة. المعركة الانتخابية التي بدأت جولتها الأولي أمس.. ظهرت ساخنة للغاية في العديد من الدوائر التي شهدت أحداثاً مؤسفة.. واعتداءات ومصادمات واشتباكات.. وهو ما كان متوقعاً بسبب زيادة عدد المرشحين الذين بلغ عددهم 5040 مرشحاً.. وتأهب الإخوان أو الجماعة المحظورة لخوض المعركة الانتخابية علي أنها غزوة فيها حرب وقتال.. وليست مجرد معركة علي مقاعد البرلمان.. واصرار حزب الوفد علي الفوز بعدد كاف من المقاعد حتي يكون الوصيف للحزب الوطني الذي تؤكد المؤشرات أنه سيفوز بالأغلبية المريحة للحزب تحت قبة البرلمان. وما أضفي علي المعركة اشتعالاً أكثر هو أنها تأتي في ظل حراك سياسي واسع وساخن.. وقبل إجراء انتخابات الرئاسة العام القادم. حشد الحزب الوطني قواعده الشعبية في مختلف الدوائر الانتخابية للفوز بالأغلبية الساحقة.. وجهز نفسه وكوادره لخوض تلك المعركة علي خلفية قيام الجماعة المحظورة بتعبئة كل أعضائها وعناصرها لاستخدام جميع السبل بما فيها أشكال العنف والإجرام في محاولات مستميتة لكسب الأصوات وإرهاب كل من يعارضهم.. أو العمل علي إفساد الانتخابات في حال التأكد من فشلهم.. بإشاعة الفوضي والشغب.. وزغزغة الأمن. فالإخوان.. إما أن يحققوا انتصاراً.. أو يبثوا الرعب والفوضي لإفساد العملية الانتخابية.. والإدعاء بأن الحكومة قد قامت بتزوير الانتخابات لصالح مرشحي الحزب الوطني.. وما رأيته صباح أمس أمام بعض اللجان الانتخابية يشير لنوايا المحظورة السيئة.. واستخدامها لعناصر تتعمد استفزاز الناخبين والمرشحين المنافسين. ليس بالكلام أو اللهجة الخشنة الفظة فحسب.. وإنما بمناوشات استفزازية تؤدي لمصادمات واشتباكات والادعاء بمنع مندوبيهم ووكلاء مرشحي الإخوان من دخول اللجان الانتخابية وطرد بعضهم بدعوي إنهم لا يحملون توكيلات. محاولة كسب تعاطف الناس بإشاعة أن الأمن قد ألقي القبض علي أقارب وأنصار مرشحي المحظورة. الشائعات حول تزوير الانتخابات.. أطلقتها المحظورة في كل مكان رغم أن اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار السيد عمر أكدت مراراً علي إدارة الانتخابات بشفافية ونزاهة.. وتواجد ممثلي وسائل الإعلام المصرية والمراسلين الأجانب وجمعيات المجتمع المدني الذين يقومون بالتغطية والمتابعة للانتخابات في مختلف الدوائر.. كما أن مندوبي صحف المعارضة انتشروا في كل أرجاء البلد لتغطية ومتابعة كل الوقائع والأحداث الصغيرة والكبيرة ورصد أية مخالفات. أدرك الإخوان أن المهندس سامح فهمي يحظي بشعبية كبيرة في مدينة نصر ومصر الجديدة.. وأن مواجهته تعد صعبة للغاية.. لم يجدوا أمامهم سوي إعداد (كمين) له يوم الانتخابات.. علي أن يتم إعداد الكمين في مدينة نصر وليس مصر الجديدة.. لتواجد كوادر إخوانية فاعلة من الرجال والسيدات تستطيع أن تحكم السيطرة علي اللجان بمدينة نصر. وبالفعل حشد الإخوان مجموعات من العناصر الرجالي والحريمي للانتشار أمام اللجان بصورة مكثفة لمواجهة