من منطلق الوقوف علي كتابات الآخرين واخراجها في شكل مميز واستكمالا لدور المبدع. رأي كثير من المبدعين ان يفتتحوا دورا للنشر الخاصة ينشرون فيها اعمالهم وينقبوا عن أقلام جديدة تنطلق الي سماء النجومية والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل تنقذ هذه الدور حال الأدب والأدباء..؟ يقول عادل عبد الصمد رئيس تحرير مجلة الهلال احتدم النقاش في الآونة الاخيرة حول اهمية وجود النشر الخاص وسارع البعض في الدخول الي عالم النشر وافتتاح دور نشر جديدة, اعلن أصحابها أن اقتحامهم عالم النشر هو رسالة ثقافية لها أهميتها في احتضان إبداعات الشباب الذين لا يجدون فرصا لنشر ابداعاتهم, وهاجم بعضهم دور النشر الكبيرة والقومية, موجهين اتهاماتهم بأن هذه الدور لا تتعامل الا مع المبدعين الكبار وأن القائمين عليها لا يبحثون إلا عن الربح, وحقيقة الأمر أن هناك لغطا غير مفهوم وأن هناك تبريرات لا حصر لها في عالم النشر الخاص تدخل في بنيان مستقبل الامم والشعوب وصناعة الكتاب لها خصوصيتها وأهميتها في كل زمان ومكان. والنشر عموما له خصوصية خاصة لانه جسر ثقافي لا يستهان به فهو الذي يمد المجتمع بالمعارف المختلفة والعلوم والفنون.. وهنا تبرز أهمية الكتاب واهمية الناشر الجاد الذي يحرص علي تقديم الكتاب في صورة تليق بمكانة الكتاب وأهميته في تقدم ونهضة الشعوب. أما الدكتور محمد زكريا عناني رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الاسكندرية فيقول إنه كثيرا ما يكون اسم دار النشر( علامة تجارية) مؤثرة, خاصة في الكتب العلمية والمحققة, فيكفي ان يكون علي الكتاب اسم دار المعارف أو الخانجي ليطمئن القاريء, والآن هناك دور نشر جديدة اكتسبت مصداقيتها من خلال ما قدمته للقاريء وكثيرا منها( ان لم يكن جميعها) يفرض علي المؤلف مساهمة ما في تكاليف الطبع حتي اصبح هذا عرفا. وإذا كان هذا ما استقر عليه الحال فهل نسد الباب أمام الاجتهادات الخاصة والمشروعات الصغيرة التي تحاول أن تفرض وجودها ؟ في رأيي أن من حق الجميع ان تكون له الحرية في ان يحاول ويجتهد لكي تكون هناك منافذ نشر الي جانب الدور الكبري.