حوار: د. إسماعيل إبراهيم ليس بالجمال وحده,يمكن أن تدخل أي فنانة إلي قلوب المشاهدين, وتكتب شهادة ميلادها كفنانة, وإنما لابد أن يدعم هذا الجمال موهبة فنية حقيقية, وهذا ما يمكن أن نقوله عن الفنانة التونسية' درة'. التي استطاعت خلال فترة قصيرة أن تحجز لها مكانا متميزا علي خريطة الفن المصري,وخلال رمضان الماضي شاركت الفنانة التونسية' درة' بقوة في الماراثون الدرامي, حيث عرض لها ثلاثة مسلسلات, هي' العار' و' اختفاء سعيد مهران' و' بالشمع الأحمر' وأجل مسلسلها الرابع' رحيل مع الشمس'. ومن بين هذه المسلسلات ارتبط المشاهدون بشخصية' سماح' التي جسدتها في' العار'. ولأنها تدرس جيدا كل خطوة من خطواتها الفنية, تقول' درة' إنها بمجرد قراءتها لسيناريو مسلسل' العار' وافقت عليه بدون تردد, ولم يستغرق قرارها سوي أيام قليلة, فسحر فيلم العار,يكفي لأن يحدث المسلسل الكثير من الجدل,إضافة إلي الأسماء المشاركة في المسلسل, وهي كلها ذات خبرة فنية, وأيضا المخرجة شيرين عادل بما تتمتع به من حس إخراجي عال, إضافة إلي رغبتها في تقديم عمل درامي يحدث انقلابا في حياتها الفنية, ويؤكد موهبتها, خاصة وأنها تري أن التليفزيون حاليا هو البوابة الذهبية لوصول إي فنان إلي كل بيت. ورغم أنها ترفض المقارنة الفنية بين فنان وآخر, لأن لكل فنان بصمة ومذاقا خاص به, ودائما ما تكون الصورة باهتة ولا يمكن أن تتساوي بالأصل, إلا أنها وضعت في حساباتها إحتمال مقارنتها بالفنانة القديرة' نورا' التي قدمت دور' روقة' في الفيلم, ومع حبها الشديد لهذه الفنانة, التي تري أن غيابها خسارة كبيرة للفن المصري والعربي,إلا أنها حاولت قدر طاقتها أن تبتعد عن طريقتها في الأداء, وأن تقدم شخصية' سماح' بمنطق ووجهة نظر وروح' درة' وليست متأثرة بنورة,ومع ذلك كانت روح نورة في شخصية' روقة' تطاردها في أيام التصوير الأولي حتي اندمجت تماما مع' سماح' وتعايشت معها وتوحدت في كل تفصيلة من تفصيلات حياتها, حتي أن الناس في الشارع كانوا ولايزالون ينادوناه باسم' سماح' وهذا في رأيها قمة النجاح, وأنها لم تعش الشخصية في جلباب نورا, وإنما عاشتها وتلبستها شخصية' سماح' حتي النخاع. ولأن المسلسل حتي بعد إعادة عرضه لايزال يحظي بمشاهدة عالية, تؤكد' درة' أنها تؤيد بشدة إعادة تقديم الأعمال القديمة, من أفلام ومسلسلات, بشرط أن تحمل رؤية جديدة, تتماشي مع مشاكل الناس, وظروف المجتمع, وهذا ما حدث مع مسلسل' العار' الذي لم يتوقف عندأحداث الفيلم, وإنما أخذها كمنطلق لمناقشة سيطرة المادة, وغياب القيم, وتأثير الصفقة التي حدثت علي تصرفات كل من شاركوا فيها,والمسلسل يحمل هدفا ورسالة تؤكد أن الحرام يؤدي إلي الخسارة,وأن تحري الحلال هو سر الرضا والسعادة,وقد أجاد السيناريست احمد محمود أبو زيد في التعبير عن ذلك من خلال حبكة درامية فريدة, أخرجتها العبقرية شيرين عادل من خلال سيمفونية تمثيلية شارك في عزفها كل الممثلين والممثلات. وكل عمل فني جميل لابد أن تكون فيه مشاهد وأوقات صعبة, تقول' درة' أن من أصعب المشاهد التي مرت عليها خلال تجسيد شخصية' سماح' هو مشهد وفاتها,تقول' درة': هذا المشهد تحديدا لم يكن له استعدادات بالنسبة لي لأنني لم أر شخصا يقتل أمامي أو نموذج ل'سماح' وهي تموت بين يد زوجها, لذلك اعتمدت علي إحساسي الداخلي وعشت مع الشخصية وتعاملت مع الموقف بطبيعة' سماح', وأيضا المشاهد التي اصطدم فيها بوالدة مختار الفنانة عفاف شعيب كانت صعبة. وفي' العار' قدمت' درة' دور بنت البلد المصرية بكل ما يتميز به أولاد البلد من شهامة واستعداد للتضحية من أجل الآخرين, رغم أنها ليست