بعد أن عادت سيناء الي الوطن الأم( مصر) اتجهت الانظار لتنمية وتعمير هذا الجزء من الوطن والبدء في انطلاقة التنمية علي أرضها. في ظل خطط قومية شاملة وأسلوب علمي سليم وكانت المشكلة هي اتساع مساحة شبه جزيرة سيناء، والتي تبلغ حوالي60 ألف كيلومتر مربع لذلك فقد صدر قرار رقم84 لعام1979 بتقسيم شبه جزيرة سيناء الي محافظتي شمال سيناءوجنوبسيناء. ومع احتفالات اكتوبر هذه الأيام وفي ظل السلام تغير لون الحياة علي أرض جنوبسيناء وبدأ الاتجاه الفعلي لتنمية المحافظة منذ تولي الجانب المصري القيادة وتجلي هذا الدور بوضوح بعد أن تحرر آخر جزء من جنوبسيناء عام1982 باستثناء طابا التي عادت الي الوطن1989/3/19 أي أن التنمية بدأت الخطة الخمسية الأولي من82 وحتي87 ومن خلال تخطيط سليم بجهد وعطاء وحب كثيرين ممن عملوا علي أرضها الحبيبة للمساهمة بصورة فعالة في زيادة التقدم الحضري بها وتحويل علاقة السكان بها وبمواردها الطبيعية وامكانياتها الهائلة من سلبية لقوة دفع قوية علي ارضها التي لم تكن بها أية مشروعات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية فقد تمثلت الحياة فيما سبق علي ارض جنوبسيناء في بعض التجمعات السكانية بالمدن داخل منازل بدائية أو في الوديان حول مصادر المياه هذا بالاضافة لبعض التجمعات العمالية في مناطق اكتشاف البترول كمدن رأس سدر وأبورديس وأيضا مناطق استغلال الخامات بأبوزنيمة. أما مدن شرم الشيخ ودهب ونويبع فقد كانت نماذج مدن سياحية حافظ الجانب المصري علي مستواها السياحي والانتفاع به وزيادة عدد المنشآت الساحية بها والآن يشهد الزائر لمحافظة جنوبسيناء نهضة تنموية في مختلف المجالات تتجلي في مشروعات الاجتماعية البنية الاساسية والاسكان ومشروعات الزراعة والأمن الغذائي والمستشفيات والمدارس والمشروعات الاجتماعية والثقافية ومشروعات الصناعة والبترول بالاضافة الي التقدم الهائل في مجال السياحة علي امتداد خليج السويس والعقبة. ولقد تولي المسئولية نخبة من قادة العمل الوطني الذي تحملوا عبء تنمية المحافظة خلال السنوات السابقة وسلم كل منهم راية العمل مرفوعة ومستمرة لمن لحقه استكمالا لمسيرة العطاء وكان لابد للأهرام لما شهدته محافظة جنوبسيناء من تنمية وازدهار في كل هذه المجالات عمل هذا الحوار مع اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ جنوبسيناء خاصة مع مرور كل عام من ذكري حرب السادس من أكتوبر المجيد وتحقيق النصر علي الإسرائيليين وعودة أرض سيناء الحبيبة التي ينتصر لها الانسان المصري الآن في تحقيق معدلات النمو والتنمية والتقدم. في البداية يؤكد اللواء محمد شوشة محافظ جنوبسيناء أن المحافظة قد رفعت درجات الاستعداد لاعلي مستواها في ظل أعياد اكتوبر المجيد ومستعدة هذه الأياوم لاستقبال أفواج هائلة من السائحين من مختلف الدول حول العالم والزيادة الكبير لاعداد السائحين في المحافظة خلال أعياد اكتوبر تمثل انتصار تنموي جديد للمصريين, حيث من المنتظر أن