يبدو أن فتور وبرودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية والجزائر مازالت تتوالي فصولا ومفاجآت برغم محاولات الوساطة التي قامت بها أكثر من عاصمة عربية طيلة الأعوام الخمسة الماضية. الأمر الذي ترتب عليه غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يجوب عواصم العالم بحثا ودعما لقضية شعبه لمدة خمس سنوات حتي الآن.. أي منذ انعقاد وحضور محمود عباس القمة العربية التي استضافتها الجزائر في مارس عام2005. ومازال الجزائريون علي موقفهم الرافض لحضور عباس أو تجاوز حالة الفتور في العلاقات بين بلدهم والسلطة الفلسطينية وخاصة الوزراء والمقربين في فريق عباس ليس لأسباب شخصية بحتة بل لأسباب سياسية تتعلق برفض رأس السلطة في الجزائر لنهج عباس وخاصة ما يقولون عنه التنازلات المفرطة التي انتهجها وأقدم عليها عباس منذ تولي زمام الأمور بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات بشأن المفاوضات ونهج اتصالات مسار السلام مع إسرائيل, حيث لا ترضي الجزائر لمثل هذا النهج وتري فيه تراجعا وخصما من رصيد المقاومة والنضال الفلسطيني الذي مازالت تؤيده الجزائر وتصطف بشأنه وتتعاطي معه في محور دول الممانعة العربية والإقليمية. صحيفة البلاد الجزائرية نقلت أن المسئولين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لم يعلنوا حتي الآن أسباب القطيعة الحاصلة بين عباس وكبار المسئولين الجزائريين. لكن تقارير جزائرية أشارت اليها الصحيفة الجزائرية تصب في خانة غضب جزائري بلا حدود علي محمود عباس نظرا لكم ما يقال إنه تنازلات لا مبرر لها واصطفافه مع دول ما يسمي الاعتدال علي حد وصف الصحيفة, بالإضافة الي جانب نهجه تسيير الأموال الدعم التي منحتها الجزائر للسلطة وخصوصا بعد اكتشاف قيام بعض المسئولين من السلطة بتحويل ملايين الدولارات وهبة الجزائر للشعب تنفيذا لقرارات القمة العربية ومؤتمر المانحين الي حساباتهم الشخصية من المغرب حسب صحيفة البلاد فقررت الحكومة الجزائرية علي أثرها صرف الأموال للجامعة العربية. وتصنف الجزائر من أكبر المانحين لفلسطين الي جانب قطر والمملكة العربية السعودية, في حين تشير أخري الي تحفظ وقناعة المسئولين الجزائريين من أن سلطة عباس لا تتذكر الجزائر إلا عند نضوب خزائنها بينما تتجاهلها في المسائل المتعلقة بمسار السلام وكل المعطيات الميدانية عن الوضع والأفكار المتداولة بحسب المصادر.