صورة ذوي الاحتياجات الخاصة في ثقافة الأطفال عنوان الندوة التي نظمها مؤخرا مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال, لتأكيد أن ذوي الاعاقة أعضاء في المجتمع. وذلك للتأكيد ان لهم الحق لنيل الدعم الذي يحتاجونه في مجالات التعليم والصحة والتوظيف والثقافة والخدمات الاجتماعية.. وأكدت د.اعتماد خلف استاذ الإعلام وثقافة الطفل بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس ومقررة الندوة أن كل الأطفال يمكن تعليمهم حتي ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن نصل في تعليمهم وتدريبهم الي أقصي ماتسمح به قدراتهم. لكن المواد الثقافية والأدبية التي تعد وتقدم لهم تحتاج الي تعديل في طريقة استخدامها لتلائم بعض حالات الاعاقة التي تتطلب طرقا مختلفة للاتصال, ومن الضروري الحرص علي وصول جميع اشكال الثقافة والمواد المقروءة الي هذه الفئة من الأطفال في أماكن وجودهم, فالطفل الكفيف يعتبر طفلا معاقا بالنسبة للكتب المطبوعة وليس كذلك للكتاب المعد بطريقة برايل, والطفل الذي يعاني من مشكلة في القراءة يعتبر معاقا بالنسبة للكتب المطبوعة بالطريقة التقليدية ولكنه يصبح قارئا جيدا للكتب المعدلة المطبوعة بطريقة تناسبه مثل استخدام حروف حجمها كبير. والطفل المعاق ذهنيا يمكنه استخدام الكتاب البسيط في مضمونه والمناسب لعمره العقلي وليس الزمني. وتحدثت د. سامية عزيز أستاذة صحة الطفل العقلية بجامعة عين شمس فقالت إن هناك أطفالا تكون لديهم اعاقات ذهنية أو حسية أو جسمانية أو اعاقة في مظاهر النمو المختلفة أو صعوبات في التعلم أو مشكلات في التخاطب أو اضطرابات انفعالية, وهؤلاء يحتاجون الي توافر المواد الثقافية بأشكال مختلفة. وحدد يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال أنواع الكتب التي تناسب الاعاقات فقال: إن الكتب والقصص المصورة بدون كلمات تناسب من لديه اعاقة لغوية, والكتب التي تعتمد علي رسوم لمن يعانون من اعاقة سمعية, والكتب المعتمدة علي اللمس والمكتوبة بطريقة برايل لفاقدي البصر. والطفل المعاق يستمتع عقليا بالقصة مثله مثل أي طفل آخر, ويعتبر وقت القصة من الأوقات المحببة له.. ويحتاج أن نروي له نفس القصة التي نقرأها لزميله غير المعاق في نفس عمره العقلي ولكن بأسلوب يوضح معانيها. ويراعي أن تكون هذه الكتب مشوقة ذات ألوان زاهية وصور واضحة تخاطب جميع حواس الطفل لتوضيح معانيها. ومن الوسائل التي يتم استخدامها لرواية القصة بطريقة شيقة وبسيطة استخدام العرائس والأغاني والصور وابتكار نشاط فني مستوحي من القصة( رسم أشغال). كما يجب العمل علي تطوير المهارات اللغوية للطفل من خلال الكتاب والعرائس والكمبيوتر. والمادة التي يراها طفل من ذوي الاعاقة معروضة أمامه بأشكال مصورة يمكنها أن تنشط لديه طاقة الخيال. كما أن جذب اهتمام الطفل والاقتراب منه بمودة واكتسابه كصديق والاعتراف به كشخص له أهمية يزيد من رغبته في التلقي وبهذا نجعل للعنصر الوجداني لدي الطفل بعدا فعالا وايجابيا. وطالبت الندوة في النهاية باتباع سياسة الدمج لذوي الاحتياجات منذ بداية حياتهم وذلك بهدف تنمية قدراتهم بما يتيح لهم فرصا اكبر للتغلب علي اعاقتهم.