تصل اعداد السائحين هذا العام علي مستوي مدن المحافظة الي اكثر من4.5 مليون سائح مشيرا الي ان هذا العدد يرتفع عن العام الماضي الذي سجل استقبال3.4 مليون سائح والغالبية العظمي تكون شرم الشيخ بحكم أنها مدينة تسجل أعلي معدل جذب سياحي ونسبة الاشغال فيها تصل الي82% في أوقات غير الموسم السياحي أي قبل يوم السياحة بينما هذه الأيام لكونها أوقات موسمية للسياحة وبعد يوم السياحة تزداد النسبة بدرجة كبيرة لتص أكثر من90%. 82 ألف غرفة وأوضح محافظ جنوب سيناد خلال حواره للاهرام عن حجم الاستثمارات في سيناء حيث يصل اجمالي الغرف السياحية في سيناء60 ألف غرفة وخلال العامين القادمين سوف يصل العدد الي82 الف غرفة مشيرا الي ان هناك دراسات تتم من خلال مكاتب استشارية لتقوم بعمل أبحاث وتطوير تقدمالنصائح والارشادات ومنها عدم اقامة أي منشآت سياحية في شرم الشيخ بسبب ضرورة وجود توازن بين العرض والطلب لعدم انخفاض الاسعار ومن ثم تتراجع الحصة الاقتصادية اللازمة للدخل السياحي من تلك المدينة. وقال اللواء محمد شوشة حول تحويل مثل هذه الدراسات علي مدن أخري في المحافظة أن كل مدينة لها طبيعتها المميزة إلا أنها لم تصل بعد الي مرحلة الطلب المستمر مثل مدينة شرم الشيخ ولكن استقبال المدن السياحية في المحافظة للسائحين لم تقتصر فقط علي شرم الشيخ وانما يوجد مدينة دهب والتي أضعها في مقدمة أولوياتي خلال الفترة المقبلة, فهي مدينة واعدة ولها مستقبل سياحي لا يقل بأي حال عن شرم الشيخ فيها وادي قنيا الذي يعد مستقبل السياحة القادم, وكذلك توجد منطقة( البلو هول) أكبر ثاني مكان في العالم للغطس كما توجد رياضات مثل كيت سيرف ووين سيرف لذا قمت باصدار قرار بتعيين رئيس مدينة لديه الامكانيات والمقدرة ليقوم بتنفيذ السياسة المراد تحقيقها في تلك المدينة مشيرا الي أنه يريد الوصول بمدينة دهب لتصبح منتجعا كبيرا يعادل مدينة شرم الشيخ. مطار لدهب وأكد أن دهب ينقصها شيء واحد وهوانشاء المطار ورغم صدور قرار جمهوري عام94 إلا أن الدراسات أكدت صعوبة وجود مطار لعدم صلاحية المكان, لأنه ضيق وكذلك مخر سيل أو مجري سيل ووسط المدينة, ولكن هذا يتم تعويضه من خلال مطار شرم الشيخ الذي يبعد عن دهب, بحوالي70 كيلومترا وهي مسافة ليست بالبعيدة وخلال ساعة واحدة واقل يكون السائح داخل دهب متمنيا أن أجد في المستقبل القريب نسبة الاشغال في دهب ونويبع وطابا من أعلي المعدلات متطرقا ايضا الي مدينة الطور قائلا انها تتميز بمقومات سياحية عالية جدا من حيث الموقع والاعتبارات الطبيعية والشاطئ ودرجة الاستمتاع والطقس, وعند ترتيب المدن يمكن القول بأن الاول مدينة الطور ثم دهب ثم شرم الشيخ. وحول ما يتعلق ببيع أراضي سيناء للأجانب وخاصة الإسرائيليين قال اللواء محمد شوشة إن هذا الموضوع انتهي تماما فهناك قرار لرئيس مجلس الوزراء رقم350 لسنة1977 أن ارض سيناء بالكامل بحق الانتفاع وليس التملك النهائي والمقصود من ذلك ان المحافظة تجدد المدة للارض