أكد قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, أن القس الأمريكي تيري جونز قس الكنيسة الكاريزمية بولاية فلوريدا الأمريكية. الذي دعا الي حرق نسخة من القرآن الكريم بمناسبة ذكري11 سبتمبر لا علاقة له بالمسيح والمسيحية, وأنه يتصرف بجهالة وحماقة, لأنه لا يحسب رد الفعل لهذا الاجراء الطائش, ولأن المسيحية لا توافق اطلاقا علي جرح شعور الناس بخاصة في دينهم, ولا تقبل العداوة والكراهية والعنصرية. وقال البابا في حوار مع الأهرام حول القضايا الساخنة: أري أن هذا القس لو كان يحاط بعقلاء سيمنعونه من هذا الأمر, وتكون فكرته مجرد فكرة شريرة, أما إذا لم يجد حكماء يمنعونه فسيجد من يصدونه ولو بالقوة. وعلق البابا علي المظاهرات الكثيرة التي حدثت في مصر مؤخرا قائلا: أنا أري أن الحرية التي أعطيت للناس استغلت بطريقة خاطئة, وكل موضوع يحاول البعض أن يعالجه بمظاهرة, ومن حق الانسان أن يمارس حرية التعبير, ولكن بغير عنف, ولكن المظاهرات فيها عنف. وتحدث البابا لأول مرة عن السيدة كاميليا شحاتة زوجة القس تدارس سمعان, وما أشيع حولها قائلا: كاميليا امرأة مسيحية مائة في المائة, حدث خلاف بينها وبين زوجها استغل هذا الخلاف بطريقة خاطئة صعدت الأمر الي أبعد الحدود, ولم يحدث أنها اشتكت لأحد حتي يقوم البعض بالدفاع عنها, وهي لم تعلن إسلامها أبدا أبدا, وهناك فتيات مسيحيات أعلن إسلامهن ولم تقم ضجة ولا أعرف ماهو الداعي للحساسية بالنسبة لكاميليا, خاصة أن المسألة عائلية بحتة تؤخذ في المجال العائلي ولا يصح تصعيدها وما فائدة التصعيد. وقال البابا إن كاميليا إنسان له حريته مثل أي انسان في الوجود, وليس من حق أحد أن يسأل أين هي ومسألة ظهورها للإعلام والحديث الي وسائل الإعلام المختلفة شأن خاص بها وحسب ارادتها إذا شاءت الظهور فهي حرة, وقال البابا تعليقا علي بعض العبارات غير اللائقة التي رددها البعض في ثورة الغضب في المظاهرات الخاصة بكاميليا, والتي طالته وطات فضيلة شيخ الأزهر الشريف: نحن ليس من عادتنا مقابلة الاساءة بالاساءة, وأنا أعرف هؤلاء الناس, وأعرف لغتهم وأتوقعها ولا أتضايق في داخلي. ورفض البابا اتهام البعض للأقباط بالاستقواء بالخارج, وقال هذه تهمة لا أساس لها من الواقع فنحن لا تربطنا علاقات لا بحكومات ولا برؤساء ولا برلمانات ولا شعوب ومصلحتنا في مصر وقوتها تصب في قوة ومصلحة كل مصري ونحن لا نستقوي إلا بالله, الله هو قوتنا ولا نطلب غيره, ولدينا آية في الانجيل تقول( ملعون كل من يتكل علي ذراع بشر). وأكد البابا ان حماية الوطن من الفتن مسئولية كل مصري والأمن القومي, وإذا عرف من المستفيد من الفتن سيعرف من وراءها. وبخصوص الانتخابات قال البابا إن الكنيسة لا ترشح أحدا في الانتخابات ولا تتدخل اطلاقا في هذا الأمر فكل من يرشح نفسه هو حر في ذلك, فنحن واجبنا واجب روحي, ونهتم بالروحيات, أما الناحية السياسية فهذا عمل الدولة, ولكن نطلب أن يتواجد الأقباط في البرلمان لصالح البلد فغيابهم يسيء لسمعة مصر ويستغله البعض في الخارج في غير مصلحة مصر ووجود عدد قليل من الأقباط في البرلمان لن يغير السياسة العامة لأن الغالبية هي المتصرفة. وحرص البابا علي تهنئة مسلمي مصر والعالم بعيد الفطر, وقال نرجو أن يعيد الله هذا العيد علي الجميع بكل بركة, وأقول لإخوتي الأحباء من المسلمين كل عام وأنتم بخير, نحن نفرح بفرحكم ونرجو كل سعادة وخير للعالم الإسلامي أجمع ليس في مصر فقط إنما في كل البلاد الإسلامية الأخري.