كنت أتفهم بعد ثورة23 يوليو الاهتمام بالتعليم واللحاق بالركب العالمي من العلم والثقافة, وهو ما يتطلب إنشاء كثير من المدارس التي زاد عدد طلابها وذلك بعد أن تم منح المجانية التعليمية لكل مواطني مصر. ومن القرارات التي اتخذت بسرعة في ذلك الوقت فتح كثير من القصور التي تم ضمها للحراسات كمدارس, ومنها علي سبيل المثال مدارس مصر الجديدة مثل مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين بآخر شارع إسماعيل رمزي, ومدرسة مصر الجديدة النموذجية للبنات بشارع رمسيس بمصر الجديدة, ومدارس أخري كثيرة. وعلي الرغم من أن لهذه القصور قيمة تاريخية, فإننا يمكن أن نتقبل الوضع كما هو عليه نظرا لأن هذه المدارس تعمل بكفاءة ولها بصمتها التعليمية حتي الآن و أفرزت لمصر الكثير من النوابغ والمسئولين. ولكنني كنت أتعجب كثيرا من أن هناك مباني أخري لها صبغة تاريخية وأثرية وقد تحولت إلي ملهي ليلي وصالة رقص وتمت إضافة مبني سينما صيفي لها, مثل منصة مضمار سباق الخيل القديم بشارع الحجاز بمصر الجديدة حيث كانت حديقة الميريلاند هي مضمار السباق نفسه والتي عرفت في وقت من الأوقات بمدينة غرناطة السياحية وتم منذ فترة هدم مبني السينما, واستشبرنا خيرا لعل المسئولين عن المباني التاريخية سوف يعيدون للمنصة رونقها كما كانت وتركها أثرا تاريخيا شاهدا علي عصر طويل أيا كان هذا العصر, فهو جزء من تاريخ مصر. إلا أن المنصة ظلت كما هي دون ترميم وضربها الاهمال وأصبحت شبه مهجورة, والخوف كل الخوف من أن تصل هذه المنصة إلي حالة مزرية يستحيل معها أي ترميم ولايبقي سوي قرار الهدم. ليت وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلي للآثار يحافظ علي هذا المبني وترميمه ويعيد رونق وجمال قصر البارون إمبان الي ماكان عليه في الماضي أحمد رأفت صادق خبير موارد بشرية