وقفت مادونا ابنة قرية فرج الله بالمنيا موجهة كلامها لأهالي قريتها قائلة بكل ثقة: إن كل الأديان ضد الختان بعد أن ساندتها الكنيسة والجامع والوحدة الصحية والمدرسة. وعرفوها هي وغيرها من البنات حقوقها وصحيح الدين.. ولم تكن مادونا هي الوحيدة التي قالت لا للختان فمثلها كثيرات وذلك بفضل جهود مؤسسة الحياة الأفضل للتنمية بالمنيا علي مدي ست سنوات قادت فيها حملة توعية لمناهضة الختان في مجموعة من القري المجاورة شملت إلي جانب قرية فرج الله:( الدوادية عزبة الوبور سوادة) كان الهدف الاساسي من هذه الحملة هو حماية البنات من الانتهاكات البدنية ولكي يتم تحقيق هذا الهدف كانت هناك محاولات عديدة لتغيير ثقافة وطبيعة التفكير بهذه القري.. وتم ذلك من خلال تعزيز قدرات أفراد المجتمع والاستفادة بكل الموارد الموجودة بالقرية فعقدت الندوات والتدريبات لفئات كانت أكثر تأثيرا علي المجتمع هناك مثل رجال الدين المسيحي والاسلامي والمدرسين والمدرسات بالمدارس الابتدائية وقيادات المجتمع ومشايخ القري وأعضاء من المجلس المحلي.. وتضيف مادونا أنه تم تمكين40 عضوا من شرق النيل ليكونوا نواة نشر هذه الثقافة بين البنات والسيدات والآباء والأمهات وكان التركيز بصفة خاصة علي فئة الشباب الذين كان لهم دور كبير في التدريب علي المنظور الطبي والديني وتوضيح المخاطر الطبية لهذه الممارسة الضارة حتي إنهم قاموا باعداد كتيب يتضمن أهم الارشادات الطبية والتوعوية بالإضافة إلي إقامة المعسكرات والمسابقات.. وإلي جانب دور الشباب كان لزهرات المجتمع دور حيث تم تمكين1500 فتاة منهن350 فتاة من قرية فرج الله.. وذلك من خلال عدة أنشطة مثل( فصول للتوعية ومطبخ تعليمي) بحيث أصبحت الفتيات قادرات علي التعبير عن انفسهن وإبداء ارائهن في التعليم واختيار شريك الحياة, بالإضافة إلي مشاركتهن في مسيرات تنادي بمناهضة ختان الاناث مثل مسيرة فرج الله, والدوادية, والمنشية,ومسيرة الطفلة بدور, وتري ماجدة نجيب مديرة مشروع مناهضة ختان الاناث بمؤسسة الحياة الأفضل بالمنيا أن المشروع حقق الكثير من الاهداف الاساسية له فإلي جانب توعية الشباب والفتيات فقد تم تحويل مسار13 داية شرق النيل كن يقمن بختان الاناث وأصبحن الآن يناهضن الختان وتم اعطاؤهن قروضا لتحسين مستواهن وتدريبهن علي موضوعات كثيرة منها الولادة الآمنة.. وأضافت ماجدة أن المشروع كان أداة للتشبيك مع منظمات المجتمع المدني الأخري وأداة لرصد وتوثيق الخبرات الناجحة والمتميزة وقد تمت أيضا توعية الاعلاميين الذين يتناولون قضية الختان بهدف تصحيح مفاهيمهم وحثهم لتبني القضية.. كما أصبح لأماكن العبادة دور كبير في تبني قضية الختان, يقول الشيخ حسانين مدير ادارة الاوقات بالمنيا: قال تعالي لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم فليس في الختان كما يقول البعض عفة أوطهارة ولكن يجب أن نقضي علي هذه العادة.. وأن الجسد بنيان من عند الله وملعون من هدمه. الداية أم خالد تقول: أنا كنت بأختن منذ6 سنوات وبعدها سمعت من رجال الدين أن هذه الممارسة توثر علي البنات وبعد حضور كثير من الندوات ومعرفة اخطار هذه الممارسة توقفت. وقالت د. عفاف: كنت أختن40 بنتا في الشهر, بالوحدة الصحية بسمالوط وعندما عاقب القانون من يقوم بعملية الختان سواء كان طبيبا أو داية علي هذا الفعل.. أوقفنا هذه العملية الخطرة والتي تعرض البنات للخطر وتعرضنا نحن لعقوبات القانون. وأضافت أن الصحة ليست فقط الخلو من المرض انما هي توافق نفسي وصحي, ويجب عدم التمييز بين الولد والبنت وأعطاؤها الثقة بدلا من التقطيع في جسدها والأهم هو الوقوف أمام العادات السيئة التي تمارس ضد البنات في الصعيد مثل الختان والزواج المبكر والولادة عن طريق الداية وغيرها الكثير.