غطت السحابة السوداء سماء مدن وقري محافظة كفر الشيخ وأدت إلي حجب الرؤية عن العديد من الطرق في العديد من المراكز. منها كفر الشيخ وسيدي سالم والحامول وقلين وفوه ومطوبس وبيلا. وذلك للتخلص من قش الأرز عن طريق حرقه داخل الأراضي الزراعية. علي نطاق واسع في مساحات كبيرة من الأراضي وذلك بالمخالفة لقرارات منع حرق قش الأرز والمخلفات الزراعية داخل الحقول وتحرير محاضر للمخالفين إلا أنهم أصروا علي حرق قش الأرز داخل الحقول الزراعية وجاء سلوك الاهالي بعد أن فشلوا في إيجاد البديل, حيث لا يوجد مكابس لكبس القش في العديد من القري ويرغب المزارعون في تجهيز الأراضي الزراعية لزراعة المحاصيل التالية للأرز ومنها البنجر والفول والقمح والبرسيم وغيرها من المحاصيل الأخري نظرا لارتفاع تكاليف الإنتاج والقيمة الإيجارية للأراضي الزراعية وكذلك عدم وجود أي مساحات فضاء بالقري لنقل قش الأرز اليها حيث أصبح المزارعون من أبناء المحافظة في حيرة شديده. من أمرهم حول كيفية التخلص من قش الأرز لأنه في حالة تبوير مساحة من الأراضي الزراعية لتشوين القش عليها يتم علي الفور تحرير محاضر تبوير أراض زراعية لهم وإذا قاموا بحرق القش يتم عمل محاضر بييئة لهم قيمة المحضر الواحد تصل إلي أكثر من2000 جنيه, وذلك بسبب نقص المكابس الخاصة بكبس قش الأرز وعدم وجود مساحات فضاء خارج الأراضي الزراعية لنقل القش والمخلفات الزراعية اليها وتقاعس الحكومة عن إيجاد الحلول العملية اللازمة لكيفية التخلص الآمن من هذا القش أو السماح بالحرق المنظم لهذا القش أو استخدامه الاستخدام الأمثل. وقد دفع ذلك المزارعين من أبناء المحافظة بهذه المراكز الي الاقدام علي استغلال اجازة العيد لحرق كميات هائلة من قش الأرز داخل الحقول الزراعية علي مدي اليوم ليلا أو نهارا اعتقادا منهم بأنه لن يتم تحرير أي محاضر لهم.. ولكن الطامة الكبري هي قيام المسئولين عن الزراعة والبيئة بتحرير العديد من المحاضر ضد المزارعين المخالفين سواء للحرق الليلي أو النهاري لقش الأرز داخل الحقول الزراعية وذلك عن طريق اللجان التي تقوم بالمرور علي الأراضي الزراعية خاصة أن آثار الحرق لا يمكن إزالتها حتي بعد أن يتم تجهيز الأرض لزراعة المحصول التالي حيث تظل آثار النيران موجودة بالأراضي الزراعية لفترة. ويأتي ذلك رغم تشديد المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ علي عدم السماح بحرق قش الأرز داخل الأراضي الزراعية والاستفادة منه من خلال الكبس حتي يكون علفا للحيوان يستفاد منه بدلا من حرقه وتلويث البيئة. وكان الجميع علي علم بإقدام المزارعين علي حرق قش الأرز خلال إجازة العيد مما أدي الي تشكيل العديد من اللجان للمرور علي الأراضي الزراعية وتحرير المحاضر اللازمة للمزارعين المخالفين, وذلك بسبب خطورة الحرق علي الصحة العامة للمواطنين خاصة كبار السن والأطفال وكذلك التسبب في تلوث البيئة وحجب الرؤية علي الطرق مما يتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية علي الطرق خاصة رافد الطريق الدولي الساحلي والطرق التي تربط بين مدن ومراكز المحافظة بعضها البعض والطرق الفرعية. وفي