الطفل قد يقع ضحية للاساءة الجنسية من أقرب الناس إليه داخل المنزل أو في المدرسة, والكارثة الحقيقية هي الصمت المريب الذي يواجه به الأهل هذه المشكلة مما قد يدمر مستقبل الطفل. هذا ما تؤكده د. ايمان أحمد خميس- مدرس الصحة النفسية- كلية التربية جامعة المنوفية موضحة أن الاساءة الجنسية تبقي آثارها علي المدي الطويل اذا لم يتم التدخل السريع والايجابي للحد من الآثار الناتجة عنها, فلا يزال هذا الموضوع يكتنفه الصمت وعدم وجود احصائيات حقيقية عنه, بالاضافة الي عدم التبليغ واتخاذ اجراءات ضد مرتكبي الاساءة خوفا من العار والفضيحة, لاسيما عندما يكون مرتكبو الاساءة من ذوي الأرحام والأقارب والجيران, ومن يعهد اليهم برعاية الأطفال كالخادم والسائق ويكونون مصدرا لثقة الأطفال وحمايتهم.. ومع صمت الأهل تجاه ما حدث فانهم لايسمحون بعلاج هؤلاء الأطفال او حتي استشاره طبيب او معالج نفسي للحد من الآثار النفسية المترتبة علي هذه المشكلة. وترجع د. ايمان خميس الأسباب المؤدية للاساءة الجنسية في الطفولة الي انعدام الرقابة, وغياب التواصل والحوار الأسري وانعدام الخصوصية في المنزل لدرجة نوم جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة, ورؤية مشاهد مخدشة للحياء في التليفزيون والتحدث امام الطفل بألفاظ خارجة وعدم وجود توعية سليمة, وقلة المعلومات والاجراءات المتاحة للوقاية, وقلة المهارات والامكانات التي يستطيع بها الطفل دفع الاساءة او محاولة منعها, والتعهد برعاية الطفل لأفراد غير موثوق بهم وغير مؤهلين. وفي الغالب يتم استدراج الطفل واغراؤه بالمال والهدايا والحلوي ان كان صغيرا, وقد يكون استدراجه لهذا النشاط مصحوبا بالتهديد بالضرب والعقاب, او بقتله اذا تكلم وأفشي السر او بتخويفه من عقاب الوالدين اذا علما بالأمر لذلك يستسلم الصغير للمسيء ويشعر بالعجز والخوف والذعر ويصاب بأمراض جسمية ونفسية. ولكن كيف نقي الطفل من الاساءة الجنسية او الاعتداء ؟. يجيب الدكتور محمد نجيب الصبوه أستاذ علم النفس جامعة القاهرة قائلا إن وقاية الطفل من الاساءة تستلزم توعيته بكيفية اقامة العلاقات الشخصية وطرق التعامل مع المعتدين وصدهم, وأهمية غرس الثقة بالنفس, والوعي بالحقوق والمطالبة بها وتحمل المسئوليات, والمصارحة والوضوح, وعدم الغموض, او كتم الأسرار, وطلب المساعدة ورفض الرشوة المتمثلة في الحلويات والهدايا. ويؤكد د. محمد نجيب ضرورة مساعدة الآباء لأطفالهم في مثل هذه المواقف وتدريبهم علي عدم كبت مشاعرهم ومساعدتهم علي استعادة احساسهم بالراحة والاطمئنان. وتضيف د. ايمان خميس بعض النصائح المفيدة في حالة تعرض طفل لهذه الاساءة والأطفال بصفة عامة: * مزيد من الحب والحنان من الآباء والمعلمين تجاه الأطفال وتقبل ما يقولون والالتزام بالهدوء وتصديق الأطفال فيما يقولون دون تعليق او تجريح. * المتابعة الواعية وتقديم الحماية قبل وقوع الخطر. * ارشاد الآباء وامداد الأبناء بالمعلومات التي تناسب مراحلهم العمرية وتحذيرهم من النتائج المترتبة علي هذا النوع من الاساءة. * تعليم الأطفال في المدارس وفي سن مبكرة فنون الدفاع عن النفس, وبعض المهارات الخاصة بهذا الموضوع في جميع مراحلهم العمرية. * متابعة ما يشاهده الأطفال علي شاشة التليفزيون في سن مبكرة ومنعهم من مشاهدة الأفلام او الصور الاباحية ومراقبة ما يشاهدونه علي الانترنت.