فنانة من زمن الحب.. تنتمي لزمن الفن الجميل ومازالت مستمرة في عطائها الفني بتميز واقتدار.. تطل علينا علي الشاشة فنشعر بالدفء, خصوصا أنها تشعرنا دوما أنها واحدة منا تشبهنا في الملامح ومعها عشنا في رمضان الماضي مع فوزية أو ماما في القسم, إنها الفنانة الكبيرة سميرة أحمد صاحبة التاريخ الكبير والمتنوع سواء في السينما أو التليفزيون, حيث قدمت طوال مشوارها العديد من الاعمال التي صارت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية ومنها قنديل أم هاشم, الخرساء والشيماء وعالم عيال عيال, الفنانة الكبيرة في حوارها مع فنون الاهرام تكشف الكثير من الأسرار حول أعمالها, و تقدمها للترشح في مجلس الشعب وتستعيد بعضا من ذكريات الماضي الجميلة... هل توقعت كل هذا النجاح لمسلسل ماما في القسم؟ نعم حيث توقعت أن يعجب الناس وأن يضحكهم رغم أننا لم نتعمد تقديم الكوميديا في حد ذاتها ولم نسع لإضحاك الجمهور, ولكن كانت هناك الكثير من المشاهد التي قابلها المشاهدون بالابتسامة مثل طريقة معاملتي للفنان محمود ياسين, وبعض هذه المشاهد تطلب الأمر إعادتها أكثر من مرة لأنني كنت أضحك بشدة أثناء تصويرها, كما أنني أؤكد أن نجاح المسلسل هو نجاح لكل فريق العمل وليس لي وحدي, كما أن الحب كان واضحا في تعاملنا مع بعضنا البعض, وهذا الحب لابد أن يوصلك للنجاح ومن ثم فقد وصل العمل للناس. وماذا عن مسلسلك الجديد ماما في البرلمان؟ مصدر الفكرة هي ابنتي جليلة وقد جاءتها هذه الفكرة بعد نجاح ماما في القسم وقالت لي هي وأصدقاؤها أنه يجب أن أقدم ماما في البرلمان, وقد جذبني الاسم بشدة وشجعني علي ذلك المهندس أسامة الشيخ, وسيكتب هذا المسلسل الأستاذ يوسف معاطي, أما بالنسبة لفريق العمل فهو تقريبا نفس فريق ماما في القسم ولكن مع إضافة شخصيات جديدة. ولكن هل تنوين بالفعل الترشح في البرلمان؟ ولماذ الآن تحديدا؟ وعن أي دائرة؟ هذه الفكرة كانت تروادني بالفعل منذ فترة طويلة, وما شجعني علي تحويلها إلي واقع هو مقابلتي مع الأستاذ مجدي الجلاد في رمضان الماضي في برنامجه اثنين في اثنين, وعندما سألني إذا كان هناك تغيير وزاري فما هي الوزارة التي أحب أن أتولاها؟ فقلت له أنني لا أريد أن أكون وزيرة حتي لا يغضب مني أحد, ولكن يمكنني أن أكون نائبة في البرلمان, فأكد لي أنني سأنجح وأنه سيقف بجواري. وسأترشح عن دائرة الدرب الأحمر, فقد عشت فيها فترة طفولتي بعد أن أتيت مع أهلي من سوهاج, ولي في هذه المنطقة ذكريات جميلة. ولكن كيف ستستعدين لهذه المعركة الشرسة؟ يوجد معي في نفس الدائرة النائب علاء عبد المنعم هو فئات وأنا عمال, وقد شجعني كثيرا علي الترشح وتجول معي منذ فترة في الدائرة وحضرنا سويا عقد قران لابنة تاجر كبير بالمنطقة وسعدت جدا باستقبال الناس الحافل لي, ولكني اندهشت كثيرا مما قرأته مؤخرا من أنه انسحب من الترشح دون سبب. هل صحيح أنك ستستعينين بالمطرب الشعبي عبد الباسط حمودة في حملتك الانتخابية؟ نعم فقد عملت مع عبد الباسط حمودة في مسلسلي الأخير وهو أصلا كان يسكن في الدرب الأحمر, وللعلم فصوته من أجمل الأصوات, وعندما علم بأني مرشحة في البرلمان شجعني أيضا, وهو ينوي أن يعد لي أغنية لدعمي في الانتخابات وأن يطوف معي في شوارع الدائرة. ما الذي يمكن أن تقدميه كنائبة في البرلمان؟ تشغلني كثيرا مشاكل المعوقين والفقراء وكبار السن وكذلك قضايا المرأة, وأنا بحاجة أيضا في الفترة المقبلة لكي أنزل الشارع وأتحدث مع أهل الدائرة وأري مشاكلهم وأعايشها عن قرب. وبشكل عام فهي تجربة سأخوضها حتي النهاية وسأبذل قصاري جهدي فيها. سمعنا أن هناك معوقات واجهتك أثناء استخراج البطاقة الانتخابية فما حقيقة الأمر؟ لا توجد معوقات, ولكن كل ما في الأمر أن بطاقتي الانتخابية فقدت, فتقدمت للمحكمة الإدارية العليا لكي أستخرج بدل فاقد وهذا حق دستوري لي, وهناك قضية مرفوعة في هذا الشأن وسيتم البت فيها قريبا, ولكن بعض الصحف بالغت في الموضوع وقالت إنني سأقاضي وزير الداخلية وهذا ليس صحيحا. ما رأيك في معالجة الدراما لقضايا المرأة؟ هناك دراما تعالج قضايا المرأة بشكل جيد والعكس صحيح والمعيار هنا هو مدي تعبير هذه الدراما عن الواقع, وإذا تحدثت عن نفسي فقد اتهمت بأنني أقدم أدوارا مثالية في أعمالي, وحتي إذا صح ذلك فقد قدمت الأم كما يجب أن تكون, وسعيدة جدا بأن الكثيرين أطلقوا علي ممثلة الأسرة لأن أعمالي يمكن أن يشاهدها أي فرد في الأسرة دون خجل فلا توجد في أعمالي ألفاظ خارجة أو تصرف مبتذل. ماذا فعلت إذن للخروج من عباءة السيدة المثالية التي قدمتيها في عدة أدوار؟ ببساطة غيرت جلدي بمسلسل ماما في القسم وأعجب الجمهور رغم أني كنت متخوفة أن أخرج من الأدوار المثالية ولكن المؤلف المتميز يوسف معاطي أقنعني بذلك, وبالفعل قدمت نموذجا جديدا ناقشت من خلاله أشياء كثيرة وأرسلت كذلك رسائل عديدة من خلال المسلسل وسعيدة أنها وصلت للناس. لماذا أنت بعيدة عن السينما؟ السينما الآن تعاني من أزمات كثيرة, ولكنها في النهاية سينما الشباب, ولكن لا مانع لدي من العودة للسينما لو وجدت سيناريو جيدا ومناسبا لي, صحيح أن التليفزيون أدخلني البيوت المصرية وجعل كل الأسر تشاهدني في وقت واحد ولكن السينما بالنسبة لي هي بيتي. ماذا عن تجربتك في الإنتاج السينمائي ولماذا لا تكررينها ؟ هناك العديد من المشاكل بالنسبة لمسألة الإنتاج السينمائي مثل احتكار بعض الموزعين لدور العرض, وكذلك بعض المشكلات الأخري التي تجعلني لا أفكر حاليا في العودة للإنتاج السينمائي رغم أن سبق وأنتجت عدة أفلام تعد علامات في تاريخ السينما المصرية مثل البرئ وامرأة مطلقة والبحث عن سيد مرزق وعالم عيال عيال. مشوارك الفني مليء بالعديد من العلامات البارزة.. فهل هناك دور أو شخصية ما تتمنين تقديمها؟ لا أستطيع أن أقول أن هناك دورا معينا أريد تقديمه, فقد قمت بكل الأدوار والشخصيات تقريبا وبعضها أصبح علامات لا تنسي مثل شخصية الشيماء, والأدوار التاريخية بالذات إما أن تقدم بشكل متميز أو لا تقدم. ولكن من الممكن أن تعرض علي شخصية جديدة أنجذب لها مثل ماما في القسم أو ماما في البرلمان. لماذا ينظر للأعمال القديمة علي أنها تنتمي لزمن الفن الجميل؟ وهل لم يعد الجيل الحالي قادرا بالفعل علي تقديم فن جميل؟ لأن هناك أشياء كثيرة كانت موجودة في هذا الزمن ونفتقدها الآن مثل التزام الفنان بمواعيده وعلاقة الفنانين ببعضهم, بالإضافة إلي أنك حينما تشاهد الأعمال القديمة تشعر أن لها نكهة خاصة لا يمكن تعويضها, وعلي سبيل المثال انظر إلي الاستعراضات في الأفلام القديمة ومدي روعتها, انظر كذلك إلي أداء فنانات مثل ليلي مراد ونعيمة عاكف وشادية ستجد فرقا واختلافا كبيرا, ولكن رغم كل ذلك فإن الجيل الحالي قدم أعمالا متميزة وهناك أفلام تستحق أن تشاهد مثل فيلم سهر الليالي وغيرها. حدثينا عن بعض ذكرياتك من زمن الفن الجميل التي نفتقدها هذه الأيام. لا أنسي علاقتي بزملائي في الزمن الجميل, فأذكر مثلا أنه عند عرض فيلمي الخرساء حضر معي العرض الأول في سينما ديانا الموسيقار محمد عبد الوهاب وكنا نلقي بصورنا للجمهور الذي استقبلنا استقبالا رائعا, كما سعدت كثيرا بالتمثيل مع الفنان فريد الأطرش وأعتبر ذلك علامة مميزة في مشواري الفني. وسأذكر أيضا أحد المواقف الطريفة فبعدما مثلت مع عبد الحليم حافظ في أفلامه كان دائما يطلبني لكي أقدمه في حفلاته, وبالفعل ذهبت معه وحضرت حفلة في سينما ريفولي وقمت بتقديمه وسط حفاوة بالغة من الجمهور, وفجأة إذا بنبلة تضرب وتأتي في رقبتي لتسبب لي ألما شديدا, وغالبا فقد قذفت بها إحدي الفتيات التي غارت مني فقد كانت الفتيات في هذا الوقت متيمين للغاية بعبد الحليم.