أنصار سامح فهمي منذ الصباح الباكر.. وبث الفزع والرعب.. وإشاعة أن الفوز لمرشح الإخوان.. وكان اللافت للأنظار هو العدد الضخم للسيدات المحجبات والمنتقبات أمام بعض اللجان خاصة مدرسة عباس العقاد في محاولة لإثبات أن الغلبة لمرشحة الإخوان وليس لسامح فهمي. لم يتخيل المرء أن هذا العدد الضخم من النساء المحجبات والمنتقبات سيحتشد بهذه السرعة أمام اللجان.. حتي تخيل المرء أن هذا العدد ربما يكون قد جاء من مناطق أخري.. وتم تجييشه في مدينة نصر. قامت بعض المحجبات باستغلال لافتات مرشحين آخرين.. بشطب اسمائهم وصورهم.. وكتابة اسم مرشحتهم وتعليق صورتها. ولكن أنصار سامح فهمي.. كثر.. انتشروا بسرعة فائقة في الدوائر.. وكلهم يحملون بطاقات انتخابية وانقلبت الموازين عندما ظهرت الكتائب البشرية التابعة لسامح فهمي وزير البترول.. ووضح جلياً بعد ساعات معدودة أن فهمي سيحسم المعركة لصالحه.. رغم الكمائن التي أعدتها الجماعة المحظورة وظهر بعض الشباب الذي ربما لا يعرف سامح فهمي.. ولكنه يرفض عدوان المحظورة وألاعيبها.. وقام بمناصرة فهمي. وما فعلته المحظورة في مدينة نصر كررته في دوائر أخري.. رغم اختلافات طفيفة في السيناريو.. ولكن الشائعات وإرهاب الآخرين كانا القاسم المشترك في كل سيناريو.. لأن الهدف ليس فقط الفوز بمقاعد داخل مجلس الشعب.. وإنما تعمد إثارة الشغب.. وبث الفوضي ومحاولة تهديد الأمن.. فقد خاض الإخوان الانتخابات باعتبارها غزوة فيها الحرب والدماء.. لأنها من وجهة نظرهم تكليف شرعي يتطلب استعراض القوة.. فلم يعد غريباً أن يستخدموا العنف مدججين بالأسلحة والجنازير.. ولكن في المقابل ظهرت كوادر شبابية تنحاز لوحدة الوطن وترفض عنف المحظورة.. وتاريخها الأسود. أكدت مؤشرات الأمس أن الحزب الوطني سيفوز بالأغلبية ولكن ستكون هناك جولة إعادة في العديد من الدوائر خاصة بين مرشحي الوطني والوطني. المعركة الانتخابية التي يعتبرها الإخوان غزوة فيها حرب وقتال.. هي في الحقيقة منافسة تهدف لاختيار أفضل المرشحين لتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان.. والتعبير عن آلامه.. وأوجاعه.. ومشاكله.. وطموحاته.. والقيام بالواجب والمهام التشريعية والرقابية. بعث لي المشجع الزملكاوي صلاح نجم رسالة يبدي فيها اعتراضه علي مقال نشرته حول اهتزاز القلعة الحمراء الذي قلت فيه إنه عندما يهتز الزمالك أو القلعة البيضاء فإن هذا الأمر طبيعي لأن الزمالك اعتاد علي ذلك.. أما عندما تهتز القلعة الحمراء.. فإن الاهتزاز يعد حدثاً غريباً علي جماهيره. قال المشجع الزملكاوي صلاح نجم إن اهتزاز الزمالك بسبب مشاكله أمر طبيعي لأن الزمالك ناد ديمقراطي يمارس أعضاؤه الحرية ويتحدثون بلا خوف.. أما النادي الأهلي فقد اعتاد علي الكرباج.. ويدار النادي وتفرض السيطرة علي اللاعبين باسلوب ديكتاتوري وهذا النهج كرسه المرحوم صالح سليم رئيس النادي السابق رحمة الله عليه.. وهو ما يدفع ثمنه النادي حالياً.