حسب النشاط المقدم عليه المشروع, مشيرا الي ان هناك نشاط حق انتفاع لمدة10 سنوات مثل الانشطة الخدمية المؤقتة حيث وجود شركة ما تقوم ببعض الأعمال الانشائية وتحتاج الي ارض لوضع اجهزتها ومعداتها ومباني للعمالة التابعة لها فهذه المدة كافية لانهاء مشروعها الا اذا كان لديها مشروعات أخري بعد هذه المدة فيمكن التجديد لها أو وجود مثل أصحاب الكسارات وهي التي من خلالها نساعد علي التنمية فتعاقدهم أيضا10 سنوات ونشاط آخر له25 سنة مثل الانشطة الترفيهية مثل الملاهي أو التي لا تحتوي علي مبان وتعتمد في عملها علي التركيبات وهي أنشطة تتطور سريعا ونموها يحتاج إلي تجديد بصفة مستمرة واذا لم يجدد المستثمر مثل تلك الانشطة يتم سحب الارض الخاصة به بعد انتهاء مدته مباشرة أو نشاط لمدة99 سنة. وحول الاستثمارات في جنوبسيناء بعيدا عن التنمية السياحية يؤكد محافظ جنوبسيناء أن هناك استثمارات تعدينية وحجرية تتمتع بها أرض الفيروز, حيث يوجد أكثر من18 مادة خام معدنية وحجرية تمثل لجنوبسيناء استثمارا اقتصاديا كبيرا لسنوات مديدة, مشيرا الي ان العمل علي مادة واحدة فقط من هذه المواد فانه يكفي العمل فيها لمدة100 سنة ولكن يوجد تنوع في كل خامة علي حدة حيث إن خام الرخام يوجد تحتها اكثر من27 نوع رخام وجرانيت ذات الألوان المختلفة ومن أجود الانواع ويضاهي الرخام الايطالي أفضل رخام في العالم. وأوضح اللواء محمد شوشة أنه للاسف الشديد أن اجود انواع البلوكات الرخامية أو الخامة يتم استخراجها ويتم تصديرها من خلال شرق التفريعة الي الصين ثم تعود لنا مرة أخري رخاما يباع لبلادنا وهذا شيء محزن ومؤسف والسبب في ذلك هو عدم اعتماد منطقة صناعية وتوصيلها بالمرافق وبنية تحتية الا انه يوجد لدينا منطقة صناعية في منطقة أبوزنيمة ولكن لم يصدر لها قرار جمهوري لتأخر جهاز الاراضي وهيئة التنمية الصناعية وبعض الجهات الأخري إلا أنه عند ادخال المرافق وعمل بنية تحتية ملائمة لهذه المنطقة سوف تصبح من أفضل المناطق الصناعية وبمستوي غير مسبوق, مشيرا الي انه اذا وضع في مسئولية اتخاذ القرار سوف يعطي فرصة لمدة عام لانشاء المصانع وبعدها اصدار قرار فوري بعدم خروج اي مادة حجرية خارج محافظة جنوبسيناء. وحول موضوع القبائل البدوية وتهريب المخدرات عبر الحدود يتحدث محافظ جنوبسيناء قائلا ان هذا الموضوع تختص به محافظة شمال سيناء لانه لا يوجد في محافظة جنوبسيناء سوي الحدود البحرية مع الدول الأخري, أما شمال سيناء فهناك252 ك حدودا مع اسرائيل, مشيرا الي انه لا توجد دولة في العالم تستطيع تأمين حدودها بنسبة100%, فالطبيعة الطبي وغرافية لمنطقة شمال سيناء تسمح بعمليات تهريب ولكن كل الذي يمكن عمله هو كيفية الاقلال من عمليات التهريب وأمريكا الدولة العظمي بينها وبين المكسيك مشكلة حدودية حيث التهريب عبر الحدود واذا كانت امريكا واسرائيل يتحدثين عن الانفاق في سيناء فان الذي قام باختراع الانفاق في التهريب علي مستوي العالم المكسيك مع أمريكا.