مصرية, تؤكد' درة' أنها بالفعل بنت بلد, حتي وإن بدت في بعض الأدوار ومنها دورها في' هي فوضي' ارستقراطية متعالية,فهي في تكوينها الإنساني تحب الخير ومساعدة الآخرين,وأن هذه ليست هي المرة الأولي التي تؤدي فيها أدوار بنت البلد, فقد أدتها من قبل في السينما من خلال شخصية' ونيسة' في فيلم' الأولة في الغرام' من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد, ومع هاني رمزي ومنة شلبي, وهذا العام أيضا في مسلسل' اختفاء سعيد مهران', وإن كانت كل شخصية في تفاصيلها مختلفة عن الأخري, ولكنها في مجملها هي بنت البلد' الجدعة'. وقالت أن مواصفات بنت البلد المصرية لاتختلف عن مواصفات بنت البلد التونسية, ولذلك تابع التونسيون مسلسل' العار' واندمجوا معه طوال رمضان, لأنه قريب الشبه منهم, وكانت عائلتها من أكثر المهتمين بالوقوف علي آراء الشارع التونسي حول دورها, فعبر الجميع عن إعجابهم بابنتهم' التونسية' التي جسدت دور' سماح' المصرية. درة.. رغم أنها درست العلوم السياسية, وحصلت علي الماجستير, وكانت في سبيلها لنيل الدكتوراة, حتي سرقها الفن من السياسة, من المتابعين الجيدين لخيوط الموضة, ويبدوذلك في كل أعمالها, وخاصة في ملابس' سماح', تؤكد' درة' أنها تهتم بشكل خاص في كل أدوارها باختيارالاكسسوارات و الملابس, التي تبرز معالم الشخصية كما أنها تتابع مع الماكيير الخاص بها كل التفاصيل الخاصة بالشخصية لكي تظهر بالشكل المناسب الذي يرضي الجمهور, ولاتعتبر' درة' ذلك تدخلا في عمل المخرج, فالمخرج هو من يضع ملامح الشخصية العامة' لكن يدور بيني وبينه نوع من الحوار حول تفاصيل الشخصية من خلال جلسات عمل بيننا قبل بدء التصوير, ثم أجلس مع الماكيير والكوافير الخاصيين بي لكي نضع الخطوط العريضة للشخصية, كما أن هناك استايلست خاص بالعمل,وانا مثلا في العار قمت بتصميم بعض العباءات من علي الانترنت. وأعربت' درة' عن حزنها علي عدم حصول' اختفاء سعيد مهران' علي حقه من المشاهدة, مثلما حدث للعار, رغم أن' اختفاء سعيد مهران' مسلسل جيد جدا, تأليفا وإخراجا, وعملت فيه مع ممثلين كبار ومنهم' هشام سليم' الذي كان متعاونا جدا كعادته, فهوفنان يهتم بكل تفاصيل العمل, وحتي أدوار المشاركين معه, وتتمني أن يحصل المسلسل علي حقه من العرض, والتوقيت المناسب, لأنه ظلم ظلما كبيرا, لعرضه في توقيت غيرجيد, وفي زحمة رمضان. وليسرا مكانة كبيرة في قلب وعقل الفنانة' درة', ورغم أنها لاتقبل أدوار ضيف الشرف إلا بشروط ومواصفات خاصة,و إلا إذا كانت مؤثرة في دراما العمل,تقول: مع يسرا لا يمكن أن أقول كلمة لا, لذلك ذهبت فورا لأقدم دور فتاة تتسبب في قتل أبيها وأخيها, وكنت سعيدة بالمشاركة في عمل يحمل اسم يسرا والمخرج سمير سيف,' بالشمع الأحمر'. هذه الأعمال الثلاثة لها في رمضان, تجعل المتابعين لدرة يؤكدون أنها ستكون فرس الرهان في الدراما التليفزيونية,وربما تكتب لها الأعمال خصيصا في المواسم الرمضانية المقبلة, تقول' درة':معظم الأدوار التي قدمتها بطولة نسائية, ففي العار لعبت البطولة النسائية بدليل أنني قدمت دور الفنانة نورا في الفيلم, وفي اختفاء سعيد مهران لعبت أيضا البطولة النسائية أمام هشام سليم, كما أن دوري في رحيل مع الشمس يحرك الأحداث. أما لو كنت تقصد مسلسلا يعتمد تماما علي البطولة النسائية, فهي خطوة لا أتعجلها وانتظر أن تأتي في وقتها المناسب من دون أن أقارن نفسي بأحد. غدا تثبت الأيام أن' درة' ستكون فرس رهان الدراما الرمضانية في المواسم المقبلة, فهي فنانة مثقفة وموهوبة وجميلة في نفس الوقت, وتخطط لنفسها جيدا, وهذه هي مقومات النجاح والتميز.