تعد مصر واحدة من أكثر الدول التي تقدم رعاية متميزة للاجئين علي أرضها وتعتبرهم ضمن نسيج المجتمع, وذلك نتيجة للاهتمام الذي توليه لدولة لتقديم التسهيلات لهؤلاء اللاجئين في إطار قواعد القانون الدولي, وهو ما أكده وفد الاتحاد الإفريقي خلال زيارته للقاهرة. وكانت وزارة الخارجية قد استضافت علي مدي يومين اجتماعات ضمت وفدا من الاتحاد الإفريقي برئاسة السفير جيمس كاليلانجوي رئيس اللجنة الفرعية للاجئين التابعة للاتحاد وممثلي وزارتي الخارجية والداخلية وممثلين عن جميع الجهات المصرية المعنية بقضايا اللاجئين الأفارقة, حيث تناولت تلك الاجتماعات التسهيلات التي تقوم بها مصر وأشكال التعاون مع مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في مصر, والاستفسار عن وجود أي مشكلات بالنسبة للاجئين وتوضيح التزامات مصر في هذا الشأن علي المستوي الدولي وفي المنتديات, خاصة في إطار المفوضية العليا لشئون اللاجئين في جنيف أو من خلال التعاون مع اللجنة الفرعية للاجئين في الاتحاد الإفريقي. وأعرب السفير جيمس كاليلانجوي عن بالغ تقديره لمصر للعناية التي توليها للاجئين المقيمين علي أرض مصر والتي شملت عدم وضعهم داخل معسكرات مغلقة لعزلهم كما تفعل دول أخري, وعدم التفريق في المعاملة بين هؤلاء اللاجئين علي أساس دولهم, مشيرا الي أن عدد اللاجئين يتزايد عاما بعد عام وأهمية التعاون بين الدول الإفريقية. كما عبر عن تقدير الاتحاد الإفريقي لالتزام مصر بدفع حصتها في ميزانية الاتحاد بشكل دوري, مشيرا الي أن مصر وأربع دول أخري تسهم بنسبة75% من ميزانية الاتحاد الإفريقي, ويخصص جزء منها لموضوعات اللاجئين. وفي تصريحات خاصة ل الأهرام, أكد السفير يوسف الشرقاوي, نائب مساعد وزير الخارجية لشئون اللاجئين, أن استقبال مصر لهذا الوفد يأتي في إطار تدعيم العلاقات مع الاتحاد الإفريقي بكل مؤسساته وإعطاء أولوية لعلاقات مصر الإفريقية, وحل جميع قضاياها, خاصة ما يتصل بقضية اللاجئين التي أصبحت قضية إقليمية ودولية, موضحا أن هناك التزاما مصريا مستمرا للمساعدة في إحلال السلام في القارة الإفريقية وتقديم كل التسهيلات لرعاية اللاجئين الموجودين علي أراضيها ممن قارب عددهم ال141 ألف لاجئ شرعي مسجل لدي مفوضية الأممالمتحدة للاجئين بجانب العديد من اللاجئين الآخرين غير المسجلين رسميا. وقال إن هناك توجيهات من أحمد أبوالغيط وزير الخارجية بوضع العلاقات مع الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي في صدارة أولويات وتحركات وزارة الخارجية. وكشف الشرقاوي عن وجود محاولات لإعادة توطين بعض اللاجئين الموجودين في مصر في دول أخري, مشيرا الي أنه تم بالفعل في نوفمبر الماضي إعادة توطين120 لاجئا اريتريا في كندا تحت إشراف مفوضية الأممالمتحدة للاجئين وبالتعاون مع السفارة الكندية بالقاهرة. وتعد هذه هي الزيارة الأولي التي تقوم بها اللجنة الي مصر, وقال الشرقاوي إنهم سعداء بما لمسوه من عدم وجود تمييز تجاه اللاجئين الموجودين علي أرض مصر علي أساس العرق أو اللون, كما أنه علي الرغم من وجود مشكلات اقتصادية لدي مصر مثل أي دولة من دول العالم الثالث فإنها تقدم جميع التسهيلات الممكنة للاجئين. وفي نهاية اجتماعاتهم أشاد أعضاء اللجنة بجهود مصر لتحقيق السلام في إفريقيا وبالتجربة الديمقراطية في مصر كنموذج لتحقيق الديمقراطية في دول أخري, وأكدت اللجنة أن الديمقراطية ليست نموذجا واحدا يطبق علي جميع الدول ولكن الديمقراطية يجب أن تتفق مع خاصية كل دولة.