أقول لنواب الشعب من المعارضة والمستقلين في مجلسي الشعب والشوري, وأقول للأغلبية من الحزب الوطني ان الدورة الخامسة والاخيرة لمجلس الشعب الحالي في الفصل التشريعي التاسع, لاتتسع لأي نوع من إهدار الوقت في مناقشات بيزنطية لا طائل منها. وأقول للدكتور فتحي سرور والسيد صفوت الشريف ان المجتمع سيحاسبهما إذا لم يتم ضبط ايقاع العمل البرلماني لتحقيق الديمقراطية والاستماع للرأي والرأي الآخر واتخاذ القرار المناسب الذي تقره الاغلبية. واقول ان امام المجلسين الكثير من الانجازات التي اقرها الحزب الوطني الديمقراطي في مؤتمره السادس والأخير, وفيما طالب به الرئيس مبارك من تكليفات لانهاء معاناة الشعب وتحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي المأمول. فلقد أكد الرئيس مبارك في ختام المؤتمر السنوي الناجح للحزب الوطني وفي اجتماعه بالهيئة البرلمانية للحزب ضرورة توسيع قاعدة العدل الاجتماعي والنهوض بالخدمات الجماهيرية والاستمرار علي طريق الاصلاح وطالب الحكومة بسرعة الانتهاء من قوانين المعاشات والتأمين الصحي ومساندة الفلاح وحل مشاكله وتخفيف معاناته وطالب باعتماد اضافي قدره عشرة مليارات جنيه للريف والصرف الصحي ومياه الشرب, ودعا الجميع لتكثيف الاتصالات مع البسطاء والاعداد الجيد للانتخابات التشريعية المقبلة التي نخوضها بانجازات تحققت وبرنامج طموح يستكملها ويضيف اليها انجازات جديدة. ولا شك اننا نجتاز مرحلة حاسمة بين ما حققناه وما اتطلع اليه وامامنا الكثير من العمل لمواجهة تحدياتها, ويجب ان نمضي في الحزب الوطني مع باقي الاحزاب وابناء الوطن نحو الغد الافضل للمجتمع المصري صفا واحدا علي قلب رجل واحد وحول رئيس واحد, ونواصل تحركنا لتحقيق الاستقرار في المنطقة خاصة في العراق ومنطقة الخليج واليمن ولبنان والسودان والصومال وتدعيم العلاقات مع منطقة البحيرات العظمي ودول منابع النيل لتحقيق مصالحنا, واعتبارات الحفاظ علي أمن مصر القومي, والقضية الفلسطينية وقضية السلام شاغلنا الشاغل في تحرك سياستنا الخارجية, وسيظل غياب السلام خطرا لايشغلنا عنه خطر آخر. ولقداكد الرئيس مبارك أننا لن نفقد الامل في السلام وسنظل علي استعداد لدعم كل جهد صادق ينهي احتلال الاراضي العربية ويعيد الحقوق لأصحابها ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأي متابع لأعمال مؤتمر الحزب الوطني يري أنه نجح بكل المعايير في طرح السياسات والرؤي الواضحة لجميع القضايا التي تهم وتشغل المواطن وان شعاره من أجلك أنت قد تحقق لأن الحزب شخص المشاكل التي تهم المواطنين من كل شرائح المجتمع ووضع الرؤي والاهداف للحكومة لحل هذه المشكلات في اسرع وقت, وصحيح ان الحزب وحكومته لم يصلا الي مرحل الكمال ولكننا كما قال أمين عام الحزب الوطني السيد صفوت الشريف سنبذل أقصي جهد مع حكومة تجتهد ورئيس يتابع عن كثب ما يحدث. واكد صفوت الشريف ان الحزب الوطني ليس لديه خطوط حمراء يخفيها وانه لا يخضع للإبتزاز السياسي, ولم يعد منغلقا علي نفسه او متشرنقا في داخله بعد الواقع الجديد الذي اصبح فيه ويقوم علي الانفتاح علي كل القوي والآراء. والحزب وعلي رأسه زعيمه حسني مبارك يتبني سياسة الحرية ويريد في مصر حياة ديمقراطية وتعددية حقيقية, وانه ليس ذنب الحزب الوطني انه لا ديمقراطي دون منافسة حقيقية بين أحزاب شرعية. والحزب الوطني لديه الثقة التامة في نفسه وفي مستقبل هذا البلد الذي يعرف طريقه واستقراره ومصلحته. فطريق مصر بناء الدولة المدنية التي تقوم علي التعدادية الحزبية الشرعية, وعدم قيام أي احزاب علي مرجعيات دينية فالحزب الوطني مع حقوق الانسان والتنمية المستديمة والعدالة الاجتماعية, وآليته تعتمد علي الحقيقة وما تم انجازه وتحقيقه, والحزب لديه الثقة في نفسه لأنه يمارس الديمقراطية الداخلية في العمل الحزبي والتنظيمي الذي يتم بشكل مؤسس, وذلك بعد إعادة تشكيل الوحدات الحزبية المنتشرة في كل انحاء الجمهورية والتي تزيد علي سبعة آلاف وحدة جرت بها انتخابات غير مسبوقة وتحديث العضوية أعطي مؤشرا بأن الصورة الذهنية عن الحزب بعد فكره الجديد ومخاطبته الراقية للمجتمع وانجازاته قد تغير بشكل ايجابي, والحزب في عملية تجديد مستمر لأفكاره ودمائه ويعمل علي تصعيد الشباب للمواقع والمناصب القيادية, فالكل علي قلب رجل واحد ويعمل وفق نظام مؤسسي في حزب واحد خلف زعيمه, يشهد بناء وتطورا في افكاره وسياساته واختياراته من اجل صالح المواطنين وتحقيق تطلعاتهم وأمالهم خاصة في القضايا والمشكلات الجماهيرية الملحة التي لا تحتمل التأجيل او الانتظار وربطها بسياسات الحزب, وهو الأمر الذي اشار اليه الرئيس مبارك في خطابه أمام الحزب الذي كان خطابا سياسيا شاملا يعلي من قيمة الدستور والقانون ويؤكد ان مصر دولة مؤسسات لا دولة أفراد. وأكد ان الحزب له مواقف محددة بالنسبة لقضية الصحة, مشيرا إلي وعد الرئيس مبارك بشمول مظلة التأمين الصحي الكاملة للمواطنين غير القادرين علي تحمل نفقات وتكلفة العلاج, وقضية التعليم والمجانية التي لا مساس بها, والبطاقات التموينية وتطويرها حتي لا تتعرض الأسرة المصرية لارتفاع الاسعار المحلية والعالمية وتحقيق العدالة الناجزة السريعة من خلال تطوير ابنية المحاكم وميكنتها وتحديث الشهر العقاري وقطاع الخبراء وغيرها من القضايا المهمة. ولا شك ان القيادات الحزبية الشابة التي شاركت في المؤتمر تؤكد ان الحزب الوطني يتغير ويتطور ويتبدل وقد استشعرت هذه القيادات ان الحزب اصبح علي قلب رجل واحد ويعمل في اطار مؤسسي وليس به حرس قديم وحرس جديد, فهو حرس واحد لحزب واحد لوطن واحد يلتف حول زعيم واحد هو الرئيس مبارك. واعتقد ان نواب الشعب سيكونوا خلال هذه الدور الحاسمة اكثر حرصا علي تحقيق البرنامج الشامل والتام الذي اقره الحزب الوطني للتخفيف عن البسطاء والمهمشين ورفع المعاناة عن الفلاحين والحفاظ علي معدلات التنمية وتوسيع قاعدة العدالة الاجتماعية.