في مكتبه بمقر وزارة الخارجية اليونانية التي لا يفصلها سوي سور من مبني السفارة المصرية وسط أثينا رحب وزير الخارجية اليوناني ديمتريس دروتساس بلقاء الأهرام في مستهل جولته للمنطقة مشيدا في حديثه بدور مصر المحوري في حل مشاكل قضايا منطقة الشرق الأوسط. والجهود المصرية المبذولة في مختلف الاتجاهات للتوصل إلي سلام عادل وشامل يعم المنطقة برمتها ويوقف دائرة العنف ويوفر الأمل والحياة الآمنة لشعوب المنطقة, مؤكدا في نفس الوقت الرغبة اليونانية في دفع عملية السلام, والقيام بدور من شأنه المساهمة في حل الصراع بطريقة جذرية. وفي بداية الحديث أثني وزير الخارجية اليوناني علي الدور المحوري الذي تلعبة مصر في دعم السلام والاستقرار في المنطقة, موضحا أن مصر بالنسبة لليونان بلد صديق وعزيز, واليونان تنظر إلي مصر باعتبارها دولة قيادية وتلعب دورا محوريا في العالم العربي وفي أفريقيا ونتعاون معا في قضايا إقليمية ودولية مثل التعاون لتحقيق السلام في الشرق الأوسط كما أكدت مصر بحكمة الرئيس مبارك ورؤيته الصائبة للأمور دور مصر في العالم ككل, وأشار إلي أن علاقات الصداقة بين البلدين تستند إلي روابط تاريخية مستحيلة الهدم ممتدة من التراث الثقافي والحضاري المشترك, وحاليا يوجد تعاون بناء في المجال الاقتصادي والسياسي والثقافي. وذكر وزير الخارجية اليوناني أن بلاده لا تنسي زيارة الدعم التي قام بها الرئيس مبارك في مايوالماضي إلي أثينا, ولقاءه رئيس الجمهورية كارلوس بابولياس وإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء جورج باباندريو, حيث كانت اليونان تعاني من أزمة مالية وكانت في اشد الحاجة إلي الأصدقاء مثل مصر معربا عن أمله في مزيد من التعاون في جميع المجالات في الفترة المقبلة ودعم هذه العلاقات لما فيه مصلحة الجانبين. وأشار دروتساس إلي أن تعميق العلاقات اليونانية المصرية بصفة خاصة, واليونانية العربية بصفة عامة والمساهمة بطرق أكثر فعالية في حل مشكلة الشرق الأوسط تمثل استراتيجية مهمة بالنسبة لليونان خصوصا في هذه المرحلة ولفت إلي اهتمام اليونان بسماع وجهة النظر المصرية, وتبادل الآراء والتشاور حيال الكثير من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والعلاقات بين البلدين الصديقين. وذكر أن من أولويات السياسة اليونانية دعم الأمن والاستقرار والمساهمة في لعب دور فعال في محادثات السلام في الشرق الأوسط بهدف التوصل إلي حل إقامة' الدولتين' إسرائيل وفلسطين, واللتان تتمتعان بالأمن والسلام. وأكد دروتساس دعم بلاده لمحاولات الرئيس محمود عباس لتحقيق الوفاق الوطني وأن حل قضية الشرق الأوسط يكمن في إقامة دولتين منفصلتين موضحا أن الوضع حاليا في المنطقة حساس جدا, ويحتاج إلي حذر وانتباه شديدين حتي يتم خلق أرضية مناسبة لاستمرار المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأن من واجب الجميع حماية أرواح المواطنين. وذكر دروتساس أنه سيطلع الرئيس مبارك علي محادثاته التي أجراها في إسرائيل وفلسطين وآخر التطورات التي سجلها علي ارض الواقع حول القضية الفلسطينية, كما سوف يلتقي في القاهرة مع وزير الخارجية أحمد أبوالغيط, ومع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي, أما في الأراضي الفلسطينية والتي يزورها قبل وصوله مصر فذكر دروتساس أنه سيوقع مذكرة تفاهم لتحويل الديون المستحقة إلي مساعدات تنموية وفي إسرائيل فذكر أنه سوف يجتمع مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهوووزير الخارجية أفيجغدور ليبرمان. وردا علي سؤال بخصوص تتمتع اليونان بعلاقات ممتازة مع العالم العربي.. إلا أن المراقبين يقولون إن توثيق العلاقات بين اليونان وإسرائيل في الفترة الأخيرة يخلق مناخا سلبيا في العلاقات بين العالم العربي واليونان ذكر وزير الخارجية اليوناني أن علاقة أثينا مع تل أبيب تأتي من منطلق العلاقات اليونانية العربية ولا تتعارض معها وأن أثينا تبحث عن طرق لتقوية العلاقات في المنطقة وحل القضايا المشتركة والقيادة اليونانية علي اتصالات مستمرة مع الدول العربية المعنية وهناك توافق في وجهات النظر حتي يكون لليونان دور مكمل في حل المشكلة الفلسطينية, وأن موقف اليونان معروف لكل الدول وهوحل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات الحدود واليونان علي استعداد لأن تلعب دورا نشيطا في فض النزاع في منطقة الشرق الأوسط, ويأتي هذا الدور بناء علي الاستفادة من العلاقات التقليدية مع العالم العربي, والثقة المتبادلة بين أثينا وعواصم الدول العربية. وشدد دروتساس علي أن بلاده تتألم لما يحدث في المنطقة, مشيرا إلي أن الشعبين اليوناني والفلسطيني يرتبطان بعلاقات صداقة وتعاون وقد أظهر الشعب اليوناني تعاطفه وتضامنه تجاه الفلسطينيين في مراحل عديدة وتم تبني مبادرات إعادة بناء المستشفي الذي دمر في رفح بالإضافة إلي الدعم المالي وبناء مدرسة بيت حانون وقيام مؤسسات خيرية يونانية بجمع تبرعات من الشعب اليوناني تضامنا مع الشعب الفلسطيني.