شارك الآلاف من أهالي قرية زيان بمركز بلقاس والقري المجاورة في جنازة مهيبة لتوديع جثامين الفتيات الأربع الذين غرقوا في مياه بحر زيان أول أيام العيد بعد انقلاب الفلوكة التي كانوا قد استأجروها من صاحبها للتنزه بها في العيد, حيث ودعت القرية في حزن شديد الفتيات إلي مثواهن الأخير. ومن ناحية أخري أمر حسام الناقوري وكيل أول نيابة مركز بلقاس تحت اشراف المستشار أحمد نصر المحامي العام الأول لنيابات شمال الدقهلية بحبس طارق عكاشة33 سنة الصياد وصاحب فلوكة الموت وذلك علي ذمة التحقيقات التي تجريها النيابة وقد أمرت النيابة بفحص موتور الفلوكة لبيان ما إذا كانت به عيوب فنية ويصلح للسير والعمل أم لا, كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة. وكان أول أيام عيد الفطر المبارك قد شهد المأساة الإنسانية التي أدمت قلوب الأهالي بقرية زيان بالدقهلية عندما أجتمعت12 فتاة من بنات القرية معا تتراوح أعمارهن من سبعة إلي اثني عشر عاما وارتدين الملابس الجديدة وخرجن للتنزه سويا في العيد وقمن بتأجير فلوكة في بحر زيان وأصطحبهن الصياد صاحب الفلوكة إلي عرض البحر وما هي إلا دقائق وانقلب القارب بالفتيات وسط صراخهن الذي غطي سماء القرية بأكملها. انتقلت الأهرام إلي قرية زيان التي تبعد عن المنصورة بحوالي60 كم حيث التقي مندوب الأهرام ساما نبيه عبدالغفار والدة الطفلة هدير السيد عبدالفتاح(11 سنة) التي راحت ضحية حادث الغرق وقالت أنها طلقت منذ11 عاما وانكفأت علي تربية وتعليم ابنتها الوحيدة حيث كانت تعمل بالأجرة كعاملة باليومية وأقامت منزلا من طابق واحد بالطوب الأبيض المعروف بالخشب وكان أملها الوحيد الذي عاشت من أجل تحقيقه هو أن تري ابنتها تخرجت في الكلية وهو الأمل الذي عاشت عليه طوال حياتها وقالت وهي في حالة صعبة للغاية هاتولي ابنتي لا أريد أموالا ولا أريد أي شيء من الحياة سوي ابنتي وراحت تردد عبارة هاتولي ابنتي هاتولي ابنتي وأضافت ساما نبيه أنه في يوم العيد قامت الطفلة بارتداء ملابسها الجديدة وأعطيتها2 جنيه كمصاريف كما أعطاها أخوالها5 جنيهات وقالت أن الطفلة غادرت المنزل ورفضت أن تتناول وجبة الإفطار وفوجئت بها تعود مرة أخري للمنزل واحتضنتها وقبلتها ولم تكد تمر نصف ساعة حتي سمعت في الأهالي صراخا وعويلا وعلمت أن المركب غرق وأسرعت إلي شاطيء قرية زيان وهناك رأيت ابنتي للمرة الأخيرة بعد استخراج جثتها ابنتها من المياه. وفي لقاء آخر مع عليوة فؤاد أحمد بمنزل العمدة محمد زكي قال والد آية(10 سنوات) التي راحت ضحية الحادث أنه يعمل علي يديه باليومية في الزراعة وابنته كانت تستعد لدخول المدرسة بالصف الربع الابتدائي بعد أيام وأنها تناولت الإفطار مع أسرتها وأعطاها5 جنيهات كمصاريف للعيد وقال أنه لا يملك سوي هذه الجنيهات الخمسة وأضاف والدموع تملأ عينيه أن ابنته غادرت المنزل ولم تعد وصب غضبه علي صاحب المركب وقال أنها مركب شؤم جاءت لتحطمنا وقال انه له6 أولاد منهم آية وثلاثة في التعليم وداليا التي سوف تلتحق بالثانوي التجاري بقرية وزير القريبة منا وأنه لم يتمكن في الحاق الثلاثة الآخرين بالتعليم لظروفه المادية الصعبة وهم يقومون بمساعدته في تدبير المعيشة اليومية حيث يعملون باليومية لمساعدو الأسر وباقي الأبناء علي مواصلة التعليم. وأضاف أنه يقيم بمنزل في طابق واحد بالطوب الأحمر يضم أربع حجرات ويعاني من الديون ووجه الشكر لمحافظ الدقهلية سمير سلام علي لافته الإنسانية لصرف40 ألف جنيه لأسر الضحايا الأربع وبواقع10 آلاف جنيه لكل أسرة. وفي منزل العمدة التقي الأهرام بفاتن الدسوقي عبدالوهاب(35 سنة) ربة منزل وهي والدة هبة أحمد رأفت(12 سنة) التي راحت ضحية الحادث وقالت أن ابنتها كانت تستعد لدخول الصف السادس الابتدائي ولها شقيق واحد اسمه عوض بالسنة الأولي اعدادي وأضافت أنها قامت مع ابنتها في الفجر حيث أعدت الإفطار وقامت بارتداء ملابسها الجديدة والتقت بزميلاتها بالمنزل الذين خرجوا معها وأعطتها10 جنيهات( عيدية) للعيد إلا أنها فوجئت بصراخ بالقرية وأن الناس تردد عبارة المركب انقلبت وعليه الأطفال أما سعيدة حمدان المنشاوي30 سنة ربة منزل والدة هدير أسامة ثروت12 سنة التي راحت ضحية الحادث فقالت إن ابنتها كانت تستعد لدخول الصف الأول الإعدادي بعد أن نجحت بمجموع كبير وأنها يوم العيد تناولت وجبة الإفطار وارتدت ملابسها الجديدة واعطتها10 جنيهات عيدية للعيد وخرجت لمدة عشر دقائق وعادت للمنزل حيث قامت باحتضانها علي غير عادتها ثم انطلقت مع زميلاتها للبحر لقضاء نزهة نيلية بالمركب المشئوم وبعد أقل من ساعة سمعت الخبر المشئوم ثم انهارت بالبكاء.