علي الرغم من التصريحات التي انطلقت من أفواه المسئولين بالمحافظات التي تطل علي ضفاف النيل وأجهزة المسطحات المائية حوال الإجراءات التي اتخذوها والتشديدات الأمنية للرقابة علي المراكب النيلية والمعديات قبل احتفالات عيد الفطر المبارك فإن حوادث انقلاب المراكب والمعديات أصبحت السمة الرئيسية خلال الأعياد والمناسبات. ففي الدقهلية، خيمت أجواء الحزن والأسي علي أهالي قرية زيان التابعة لمركز بلقاس، في أول أيام العيد بعد انقلاب مركب نزهة في مجري مائي بإحدي ترع مركز بلقاس وأسفر عن مصرع 4 أطفال كانوا علي متنه وأصيب 6 آخرون. أراد الأطفال بقرية زيان الاحتفال بالعيد من خلال استقلال مركب نزهة بالترعة واستقلوا المركب الذي من المفترض أن تكون حمولته 4 أشخاص، لكن جشع صاحبها دفعه لتحميل 14 شخصاً، مما أدي إلي تسرب المياه إليه ليغرق ويستقر في قاع المياه، مما أسفر عن مصرع وإصابة من كانوا علي متنه، وتبين أن المركب غير صالحة ووجود عيوب فنية بجسده، مما أدي إلي تسرب المياه إليه ووقوع الكارثة. في الوقت نفسه، وقعت كارثة أكبر عندما انقلب صندل نيلي محمل بالسولار تابع لهيئة النقل النهري أمام مرسي الفنادق العائمة الجديد بمدينة أسوان، الأمر الذي أدي إلي تسرب 110 أطنان من السولار وعلي الرغم من أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية فإن الكارثة أكبر من ذلك، خاصة أن تسرب السولار إلي مياه النيل أحدث كارثة بيئية من شأنها غلق جميع محطات الشرب لأجل غير مسمي لحين تطهير وتحليل المياه للتأكد من صحتها، خاصة أن تسرب السولار كان بشكل عشوائي ولم يتم السيطرة عليه. فمع أول أيام العيد احتشد المواطنون أمام كورنيش النيل للتنزه بالمراكب النيلية التي تقف علي الشواطئ وتدافعت جموع المواطنين منهم لاستقبال المراكب، وقد تلاحظ أن المراكب التي يفترض أن تحمل علي متنها 10 أو 15 شخصاً تقوم بتحميل أكثر من 20 و25 شخصاً، مما يدل علي عدم وجود رقابة صارمة علي تلك المراكب وقائديها، بالإضافة إلي أن قائدي تلك المراكب لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً والكثير منهم أطفال، أي أنهم لا يمتلكون رخصة قيادة لتسييرها، وهو ما يعرض المواطنين للخطر والموت بدلاً من التنزه. الغريب في الأمر أن الفترة الأخيرة قد شهدت العديد من الحوادث النيلية التي راح ضحيتها عشرات الأفراد كان أقربها حادث حديقة النيل بطرة نتيجة الإهمال من قبل المسئولين في المحافظة والأمن، وقد وقع الحادث المروع بعد أن انقلب مركب نيلي صغير أمام حديقة النيل بطره البلد بحلوان نتيجة تسرب المياه إليه وكان علي متنه 21 فتاة خرجن للتنزه والاحتفال بأحد الأعياد القبطية، وتبين أن الرحلة نظمتها كنيسة مارمينا بالعمرانية وما إن استقلت الفتيات المركب وانطلق بهن قائده حتي سقط في أعماق النيل وراح ضحيته 10 فتيات لقين مصرعهن وأصيبت 4 أخريات. وكشفت التحقيقات عن الإهمال الجسيم نتيجة عدم الرقابة بعد أن تبين أن عمر قائد المركب لا يتجاوز ال 19 عاماً ولا يمتلك رخصة قيادة، علاوة علي العيوب الفنية التي كانت بالمركب وتصدع جسده، والأغرب من ذلك دفع طمع وجشع المراكبي إلي تحميل المركب بأكثر من حمولته، وهو ما عرضها للغرق.. وتمت إحالة المتهم للمحاكمة ومعاقبته بالسجن لمدة 10 سنوات. وتفتقد المراكب النيلية في مصر أبسط قواعد الأمانة والسلامة، حيث معظم هذه المراكب تسير دون ترخيص ولا يتم إجراء صيانات دورية لها علاوة علي عدم وجود جواكت إنقاذ أو أطواق نجاة بها وهو ما يحول الحادث إلي كوارث لا نتحمل الصبر عليها. ومن أشهر المراسي التي تقف بها تلك النعوش العائمة ميدان التحرير علي كورنيش النيل، حيث يقصده آلاف المواطنين خلال الأعياد والمناسبات والذين يكونون من الأسر البسيطة التي لا تستطيع تحمل مصاريف التنزه بالمراكب السياحية التي تضمن جميع وسائل الأمان، أيضاً هناك مرسي كورنيش النيل بالمعادي وطرة البلد كل هذه المراسي تفتقد إلي وسائل الأمان وغياب كبير من المسئولين، إما بالحي التابع للمحافظة أو قوات المسطحات المائية التي يجب أن تشرف عليها بشكل دائم.