الدقهلية اتخذ المحافظ السيد سمير سلام مجموعة من القرارات والاجراءات لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء التي تظهر كل عام خلال شهري اكتوبر ونوفمبر بسبب الاحتباس الحراري وحرق قش الارز وتشغيل مكامير الفخم والفواخير... وشملت هذه القرارات تحميل مبلغ2000 جنيه عن كل فدان يقوم صاحبه بحرق القش وذلك قيمة تكاليف الاطفاء وإزالة آثار الحرق وتقوم الوحدات المحلية بتحصيلها بالطريق الإداري ووقف جميع المنشآت الملوثة للبيئة والتي تساعد علي حدوث السحابة السوداء المتمثلة في المكامير والفواخير وحظر تشغيل المسابك ليلا من الساعة الخامسة مساء حتي السابعة صباحا وتكثيف توعية المزارعين بالآثار الضارة لحرق القش علي البيئة والحاصلات الزراعية وإقناعهم بتحقيق الفائدة الاقتصادية المثلي من قش الارز والتوسع في تنفيذ أعمال التدوير لانتاج السماد العضوي وفقا لخطة وزارتي الزراعة والدولة لشئون البيئة في هذا الصدد. ومن جانبه أكد الكيمائي أبو بكر الشهاوي رئيس الإدارة المركزية بجهاز شئون البيئة بإقليم شرق الدلتا أن وزارة البيئة استعدت لمواجهة نوبات التلوث الناتجة عن( السحابة السوداء) بالتنسيق مع محافظة الدقهلية حيث تعاقدت وزارة البيئة مع شركة جديدة لجمع ونقل المخلفات الزراعية من مركز المنصورة وبالتالي أصبح3 شركات تعمل في8 مراكز هي بلقاس وطلخا وأجا وميت غمر والسنبلاوين وتمي الامديد ومركز المنصورة ونبروه, بالاضافة إلي زيادة عدد مواقع التجميع من44 الي58 موقعا وزيادة عدد المعدات وتنويعها بحيث تتعامل مع نوعية الحصاد سواء كومباين أو عفاره. فقد تم زيادة عدد المكابس الي39 واللمامات الي20 والمكونات الي42, وأشار الشهاوي الي قيام الشركات الثلاث بضخ20 مليون جنيه هذا العام لتوفير وسائل الجمع والنقل وسداد قيمة القش الذي يقوم المزارعون بتسليمه للشركات والبالغ قدره250 الف طن قش, مؤكدا أن الشركات تشتري طن قش الارز بمبلغ45 جنيها وأوضح الشهاوي أن المحافظة وفرت الي جانب الشركات65 مكبسا بقطاع المكينة والجمعيات الزراعية لكبس القش للمزارعين داخل أراضيهم الي جانب30 مكبسا تابعا للأهالي. وفي محافظة القليوبية بالرغم من انخفاض زراعة محصول الأرز هذا العام إلي5 آلاف فدان فقط بقري ومدن المحافظة والتي تمثل اقل من ربع مساحة العام الماضي البالغة25 ألف فدان إلا ان المحافظة استعدت بعدة قرارات لإنهاء السحابة السوداء التي تغطي سماء القاهرة فقد قرر المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية منع حرق قش الأرز في المساحة المنزرعة نهائيا وغرامة10 آلاف علي المخالف, بالاضافة الي منع تشغيل مكامير الفحم خلال الفترة من سبتمبر حتي آخر ديسمبر ليلا ونهارا سواء مرخصة أو غير مرخصة. بالاضافة الي تحديد مواعيد العمل بالمسابك ليلا من الساعة5 و مساء وحتي7 مساء واشار المحافظ إلي أن زراعات المحصول في الاعوام السابقة كانت تسبب المشاكل الكثيرة للمحافظة وبعد وضع الخطط الصارمة وتوعية المواطنين بالطرق السليمة للتخلص منه عن طريق الكبس بدأت الزراعة تنحصر حتي وصلت الي5 آلاف فدانا وهذا يعتبر إنجازا كبيرا من اجهزة الزراعة بالمحافظة.