اللغة العربية لغة الدين والهوية, يجب الاهتمام بها أكثر من ذلك والعمل علي تطويرها وتحديثها والوصول بها الي أن تكون لغة علم وعمل في مختلف المحافل سواء الجامعية والبحث العلمي أو في وسائل الاعلام والوزارات ومجمع اللغة العربية يقع عليه العبء الأكبر في ذلك ويجب أن تكون قراراته نافذة وملزمة لكل من يتعامل مع اللغة العربية وحول هذا الموضوع كان لصفحة المنتدي الأدبي هذا التحقيق. في البداية يقول د. محمد عبد المطلب أستاذ الأدب العربي بجامعة عين شمس: أعتقد أن المجتمع المصري عموما لايشعر كثيرا بالجهود التي يؤديها مجمع اللغة العربية للغة العربية فكل ما نعرفه أن هناك مناقشات وحوارات ومقترحات تدور داخل المجمع اما أثرها فلانكاد نشعر به اطلاقا برغم أن المجمع يضم كوكبة من اللغويين والعلميين, كما أن المجمع يمتلك سلطة تنفيذيه لتحويل قراراته الي اجراءات نافذة لكن لايحدث شيء من ذلك بل الذي نلاحظه علي الواقع العام أن العامية أخذت تزيح العربية الفصحي عن كل المواقع وأن العجمة والتغريب أخذا يتداخلان فيما بقي من لغة فصيحة كما أن المجمع لم يحاول التدخل في مناهج وزارة التربية والتعليم حتي أن مدرسي اللغة العربية بالمدارس لم يعودوا يتحدثون إلا بالعامية فأين دور مجمع الخالدين. قيل إن المجمع لايمتلك سلطة تنفيذية ولكن قيل أيضا أن له هذه السلطة, فنحن في بلبلة هل من سلطة المجمع التدخل ام لا وعلي فرض أنه لايمتلكها فمن واجب اعضائه والمسئولين عن ذلك أن يكون لهم دور اعلامي في الاعلام المقروء والمرئي والمسموع لكي يصوبوا مسيرة هذا الاعلام. أما د. حسام عقل عضو هيئة تدريس جامعة عين شمس فيقول: لاشك أن مجمع اللغة العربية منذ نشأته وبدايته ينهض بدور كبير في تيسير اللغة وضبط الأداء اللغوي الذي يتخاطب به الناس بل انه أصدر قبل قرن من الزمان عدة قرارات تصلح كما يقول د. ابراهيم مدكور, عليه رحمة الله, أساسا لنحو وصرف جديدين ومن هنا كان لندوات ومؤتمرات المجمع وبحوثه القيمة التي ينهص بها صفوة من نخبة الأمة دور كبير في تفعيل العربية في واقع حياتنا المعاصرة ولا أكاد اعيب علي المجمع في لحظته الحاضرة إلا شيئا واحدا أنه يقصر عضويته علي كبار السن ومن ثم يحرم المجمع من طاقة الشباب الفوارة واذا كانت العضوية بالانتخاب يجب أن يكون للشباب نصيب من هذه العضوية خصوصا ممن يجيدون العربية ولديهم معرفة وتضلع بتراثها وعلومها ومن ثم أطالب بأن ننحي من الوعي العام مصطلح مجمع الخالدين في اشارة الي الشيوخ وحدهم ليصبح المصطلح الجديد مجمع الأمة في اشارة الي كل النابهين مهما تكن اعمارهم. وأطالب كل مؤسسات الدولة خصوصا وزارتي التربية والتعليم والاعلام بأن تحترم توصيات مجمع اللغة العربية وأن يكون بين المجمع وهاتين الوزارتين جسور قوية حتي يصبح دور المجمع مفعلا في واقع حياتنا اليومية. ويعقب د. محمد الحملاوي أمين عام الجمعية المصرية لتعريب العلوم ان المجمع يركز علي انتاج المعاجم وهذا ليس بكاف لأن الحفاظ علي اللغة ليس فقط انتاج معاجم واستنباط مصطلحات للمستحدث من الألفاظ وبالتالي فالمجمع عليه عبء كبير ودور خطير في الحفاظ علي اللغة العربية أسوة بما تقوم به مجامع اللغات الأخري( الأجنبية) وبسؤاله عن دور الجمعيات الأهلية ومدي فاعليتها في الحفاظ علي العربية يقول: لم تؤت الجهود الحكومية المرجو منها في الحفاظ علي اللغة وبالتالي باتت الجهود التي يمكن ان يقوم بها الأفراد والجمعيات الأهلية العلمية جد مطلوبة لدعم جهود الحفاظ علي اللغة العربية وتفعيل لقوانين الخاصة لحماية اللغة باعتبارها مكونا اساسيا من مكونات الهوية. ان قرارات المجمع غير ملزمة للجهات الأخري اذا أخذنا في نظرنا التطبيق العملي ولكن بعد تعديل قانون المجمع بات لزاما علي مختلف الجهات ان تطبق ما يصدره المجمع من قرارات وهذا يضع واجبا اضافيا علي المجمع لمتابعة التنفيذ كما جاء في صلب تعديل قانون المجمع وبات هذا الركن أساسيا في جهود المجمع المطلوبة للحفاظ علي اللغة وتنقيتها من الشوائب وتفعيل استخدامها في مختلف المحافل ومختلف التطبيقات وعلي لسان العامة والخاصة علي حد سواء.