يعد أدب الأطفال دعامة رئيسية من دعائم تكوين شخصية الطفل ونموه العقلي والنفسي والاجتماعي واللغوي والجمالي وتطوير مداركه واثراء حياته الثقافية وتنمية خيال. في دراسة ضافية تحت عنوان جماليات الكتابة في أدب الطفل أعدها د. علي راشد استاذ التربية جامعة حلوان, ركز فيها علي دور أدب الطفل بعامة والكتابة العلمية بخاصة في تنمية الجانب الجمالي لدي الأطفال, كما ركزت الدراسة علي دور الاباء والمربين وأدب الطفل ووسائل الاعلام في المجتمع لتعميق الشعور بالجمال في نفوس الاطفال. والتربية الجمالية تتناول كل مجال يمكن أن تهتم به نفس الطفل بدءا من الرسم والأناشيد الي الرياضة وسماع القصص والحكايات أو سماع الموسيقي انتهاء باللعب إلي تنوعه ويشير د. علي راشد في دراسته علي دور الكتابة العلمية وأهميتها في تنمية الجانب الجمالي لدي الأطفال, إذ يمكن أن تقوم الكتابة العلمية للطفل بدور مهم في إثراء هذا الجانب لديه سواء كان هذا الجمال خارجيا يحيط به ويحسه في الطبيعة أو يلاحظه في تكوين جسده الانساني أو يستشعر هذا الجمال في نفسه, فالكتابة العلمية يمكنها أن تستعرض الطبيعة وما تتضمنه من عناصر تحمل الجمال بين طياتها مثل السماء بألوانها. ويقوده هذا التأمل الي ملاحظة وإدراك نعم الله عز وجل ويستشعر عظمته وجلاله ويقدر حكمته وأفضاله, كما أن الكتابة العلمية تجعل الطفل يشعر بقيمة حواسه التي خلقها الله من أجله, وكيف أن هذه الحواس هي اساس اتصاله بالحياة وفهمه لها. وأيضا من جماليات الكتابة العلمية للأطفال, جمال الفكرة وابداعها التي يقدمها الكاتب للطفل بحيث تثير هذه الفكرة أحساسه ومشاعره وتجذب انتباهه وتلهم تفكيره ومن تلك الجماليات كما يقول د. علي راشد, جمال البناء الدرامي الذي يضع فيه الكاتب هذه الفكرة, وعذوبة الكلمات ورقتها وحلاوة الأسلوب والرد السلبي والحوار الممتع والإيقاع المثير وجمال المشاعر. وهذا يستلزم أن تكون نفس الكاتب جميلة ومبدعة, بحيث يقدم للطفل كتابة علمية ملؤها الجمال والرقة والعذوبة والابداع, وتؤكد الدراسة أن الانحياز الي الجوانب الخيرة المشرقة في الحياة أمر حيوي بالنسبة لأدب الأطفال وأن الخير يفضي إلي السعادة والنجاح.